متحديًا مساعي التدخل البري في ليبيا.. "داعش" يستقوي بشرطته في "سرت"

الثلاثاء 22/ديسمبر/2015 - 12:02 م
طباعة متحديًا مساعي التدخل
 
يواصل التنظيم الإرهابي "داعش"، استعراض عضلاته في المدن الليبية، وبالأخص في مدينة سرت معقل الرئيس الراحل معمر القذافي، حيث نشر التنظيم الإرهابي مساء أمس الأثنين 21 ديسمبر 2015، فيديو يظهر دوريات، شرطة التنظيم منتشرة في جميع أنحاء مدينة سرت الليبية، ويظهر الفيديو عناصر داعش ينتشرون في سرت، في محاولة لتأكيد سلطته بالمنطقة، وفقاً لصحيفة إندبندنت البريطانية.
متحديًا مساعي التدخل
الجدير بالذكر أنه منذ سقوط القذافي، وسادت في ليبيا حالة من الفوضى العارمة والتي سيطرت من خلالها الميليشيات المسلحة على البلاد، وانقسمت القوى السياسية إلى إدارتين، الأولى متمثلة بالبرلمان السابق والمنتهية ولايته، وتسيطر الميليشيات الإسلامية عليها، وتحتل العاصمة طرابلس، والثانية البرلمان المعترف به دولياً في طبرق. 
وكذلك يظهر الفيديو الدعائي الجديد مجموعة من المتطرفين، نحو 12 من رجال الشرطة الملثمين، يحملون ببنادق ويقفون خلف شاحنات صغيرة بيضاء، بشكل مشابه لشرطة المرور، وتظهر أفراد القوة وهم يرتدون زيا موحدا ويقومون بدوريات في جميع انحاء مدينة سرت الليبية، وارتدي جميع الأفراد الذين ظهروا في الفيديو أقنعة سوداء، حاملين بنادق كلاشينكوف.
ويري مراقبون أن التنظيم يسعي إلي العودة مجددَا إلي الأضواء، بعد انحسار نفوذه في العراق وسوريا، وتجنيد مقاتلين جدد في ليبيا، مستغلاً الأوضاع الأمنية المتدهورة.
من جانبها قالت صحيفة ديلى ميل البريطانية، إن تنظيم داعش قام بتشكيل قوات للشرطة الإسلامية في ليبيا، مدعيا أنه الوحيد القادر على تحقق الاستقرار في البلاد. 
واتخذ التنظيم الإرهابي، من مدينة سرت عاصمة له منذ سيطرته على الأخيرة، ويرغب الفيديو في تصوير داعش وكأنها المسيطر الفعلي على الدولة في ليبيا، خاصة في ظل قلق غربي من توسع التنظيم هناك. 
وكشفت وسائل إعلام ليبية مؤخرا ان العديد من مقاتلي داعش المتواجدين في سرت هم في الحقيقة أجانب ينتمون إلى سوريا وبعض دول شرق إفريقيا. 
ويحاول التنظيم الاستيلاء على الأراضي الواقعة إلى الشرق من سرت واستهداف حقوق النفط الغنية بالقرب من بلدة إجدابيا.
واستهداف داعش حقول النفط الغنية بالقرب من بلدة إجدابيا، وقُتل 14 شخصًا على الأقل وأصيب 25 أخرون بجروح في اشتباكات اجدابيا بين الجماعات المسلحة الموالية لحكومة طبرق الرسمية و"داعش".
متحديًا مساعي التدخل
وكانت الأطراف المتناحرة وقعت على مسودة الاتفاق الليبي، يوم الخميس الماضي، بوساطة الأمم المتحدة، لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتأمل القوى الغربية أن يحقق الاتفاق الاستقرار، ويحد من وجود تنظيم "داعش" المتنامي، ويواجه الاتفاق أسئلة من النقاد عن ممثلي الحكومة المقترحة، وما إذا كانت الفصائل المسلحة ستطيع الحكومة الجديدة، فيما اعتبرها البعض أنها صفقة تفرضها الأمم المتحدة. 
