جماعة الإخوان بين.. الأحكام بالسجن والاستقالات والقرب من "داعش"
الإثنين 21/ديسمبر/2015 - 12:56 م
طباعة
لا شك ان المتابع لأحوال جماعة الإخوان الإرهابية يعلم كم الانشقاقات والصراعات التي تأكل جسد الجماعة، وحال الجماعة اليوم بين سجن لقياداتها نتيجة تحريضهم على العنف والارهاب، ليس فقط بل تمويل عمليات ارهابية في الداخل.
ومؤخرا قضت محكمة جنايات بورسعيد في مصر بالسجن المشدد ثلاث سنوات حضورياً في إعادة محاكمة 17 متهماً من أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» والرئيس المعزول محمد مرسي، بعدم ادانتهم بالعنف. كما قضت غيابياً بالسجن المؤبد 25 عاماً بحق اثنين آخرين.
وكانت المحكمة أصدرت حكمها في تلك القضية في أغسطس الماضي، وقضت بالسجن المؤبد على مرشد «الإخوان» محمد بديع وقيادات في الجماعة، بينها محمد البلتاجي وصفوت حجازي وأكرم الشاعر و15 آخرين، كما قضت بالسجن المؤبد غيابياً بحق 76 متهماً، طعن عدد منهم على العقوبة بعدما سلموا أنفسهم فأعيدت إجراءات محاكمتهم، وخففت المحكمة عقوبتهم إلى السجن 3 سنوات.
واتهمت النيابة المحكومين من قادة الجماعة بـ «تحريض أعضاء الجماعة على اقتحام قسم شرطة العرب في بورسعيد، وقتل ضباطه وجنوده وسرقة الأسلحة الخاصة بالقسم وتهريب المحتجزين فيه» في أغسطس 2013 في أعقاب فض اعتصامي أنصار المعزول مرسي في رابعة والنهضة. وقُتل في تلك الأحداث 5 أشخاص وجُرح ضباط وجنود.
وعلى صعيد آخر اعترفت جماعة الإخوان بوجود عدد من الاستقالات بين قياداتها، بعد الأزمة الأخيرة التي نشبت داخل التنظيم، معلنة أنها ستعيد تشكيل مكتبها في الخارج من جديد.
وقال بيان صادر عن جماعة الإخوان المسلمين، أن الأمين العام للإدارة العليا بجماعة الإخوان وجه مكتب المصريين بالخارج إلى المسارعة باستكمال تشكيل المكتب، بعد استقالة عدد من أعضائه، واتخاذ ما يلزم من خطوات في إطار اللوائح المنظمة. وقال الأمين العام للإدارة العليا للإخوان في بيان الجماعة :"كنا نتمنى من المستقيلين الاستمرار في أداء دورهم المهم، وتحمل الأمانة التي كلفهم بها إخوانهم، ومناقشة كل القضايا في إطار مؤسسات الجماعة، وعدم الزج بالإعلام طرفا في الشأن الإخواني الداخلي".
محمود عزت، نائب المرشد العام
و من جانبها كشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، أن عدد من قدموا استقالتهم من مناصب عليا داخل الجماعة، منذ نشوب الأزمة الداخلية الأسبوع الماضي، وصل عددهم إلى ما يتجاوز 80 عضوا داخل الجماعة حتى الآن. وأضافت المصادر في تصريحات صحفية أن الاستقالات جاءت نتيجة تصرفات مجموعة محمود عزت الأخيرة ، واتخاذ القرارات دون العودة لهذه القيادات، فيما أخفقت الجماعة في إقناعهم للعدول عن قراراتهم.
فيما اعترف عاصم عبد الماجد، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية، أن التيار الإسلامي فشل عقب 25 يناير 2011 في تحقيق أهدافه، واتخذ قرارات خاطئة جعلت أنصاره يدفعون ثمن هذه الأخطاء. وقال عبد الماجد في بيان له عبر صفحته على "فيس بوك": "من أبرز أخطاء التيار الإسلامي، أن يشارك في الانتخابات والحياة السياسية بعد الثورة قبل أن يتأكد أن الثورة قد نجحت، ثم أن يفشل باختياره وكامل إرادته ومع سبق الإصرار والترصد"، على حد زعمه. وتابع: "ثم يترك أنصاره يدفعون ثمن فشله وينصرف بعضهم لقضاياه الخاصة أو مشاكله الداخلية أو توسيع العضوية أو يسبح مع أوهامه ويتخيل أحفاده وهم يرفعون".
بدوره قال طارق أبو السعد، القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن الاستقالات ستظل مستمرة داخل جماعة الإخوان، ولن تنتهى اعتراضا على سياسات طرفي الأزمة داخل جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن التنظيم سيواصل ضعفه، ولن يستطيع تعويض تلك الاستقالات، وهو ما سيؤثر كثيرا على الجماعة.
يوسف ندا، مفوض العلاقات الدولية السابق بالجماعة
وحول محاولات رأب الصدع وجمع شتات الجماعة كشفت مصادر بجماعة الإخوان أن يوسف ندا، مفوض العلاقات الدولية السابق بالجماعة، والدكتور يوسف القرضاوي، رئيس ما يسمى «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، يجريان اتصالات مستمرة بمحمود عزت، نائب المرشد، واللجنة الإدارية التي تقود الجماعة في مصر، (لجنة فبراير)، لتقريب وجهات النظر بينهما، وسط رفض من جانب عزت الذى اشترط توقف اللجنة عن إصدار بيانات باسم الجماعة وتسليم المنافذ الإعلامية التي سيطرت عليها اللجنة خلال الفترة الماضية.
