هل تنجح القوات العراقية في استعادة "الرمادي" من قبضة "داعش"؟

الثلاثاء 22/ديسمبر/2015 - 04:51 م
طباعة هل تنجح القوات العراقية
 
مع توغل وتوسع التنظيم الإرهابي "داعش"، في معظم المدن العراقية، واحتلاله العديد من المناطق الأثرية في العراق وبالتحديد كبري مدن محافظة الأنبار مركز "الرمادي"، بدأت القوات العراقية فجر اليوم الثلاثاء 22 ديسمبر2015 هجوما مسلحًا على مواقع التنظيم الإرهابي، معلنة عن إحراز تقدم لعناصرها في منطقة البو ذياب شمال الرمادي بمحافظة الأنبار التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" منذ مارس الماضي.
هل تنجح القوات العراقية
وكان التنظيم قد أعلن منتصف مايو الماضي، سيطرته بالكامل على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي العراق، فيما أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي آنذاك الحشد الشعبي بالاستعداد للمشاركة في عمليات تحرير المحافظة.
وتعد الرمادي مركز الأنبار، أكبر محافظات العراق من حيث المساحة، و تكتسب أهمية بالغة للتنظيم الإرهابي والتحالف الذي يقاتله في نفس الوقت، فهي ثاني مركز محافظة في العراق بعد الموصل لا زال يسيطر عليه التنظيم.
ويكتسب موقع الأنبار أهمية مضاعفة لقربها مع جارتيها بغداد وكربلاء وحدودها الممتدة مع سوريا ما جعلها ضمن أهداف داعش لضمها إلى ما يسميه دولة الخلافة، كما يبقيها قريبة من خطوط الإمداد الموصولة بمعاقل داعش في الموصل والرقة، وهي بذلك تشكل ممرا أساسيا بين العاصمة بغداد وحدود العراق مع الأردن وسوريا.
وفرض التنظيم سيطرته على مقر قيادة عمليات الأنبار، بعد معارك عنيفة مع القوات العراقية المرابطة في منطقة الملعب وسط الرمادي.
وقال مسؤولون أمنيون ومحليون إن التنظيم، سيطر على المقر بعد أن انسحبت قوات الأمن منه، وبهذا يكون داعش قد فرض سيطرة شبه كاملة على الرمادي.
وقال المتحدث باسم الجهاز صباح النعمان لوكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء، دخلنا إلى مركز الرمادي من عدة محاور وبدأنا تطهير الأحياء السكنية"، في المدينة التي تحاصرها القوات العراقية منذ أسابيع، موضحا أنه سيتم "تطهير المدينة في الساعات ال72 ساعة القادمة بالكامل"، مضيفًا أن القوات العراقية بلغت حي البكر والأرامل ولم تواجه مقاومة شديدة في داخل المدن باستثناء القناصين والانتحاريين وهذا التكتيك كنا نتوقعه".
فيما أوضح ضابط رفيع المستوى في جهاز مكافحة الإرهاب أن القوات  استطاعت بناء جسور هندسية نهر الفرات تمكنت من خلالها العبور الى داخل الاحياء السكنية في مركز الرمادي"، قائلا: إن المسافة بين قواتنا والمجمع الحكومي الواقع في منطقة الحوز مركز المدينة تماما أقل من كيلومتر واحد وتدور اشتباكات مع عناصر داعش في هذه المنطقة بكافة الاسلحة".
هل تنجح القوات العراقية
وفيما تحاصر القوات العراقية مدينة الرمادي من جميع الجهات منذ عدة اسابيع مما سمح لها بقطع الإمدادات لعناصر التنظيم واستعادة السيطرة على حي التأميم غرب المدينة وقيادة عمليات الأنبار السابقة شمال المدينة.
وكان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي توقع أن تتمكن القوات العراقية بمساندة من الضربات الجوية لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من استعادة مدينة الرمادي بنهاية هذه السنة.
وفي وقت سابق الأحد ألقت طائرات الجيش منشورات على العديد من أحياء الرمادي تطالب فيها الأهالي المحاصرين داخلها بمغادرة المدينة خلال مدة أقصاها 72 ساعة تمهيدا "لاقتحامها".
