الجيش اليمني على مشارف صنعاء.. وارتباك يسود الحوثيين

الثلاثاء 22/ديسمبر/2015 - 04:45 م
طباعة الجيش اليمني على
 
اقترب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي، خطوات قليلة من تحرير صنعاء، وسط ارتباك كبير في صفوف الحوثيين، فيما نجحت السعودية في صد صواريخ "قاهر ١" علي الحدود.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
انسحبت ميليشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح، الثلاثاء، من منطقتي الصفراء والسليم في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة (جنوبي البلاد)
ويأتي هذا التطور الميداني بعد ساعات من تأكيد مصادر يمنية قبلية أن القوات الشرعية تشق طريقها إلى صنعاء، وإنها أصبحت عند أقرب مسافة من العاصمة، منذ أن استولت عليها ميليشيات المتمردين في سبتمبر من العام الماضي.
من جهة أخرى، نفذ التحالف العربي، الثلاثاء، 8 غارات استهدفت مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح في منطقة الراهدة والشريجة بين تعز ولحج.
وواصل التحالف العربي، بقيادة السعودية، غاراته بعد خرق للهدنة من قبل ميليشيات الحوثي وصالح حيث قصفت الميليشيات، الأحد، منازل للمدنيين في مدينة نعز، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 37 آخرين بجروح، وفق مصادر عسكرية.
وقد أكدت المصادر تسجيل أكثر من 170 خرقا للهدنة من قبل المتمردين في المحافظة.
فيما أكد قائد المنطقة العسكرية السادسة في محافظة الجوف باليمن، اللواء الركن أمين عبدالله الوائلي، أن أكثر من 90% من محافظة الجوف تحت سيطرة الجيش الوطني الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية والأمور داخل المحافظة تسير حسب ما خطط له من قبل، مضيفا "تمكنا أمس الاثنين من أسر 24 من مليشيات الحوثي بينهم قيادات". 
وكشف أن المليشيات قامت بتهريب الخبراء الإيرانيين ومن حزب الله وخبراء في الحرس الجمهوري في العراق وذلك بعد سيطرة الجيش والمقاومة الشعبية على معسكر اللبنات حيث قاموا بنقلهم الى محافظة صعدة المعقل الرئيس للمليشيا الانقلابية، لافتا إلى أنه ستتم متابعتهم وتعقبهم إلى صعدة حتى الوصول إليهم والقبض عليهم. 
وفيما يخص نجاح الجيش والمقاومة الشعبية في الجوف، قال "إننا لن نترك شبراً واحداً مغتصباً بيد مليشيا الانقلاب وسنحررها بعزيمة وإصرار".
كما اعلن التحالف العربي بقيادة الرياض اعتراض صاروخ إضافي أطلقه المتمردون اليمنيون الحوثيون وحلفاؤهم باتجاه الاراضي السعودية هو الخامس منذ الجمعة، متوعدا باتخاذ اجراءات ردع "قاسية" بحقهم.
ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن بيان لقيادة التحالف ليل الاثنين الثلاثاء أن "قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت حوالي الساعة 11 والنصف (20.30 تغ) من مساء  أمس الاثنين (...) صاروخاً بالستياً تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة جازان".
وأكد البيان أن القوات الجوية "بادرت(...) في الحال بتدمير منصة اطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية".
وأكد الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، قيامهم ليل أمس بإطلاق "صاروخ بالستي من نوع قاهر 1"، مشيرين بحسب ما نقلت وكالة انباء "سبأ" التي يسيطرون عليها، أن الصاروخ استهدف منشآت لشركة "أرامكو" النفطية السعودية في جازان.

والصاروخ هو الخامس على الأقل يطلقه الحوثيون وحلفاؤهم منذ الجمعة، فقد أعلن التحالف أنه اعترض فجر أمس الاثنين صاروخاً أطلق باتجاه جازان، ومساء السبت، قتل ثلاثة اشخاص في سقوط صاروخ على نجران، غداة اعتراض صاروخ بالستي وسقوط آخر في منطقة صحراوية شرق نجران.
وأوضحت قيادة التحالف أنه "في الوقت الذي تحرص فيه على التعاطي بإيجابية مع طلب الحكومة اليمنية لتمديد العمل بالهدنة إلا أن استمرار المليشيات الحوثية في أعمالها العبثية سيدفع قيادة التحالف لاتخاذ إجراءات قاسية لردع تلك الأعمال".
وكان وقف لإطلاق النار بدأ تنفيذه الثلاثاء الماضي تزامنا مع انطلاق مباحثات سلام بين طرفي النزاع برعاية الأمم المتحدة في سويسرا، إلا أنه  تعرض لخروقات متكررة من طرفي النزاع منذ اليوم الأول.
فيما كشفت مصادر أمنية داخل العاصمة اليمنية صنعاء، أن جماعة التمرد الحوثي اقتحمت سفارات عدد من الدول الخليجية، وحولتها إلى مخازن للأسلحة، مشيرة إلى أن السفارة الوحيدة التي تعمل في الوقت الحالي في صنعاء هي السفارة الإيرانية، التي تحولت إلى مركز قيادة لعمليات الحوثيين في اليمن، إضافة إلى السفارة الروسية، التي يوجد بها قائم للأعمال، وتمارس عملها في أضيق نطاق.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
فيما ذكرت مصادر يمنية لـ"العربية نت" أن صنعاء تشهد انتشارا أمنيا كثيفا وتستنفر الميليشيات كل قواتها، مع تقدم الجيش الوطني والمقاومة على تخوم صنعاء وسيطرتها على المزيد من الجبال والمواقع.
وقالت المصادر إن الميليشيات تعيش حالة هلع، حيث استحدثت نقاط تفتيش عسكرية ونشرت مدرعات في شوارع صنعاء، في وقت تتواصل فيه المواجهات في مديرية نهم، وسيطرت فيه المقاومة والجيش على مواقع استراتيجية جديدة في محيط العاصمة.
وخلق تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محيط محافظة صنعاء وسيطرتها على عدد من الجبال والمعسكرات والمواقع الاستراتيجية، حالة من الهلع لدى ميليشيات الحوثي وصالح في صنعاء، وذكرت مصادر يمنية أن العاصمة تشهد انتشارا أمنيا كثيفاً، كما استنفرت الميليشيات كل قواتها.
وتشير المصادر إلى أن المتمردين استحدثوا نقاط تفتيش عسكرية جديدة، ونشروا مدرعات عسكرية في شوارع ومداخل صنعاء، في ظل حالة استنفار قصوى داخل المعسكرات التي يسيطر عليها الحوثيون الذين يقومون بنقل الأسلحة من داخل المعسكرات إلى أماكن مجهولة، ويقومون بوضع المتاريس عند مداخل العاصمة.