وقالت المصادر إن اللجنة تدرس تصعيد ٤ من الشباب لشغل عضوية مكتب الإخوان بالخارج، بعد استقالة ٤ قيادات، أمس الأول، وتضامنهم مع القيادات القديمة، بتوجيه استقالاتهم إلى محمد عبدالرحمن المرسى، رئيس اللجنة الإدارية، الذى أعلن انحيازه لمجموعة محمود عزت، نائب المرشد العام للجماعة.
وتضم قائمة المستقيلين، المحتجين على تعدى اللجنة على لائحة الجماعة، أيمن عبد الغنى، صهر المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد، ومحمد البشلاوى، وعبد الحافظ الصاوي، وطاهر عبدالمحسن.
كان محمد عبدالرحمن، رئيس اللجنة الإدارية، المتضامن مع مجموعة عزت، اتهم بقية أعضاء اللجنة بالخروج على شرعية الجماعة ومنهجية عملها.
وقال عصام تليمة، القيادي بالتنظيم، إن الجماعة تحتاج لائحة جديدة ومجلس شورى ومكتب إرشاد جديدين، وذلك بعد تنحى جميع من شارك في إدارة هذه المرحلة، من جميع الاتجاهات، سواء من روابط الجماعة، أو مكتب الأزمة، أو المكاتب الأخرى. وأوضح: «ربما يتعلل البعض أن ذلك صعب ويتعذر، وهو مردود عليه بالإجراءات التي تمت منذ أيام، بدعوى القيام بتحقيقات مع أناس عُزلوا من مناصبهم، فهل عند الإخوان بحبوحة ووقت للتحقيقات، وليس عندهم وقت للانتخابات لاستكمال كيانهم؟».
وحول علاقة جماعة الاخوان بالتنظيمات الارهابية وتبنيها هي نفسها الارهاب ذكرت صحيفة "جورنال أنترناسيونال" الفرنسية أن الإخوان المسلمين يشكلون مهد الأيدولوجية الجهادية، وأنها أنجبت الحركات الجهادية العنيفة التي تنشر الإرهاب في العالم أجمع. وأوضحت الصحيفة أن الجماعة التي تعاني من حالة وهن، بل وطردت من الحكم في العديد من الدول بالشرق الأوسط خاصة مصر، وأصبحت مهمشة في الحرب السورية، تعمل على أن تلعب دور للسيطرة على المنظمات والحركات الإسلامية في أوروبا وتغري الغربيين على أنها تمثل "الإسلام المعتدل".
ونقلت الصحيفة عن كتاب للباحث السياسي الفرنسي في الشئون الإسلامية، مايكل برزان، الذي جاء تحت عنوان "الإخوان المسلمين.. تحقيق حول أخر أيدولوجية شمولية"، موضحة أن هذا الكتاب يهتم بأيدولوجية الإخوان المسلمين التي أنجبت بعد ذلك الحركات الإرهابية الجهادية، كما أنها كانت على علاقة بالنازية. وأوضحت الصحيفة أن الأيدولوجية الإخوانية تقوم على إنشاء خلافة إسلامية إقليمية وعالمية من خلال فكرة "الجهاد الهجومي"، كما أنهم يعتبرون آخر حركة سياسية وشمولية بعد سقوط الفاشية والشيوعية السوفيتية، مستغلين صورة "الإسلام المعتدل لعقد صداقات مع الغرب.
ولدت جماعة الإخوان بعد الحرب العالمية الأولى كغيرها من الأنظمة الشمولية التي ظهرت في هذه الفترة على رأسها الشيوعية السوفيتية والنازية الألمانية والفاشية الإيطالية، حيث تتبنى هذه الجماعة نفس قوانين هذه الأنظمة الشمولية من الخضوع الأعمى للقائد ووضع أجهزة خفية ومسلحة تسمى "أجهزة سرية" تلعب دورا هاما في تغيير المجرى السياسي ولعب نفوذ قوي من خلال الاغتيالات. لاقت جماعة الإخوان رعاية وتمويلا ماليا من النازية خلال ثلاثينيات القرن المنصرم، لتولد بذلك إسلام متطرف وعنصري شكل قطيعة مع الإسلام التقليدي الذي كان يتعامل مع المسيحية واليهودية على أنهم أقلية دينية ولا يشكلون خطرا.
ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية وسقوط الداعم الرئيسي للإخوان المتمثل في النازية، حدث تقارب بين الجماعة والشيوعية الثورية الروسية، وشكل الفكر الاجتماعي تقارب بين الطرفين، لكن هذه العلاقة لم تدم مع صعود الجيش في مصر عام 1952 وضعف نفوذ الإخوان. وتتشابه جماعة الإخوان المسلمين إلى حد كبير مع داعش، فرغم أن التنظيم في البداية قد لاقى دعم الجماعة خلال الحرب في سوريا، إلا أن التنظيم ابتعد عن الجماعة، بل وتقدم عليها، وهو ما ترفضه الجماعة، فبحسب مايكل برزان، فإن الإخوان المسلمين لا يحبون أن التنظيمات التي أنشأوها تتقدم عليهم وتأخذ السلطة".
وبحسب الباحث، فإنه نتيجة لأن داعش تغذى على أيدولوجية الإخوان، فإن التنظيم الإرهابي يتابع نفس الأهداف التي كانت تريدها الجماعة ألا وهو إقامة الخلافة الإسلامية.
وبينت الصحيفة أنه رغم أن الإخوان تربطهم علاقة عميقة جدا بتنظيم القاعدة إلا أن داعش يرتبط بالإخوان في الأيدولوجية التي يتقاسمونها.