وأضافت المصادر أن المنشورات كانت تتضمن ما يمكن اعتباره الإنذار الأخير للأسر التي ما زالت موجودة في الرمادي للخروج والتوجه إلى ما قالت إنه منفذ مؤمن من قبل الجيش عند منطقة الحميرة جنوبي الرمادي.
وتؤكد المصادر العسكرية أن عملية اقتحام الرمادي تأخرت بسبب هذه الأسر، وأن القوات الأمنية بعد انتهاء هذه المهلة ستقتحم الرمادي من جميع المحاور.
وكانت مصادر خاصة وشهود عيان من داخل مدينة الرمادي قد، إن تنظيم "داعش " نفذ حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مناطق وأحياء مدينة الرمادي الخاضعة تحت سيطرته، خشية احتجاجات داخلية عليه.
وكان مسلحو التنظيم قد فقدوا السيطرة على مناطق محيطة بالمدينة، بعد أن استعادتها القوات الأمنية العراقية، وهرب العديد من أبناء الرمادي، وانضموا إلى تلك القوات، بسبب معارضتهم لأساليب التنظيم، لاسيما احتجازه بعض الأسر وعدم السماح لها بمغادرة المدينة.
وقال الناطق نصير نوري، إن بعض الأسر تمكنت من الهرب من عصابات داعش، ولكن وردتنا معلومات استخبارية من داخل المدينة تفيد بأن مسلحي التنظيم يمنعون السكان من المغادرة وينوون استخدامهم كدروع بشرية."
ولم يذكر الناطق عدد السكان الذين تمكنوا من الفرار من الرمادي.
وكان الطيران العسكري العراقي قد القى يوم امس الاحد منشورات على المدينة ينصح فيها سكانها بمغادرتها خلال 72 ساعة حفاظا على سلامتهم.
وكانت القوات العراقية قالت الاسبوع الماضي إنها حققت تقدما على جبهتين في الرمادي، وإنها طردت مسلحي داعش من قاعدة عسكرية مهمة ومن حي التأميم الواقع غربي المدينة.
وحسب تقديرات الجهات الاستخبارية العراقية، يوجد في الرمادي نحو 300 من مسلحي داعش.
وأدت المعارك بين القوات العراقية وداعش في الرمادي غربي العراق، خلال الفترة الماضية إلى نزوح آلاف من العراقيين من منازلهم في المدينة.
هل تنجح القوات العراقية
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في وقت سابق، إن آلاف الأشخاص اضطروا إلى ترك مناطقهم منذ أن بدأ داعش هجوما واسعا في المدينة، وسع خلاله نفوذه في المدينة، وفرص سيطرته على المجمع الحكومي.
وانتقل النازحون إلى عامرية الفلوجة الواقعة إلى الشرق من الرمادي، بهدف دخول العاصمة بغداد، لكن السلطات لم تسمح لهم بدخول المدينة، حسب المنظمة.
من جانب آخر، أعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش يوم الأثنين أن طائراته الحربية نفذت 15 غارة على أهداف للتنظيم المذكور في كل من سوريا والعراق.
وقالت قيادة التحالف المشتركة في بيان إن 12 من هذه الغارات استهدفت مواقع وآليات ومستودعات اسلحة للتنظيم في العراق، منها 6 غارات استهدفت مواقع قرب الموصل و4 قرب الرمادي وغارتان قرب بيجي.
وقتل 14 من الجيش العراقي والحشد العشائري في تفجير انتحاري شمال الرمادي، فيما اعتقل داعش عدداً من الشباب في الرمادي قبيل ساعات من انطلاق العملية، وسيطر التنظيم على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بغرب العراق في مايو الماضي.
وتعود مدينة الرمادي لواجهة الأحداث مجددا بعد اقتراب المؤشرات على تحريرها من قبضة التنظيم الإرهابي داعش الذى بدأ في اتخاذ عدد من الإجراءات القمعية داخل المدينة. 
وتراهن الحكومة العراقية على أن يعجل سقوط الرمادي باستعادة الفلوجة، المدينة الأخرى الكبيرة في محافظة الأنبار التي لاتزال بحوزة داعش منذ نحو عامين.
ووفق مراقبون، أن ما يجري في الرمادي عمليات لإيجاد ثغرة للوصول إلى وسط المدينة، وأن العمليات تشمل ثلاثة محاور هي الشمالي والجنوبي والجنوبي الغربي، وتجري تحت غطاء جوي من سلاح الجو العراقي وطيران التحالف الدولي.

شارك