وأفادت البلدية أنه أصيب اثنان من الحراس عندما هجمت مجموعة مجهولة على مبنى المخابرات العسكرية في البلدة الغربية صبراتة، واستغلت "داعش" الفراغ الأمني المتزايد في ليبيا، حيث تقاتل حكومتان متنافستان من أجل الحكم لمدة 4 سنوات، بعد سقوط القذافي.
من جانب أخر قال الناطق الرسمي باسم القوات الجوية الليبية ناصر الحاسي، مساء أمس الإثنين، في تصريحات صحفية، إن قوات الجيش الليبي تقوم بصد العناصر الإرهابية، وتهاجم أوكار عناصر داعش، التي كانت تسعى للتمدد نحو مدينة أجدابيا ومنطقة الهلال النفطي، موضحا أن القوات الجوية والبرية الليبية تقاتل وتقارع المجرمين في مدن درنة وبنغازي، والآن في أجدابيا.
وأكد الحاسي، أن الجيش الليبي، منذ أسبوع، يحقق تقدمًا جيدًا، لا يعلن عنه، حتى يتم تمشيط المناطق التي تم السيطرة عليها من قبل الجيش، مشيرًا إلى أن الكفة تميل للجيش الليبي، مضيفًا أن القوات البرية تقوم بتمشيط المناطق التي تم السيطرة عليها في بنغازي، مشيرًا إلى أن قوات الجيش الليبي تتقدم في معركتها لتطهير بنغازي من الإرهابيين.
وحول تأثير الاتفاق السياسي، الذي تم التوقيع عليه في الصخيرات، على آلية عمل الجيش، قال إنه لن يقف ولن يؤثر في مجريات عمليات القتال ضد الإرهابيين، معربًا عن أمله أن يتوازى العمل السياسي مع العملية العسكرية بدعم الجيش ورفع الحظر عن قوات الجيش الليبي، لإنهاء المعركة مع الإرهابيين سريعا.
ويري مراقبون أن ليبيا ستكون ساحة الحرب الأهم والأخطر، بالنسبة للعالم ضد تنظيم داعش الإرهابي، نظرا لما يشكله من خطورة كبيرة على أوروبا، لقربها الشديد منها، فضلا عن اتساع جبهة المواجهة سواء في ليبيا ذات المساحة الشاسعة، أو في منطقة الصحراء الكبرى، وكذلك عن وجود العشرات من التنظيمات المتطرفة في شمال أفريقيا ومالي ونيجيريا، وفي حال اتحادها مع التنظيم ستشكل خطرا لن يستطيع أحد في العالم مواجهته.
متحديًا مساعي التدخل
وأكد خبراء بريطانيون لصحيفة "الأوبزرفر" البريطانية أن أوروبا تعيش في كابوس منذ اتساع نفوذ داعش في ليبيا، لأنه إذا ما تمكن من السيطرة على الثروات النفطية الهائلة فيها، فسيكون ما حدث في العراق وسوريا مجرد نزهة لما يمكن أن يفعله في ليبيا، لأن قدرات التنظيم المادية والعسكرية ستتضاعف عدة مرات، خاصة أن القدرات النفطية الليبية الحالية تقدر بنحو ١٠٠ مليار دولار، لو سيطر عليها داعش سيتغير وجه العالم أجمع.
وكان أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن استعداد بلاده لنشر ١٠٠٠ جندي من القوات الخاصة في ليبيا، وتزامن هذا مع تقارير أشارت إلى وجود قوات برية إيطالية وأمريكية بالفعل في الجزائر استعدادا لتدخل برى في ليبيا ضد تنظيم داعش.
وكانت قوات خاصة أمريكية قد وصلت بالفعل إلى قاعدة الوطية العسكرية غربي ليبيا، وبالقرب من الحدود التونسية، إلا أن الجيش الليبي طلب منها المغادرة فورا لعدم وجود تنسيق مسبق بين القوات الأمريكية والجيش الليبي.
ووفق معلومات مخابراتية فإن طائرات تجسس فرنسية تحلق باستمرار فوق ليبيا، لرصد تحركات داعش ومراقبة كل ما يجرى هناك، استعدادا لعمليات عسكرية ضد التنظيم، حيث يري متابعون للشأن الليبي أن هناك اتجاها قويا لشن غارات قوية ضد معسكراته.

شارك