المشهد الإقليمي:

المشهد الإقليمي:
فيما نظرت دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا الإماراتية، امس الاثنين، في قضية إمداد ونقل 5 يمنيين وخليجي لمواد كيميائية ووسائل اتصال إلى حركة الحوثيين الإرهابية في اليمن.
وتلت النيابة العامة خلال الجلسة الأولى من المحاكمة لائحة لائحة الاتهام الموجهة لليمنيين الخمسة والخليجي، فيما استمع القاضي لإفادة المتهمين الذين أنكروا ما أسند إليهم، وأجلت المحكمة النظر في القضية لجلسة الرابع من يناير المقبل.

المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، تمسكت الحكومة اليمنية بقرارات المرجعية الدولية في مواجهة تنصل المتمردين الحوثيين مما تم الاتفاق عليه في جولة المفاوضات الأخيرة في سويسرا وإعلان ما يسمى بمكتبهم السياسي رفضه لتمديد الهدنة.
وأكد وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي في مقابلة مع "العربية" أن الحكومة حصلت على تأكيدات أممية بأن الحوثيين سيلتزمون بما تم الاتفاق عليه.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، شف تقرير أممي عن ارتفاع عدد النازحين اليمنيين داخليا إلى مليونين ونصف المليون نازح منذ تفجير الميليشيات للأوضاع في البلد قبل تسعة أشهر.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في اليمن، بأنّ عدد النازحين داخلياً ارتفع خلال الشهرين الماضيين ليتجاوز مليونين ونصف مليون مواطن يمني، بزيادة تسعة في المائة عن إحصاءات أكتوبر الماضي.
وأكدت المنظمة، في تقريرها السادس، أنّ عدد النازحين بلغ مليونين و509 آلاف و68 يمنياً.
وأشارت إلى أنّ هذا الرقم يساوي ثمانية أضعاف عدد النازحين في شهر مارس الماضي.
وباتت تعز جنوب غرب البلاد مدينة أشباح جراء القصف الهستيري والعشوائي للأحياء السكنية من قبل الميليشيات التي فرضت أيضا حصارا خانقا حرم الأهالي من الحصول على احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء. وبحسب المصادر فإن أكثر من نصف مليون شخص نزحوا من مدينة تعز باتجاه الأرياف ومحافظات أخرى.
وأكد التقرير الأممي أنّه بينما انخفضت نسبة النزوح في المحافظات الجنوبية التي شهدت عودة كبيرة للنازحين في الأشهر الأخيرة، ازدادت أعداد النازحين في المحافظات الشمالية.
وبحسب التقرير فإنّ 45 في المائة من عدد النازحين فرّوا من ديارهم إلى محافظاتهم الأصلية، فيما خرج 55 في المائة منهم إلى محافظات أخرى.
وأوضح التقرير أنّ "تعز وعمران وحجة وصنعاء وأبين، من أكثر المحافظات اليمنية تضرراً من النزاع القائم، إذ تبلغ حصة هذه المحافظات مجتمعة أكثر من 1.2 مليون نازح"، أي بنسبة 48 في المائة من مجموع النازحين في اليمن.
ومع دخول فصل الشتاء ازدادت معاناة النازحين وبالأخص كبار السن حيث تشكو العائلات المتكدسة في مراكز إيواء بدائية من صقيع الشتاء في الوقت الذي لا تجد هذه العائلات الأغطية والملابس الواقية من البرد، فيما المنظمات المحلية والدولية المناط بها تقديم المساعدات متهمة بالتقصير تجاه النازحين . 

المشهد اليمني:

تتواصل اصوات الرصاص ونزيف الدم اليمني، مع فشل مباحثات جنيف واليت جاءت مخيبة لآمال الشعب اليمني في انهاء الصراع، فيما يواجه المبعوث الدولي صعوبات بيرة في التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء لهدنة انسانية.

شارك