بعد هجوم "داعش" على السعودية.. "الإفتاء" تُبارك "التحالف الإسلامي"

الإثنين 21/ديسمبر/2015 - 09:42 م
طباعة بعد هجوم داعش على
 
رغم حالة الجدل التي سادت العديد من دول العالم والخبراء المتخصصين في الشؤون العسكرية، بعد ساعات من إعلان الرياض تدشين تحالف إسلامي من 34 دولة إسلامية، حاولت المملكة الدفاع عن تحالفها، الذي يبدو أنه تم بعيدًا عن مشاورة العديد من تلك الدول التي قيل إنها مشاركة في التحالف، حيث أعربت دول عن دهشتها من وجود اسمهم في ذلك التحالف، في وقتٍ دخلت فيه دار الإفتاء المصرية على خط الجدل الدائر، واعتبار أن التحالف الإسلامي سينسف التنظيم ويدحض اتهامات "داعش".
وعن دفاع المملكة عن تحالفها الإسلامي جاء اجتماع مجلس الوزراء السعودي الذي عقد اليوم الاثنين، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في قصر اليمامة بمدينة الرياض، وأكد المجلس أن البيان المشترك بإعلان تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا، جاء بالتنسيق مع الدول المهمة في العالم والمنظمات الدولية، ويضم مجموعة من الدول الإسلامية التي تشكل أغلبية العالم الإسلامي.
بعد هجوم داعش على
وقال البيان السعودي، إن التحالف يجسد تحقيقا للتكامل ورصّ الصفوف وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها، ونوه مجلس الوزراء بتأييد عدد من الدول الإسلامية والصديقة وكذلك المنظمات الدولية والبرلمانات لتشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، ولكل جهد يستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء عليه.
وأعرب المجلس عن تضامن المملكة مع حكومة نيجيريا الاتحادية في مواجهة الإرهاب والوقوف إلى جانبها، إثر العمليات الإرهابية التي وقعت في نيجيريا أخيرا.
في السياق، وفي جملة بيانات التأييد التي تصدرها المؤسسات الإسلامية ، أكد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن تشكيل التحالف الإسلامي لمواجهة "داعش" يمثل ضربة قاصمة لكافة روايات وادعاءات داعش الدينية، واستناده إلى نبوءات نهاية التاريخ ليبرهن على صدق قوله.
بعد هجوم داعش على
وشدد المرصد في رده الاثنين على التسجيل الصوتي الذي أصدره تنظيم داعش، الذي هاجم فيه التحالف، بعنوان "النّحرُ الدّامي حقيقة التحالف الإسلامي"، وقال المرصد إن التحالف الإسلامي ينسف كل هذه الادعاءات ويدحضها ويهدم أركان التنظيم المعنوية، والتي تستمد قوتها بالأساس من تلك الادعاءات الباطلة.
وأوضح المرصد أن تنظيم "داعش" استثمر بشكل كبير تشكيل التحالف الدولي ليقدم نفسه باعتباره محققاً لنبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم في ملاقاة جيوش ثمانين دولة، واستمر في ترويج تلك الرواية والتي لاقت صدى كبيراً لدى الكثيرين، قبل أن يجد التنظيم نفسه أمام تحالف إسلامي يهدم أركان روايته وينقضها بالكلية، ليفقد التنظيم بذلك الأساس الأيديولوجي الذي استند إليه واستمد منه قوته.
وأوضح المرصد أن تنظيم "داعش" قد دأب على تسمية التحالف الدولي بـ"التحالف الصليبي" بهدف تصوير الأمر وكأنه حرب دينية بين المسلمين وغير المسلمين، وكثير من عناصره الإرهابية تؤمن بهذه الرواية، وتعمل على ترويجها، إلا أن التنظيم لم يحسب لمواجهة تحالف إسلامي يضم جيوش نحو خمس وثلاثين دولة إسلامية تؤكد جميعها أن التنظيم لا يمثل الإسلام ولا المسلمين، وإنما هو تنظيم متطرف يسعى لتحقيق مكاسب خاصة باستخدام شعارات دينية وترديد روايات ما يعرف بـ "نهاية التاريخ".
بعد هجوم داعش على
وأكد المرصد أن تنظيم "داعش" لن يقبل بمعادلة "تحالف إسلامي في مواجهة دولة الخلافة المزعومة أو الدولة الإسلامية الزائفة"، لذا فإنه سيسعى بكل السبل المتاحة لديه لتشويه هذا التحالف ونزع صفة أنه تحالف لدول إسلامية، والترويج لعدد من فتاويه التي تكفر الدول الإسلامية بالكلية ليصل إلى الصيغة التي يقبلها والتي تحقق مصالحه، وهي "تحالف مرتدين في مواجهة الدولة الإسلامية"، على حد زعمه.
كان تنظيم "داعش" قد أصدر أمس الأحد 20 ديسمبر 2015  بياناً هدد فيه بمهاجمة السعودية لما اعتبروه تحالفاً منها مع "الصليبيين"، وتأسيسها لتحالف عسكري إسلامي لمكافحة الإرهاب. 
وقال التنظيم في دورية أسبوعية توثق أنشطته العسكرية إن التحالف سيكون بداية انهيار ما أسماها بحكومات الطواغيت المتسلطين على بلاد الإسلام، منتقدا أيضا مشاركة فصائل من المعارضة السورية في اجتماع الرياض في وقت سابق من هذا الشهر.
ومن بين الدول المشاركة في التحالف إلى جانب السعودية: مصر، الأردن، الإمارات، باكستان، البحرين، بنغلاديش، بنين، تركيا، تشاد، توغو، جيبوتي، السنغال، السودان، سيراليون، الصومال، الغابون، غينيا ، فلسطين، جزر القمر، قطر، ساحل العاج، الكويت، لبنان، ليبيا، المالديف، مالي، ماليزيا، المغرب، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، اليمن.

شارك