الجيش السوري يتقدم بغطاء روسي.. والتحالف الدولي يُصعِد من غاراته

الإثنين 21/ديسمبر/2015 - 10:38 م
طباعة الجيش السوري يتقدم
 
يواصل الجيش السوري تقدمه مدعوما من الغارات الجوية الروسية، والحصول على مواقع استراتيجية من التنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة، بعد أن سيطر اليوم على طريق حلب - دمشق وقطعه بشكل كامل أمام المسلحين الفارين من الريف الجنوبي، حيث تمكنت وحدات المشاة من الوصول إلى الأوتوستراد الدولي، "وذلك بعد سيطرتها على قرية الخالدي الواقعة شمال شرق خان طومان التي حررها الجيش قبل يومين، ليصبح هذا التقدم خطوة نحو قطع طريق الإمداد الأساسي للمسلحين في مقراتهم الأساسية في الزربة وخان العسل، إذ أن دخول الجيش لهذه المناطق الهامة، أصبح مسألة وقت.
في الوقت الذى احتدمت المعارك في محافظة اللاذقية في الأيام الأخيرة للسيطرة على بلدة سلمى، وقد تحولت هذه البلدة إلى حصن لمسلحي "جبهة النصرة".
الجيش السوري يتقدم
وتعد بلدة سلمى مهمة للتنظيمات الإرهابية نظرا لأن فقدان السيطرة عليها يعني هزيمة مدمرة لهذه المجموعات شمال غرب سوريا، إضافة إلى أنها ستقطع الطريق أمام تدفق المسلحين من الأراضي التركية.
يأتى ذلك في الوقت الذى أعلن فيه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عن تنفيذ 15 ضربة جوية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، وقالت قوة المهام المشتركة إن التحالف نفذ 12 ضربة جوية في العراق بالقرب من ثلاث مدن وأصاب وحدات تكتيكية تابعة للدولة الإسلامية وسيارات ومخازن أسلحة ومواقع قتالية وأهدافا أخرى، وذكر الجيش أن ست ضربات نفذت قرب الموصل معقل داعش في شمال العراق وأربع ضربات قرب الرمادي حيث طالب الجيش العراقي المدنيين أمس بترك المدينة قبل هجوم مزمع. وأضاف أن الضربتين الأخريين في العراق نفذتا على مقربة من بيجي.
وفي سوريا تم تنفيذ ثلاث ضربات بالقرب من مارع وعين عيسى وأنها أصابت وحدة تكتيكية وأهدافا أخرى، وأعلن التحالف الدولي أيضا شن ضربة بالقرب من مدينة الرقة معقل داعش في سوريا يوم السبت وقال إنها أصابت خمس نقاط لفصل الغاز والنفط تابعة للتنظيم المتشدد ونقطتين لتجميع النفط الخام، وأن القوات استخدمت في الضربات مقاتلات وقاذفات صواريخ وطائرات يتم التحكم بها عن بعد.

الجيش السوري يتقدم
من ناحية اخري كشف  وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان عن اتفاق مع نظيره الروسي سيرغي شويجو على تنسيق جهود عسكريي البلدين في سوريا لتفادي اصطدامات قد تحصل، وفي ختام محادثات أجراها مع شويجو أثناء زيارته إلى موسكو أفاد لودريان بأن الجانبين اتفقا أيضا على تبادل المعلومات الاستخباراتية حول تنظيم داعش الإرهابي، إضافة إلى اتفاقهما على إجراء لقاءات ثنائية بشكل منتظم.
أكد لودريان عدم وجود أي خلافات في سوريا بين التحالف الدولي المناهض لداعش وروسيا، واصفا نتائج أداء جميع الأطراف في محاربة هذا التنظيم الإرهابي بالإيجابية، وقال "لا توجد أي خلافات بيننا، وإذا كانت هناك خلافات ما فقد تمت تسويتها عبر مذكرة موقعة بين روسيا والولايات المتحدة أو من خلال آلية أخرى وضعناها عندما أرسلنا طرادنا (شارل ديغول) إلى البحر المتوسط"؟
شدد بقوله "نحقق في سوريا نجاحات معينة، إذ نوجه ضربات منتظمة إلى داعش بأنفسنا أو بمساعدة الولايات المتحدة، وروسيا هي الأخرى تحارب داعش، وبالتالي فإن هناك تقدما"، مضيفا أن لقاءه مع شويجو في موسكو ترك لديه "شعورا إيجابيا للغاية".

الجيش السوري يتقدم
ونفى الوزير الفرنسي أن تكون فرنسا قد عرضت على موسكو وساطتها بينها وبين واشنطن في تشكيل تحالف واسع ليواجه داعش بزعامة كل من الولايات المتحدة وروسيا، وذكر أن المحادثات لم تتناول موضوع الوساطة إطلاقا، بل دار الحديث خلالها عن تنسيق الجهود في مكافحة عدونا المشترك، والاشارة إلى أن الجانبين ركزا على مناقشة الوضع في سوريا "لأن روسيا لا تخوض عمليات في العراق".
بينما أكد سيرجي سويغو أن التعاون بين روسيا وفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب يتطور على قدم وساق،  وأن هذا التعاون بدأ على أثر وقوع هجمات باريس الإرهابية، كما عقدت لقاءات بين بحارة من البلدين على سفن روسية وفرنسية في البحر الأبيض المتوسط، موضحا أن التعاون بين الجانبين في مجال مكافحة الإرهاب في سوريا يتم بناء على تعليمات من الرئيسين الروسي والفرنسي، وأن هدف المحادثات الجارية هو "تدقيق بعض النقاط المتعلقة بتنسيق جهودنا في هذه الأراضي".
ومن اللافت أن لودريان قبل زيارته إلى موسكو بحث أجندة المحادثات المرتقبة هناك مع نظيره الأمريكي آشتون كارتر هاتفيا.
الجيش السوري يتقدم
على الجانب الاخر قال متحدث باسم البيت الأبيض أن المكالمة الهاتفية جرت بمبادرة الجانب الأمريكي، إذ اتصل كارتر بـ لودريان، خلال زيارته لمتن حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" المتواجدة قبالة سواحل سوريا،وحسب المتحدث باسم البيت الأبيض، تحدث الوزيران عن ضرورة أن تركز روسيا اهتمامها الرئيسي في سوريا على التصدي لداعش.
وجاء تكثيف التنسيق العسكري بين روسيا وفرنسا بعد اعتداءات باريس وتفجير طائرة الركاب الروسية فوق سيناء وإعلان تنظيم داعش مسؤوليته عنهما. واتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند في نوفمبر على إطلاق تعاون بين جيشيهما المشاركين في العمليات العسكرية ضد الإرهابيين في سوريا.

شارك