مؤتمر "الكنيسة و تحديات الفكر التكفيري": أصل التطرف في التفسيرات وليس في النصوص المقدسة

الأربعاء 23/ديسمبر/2015 - 12:21 م
طباعة مؤتمر الكنيسة و تحديات
 
لا يجوز لأي انسان أن يكفّر الآخرين مهما اختلفت عقيدته عنهم إيمانًا منّا أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعرف خلائقه وهو وحده الذي يحكم عليها، وهو الذي يكافئ ويحاسب كل منّا حسب أعماله وتصرفاته وأخلاقه  كان هذا هو مضمون البيان الختامي  للدورة الثالثة والعشرين لمؤتمر "اللاهوت والكنيسة المحلية في الأرض المقدسة" الذي عقده مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة بعنوان: "كنيسة المشرق العربي أمام تحديات الفكر التكفيري" على مدار ثلاثة أيام، في بيت لحم. القدس
وتمحور المؤتمر حول التحديات التي تواجهها الكنيسة المحلية في الأرض المقدسة. وشمل محاضرات تناولت مواضيع تتعلق بمفهوم الفكر التكفيري بشكل عام والفكر التكفيري في الإسلام والمسيحية ماضياً وحاضراً، وكيفية مواجهته من وجهة دينية. كما وتطرقت بعض محاضرات إلى مخاطر الحركات التكفيرية على هوية المسيحيين وخياراتهم وحضورهم في الشرق، ودور الكنيسة أمام هذه التحديات.
وجاء نص  البيان الختامي للمؤتمر كما يلي
يستنكر المشاركون في المؤتمر مواصلة الاحتلال الاسرائيلي في الإعتداءات على المقدسات في فلسطين وقتل واغتيال المناضلين الشباب من أبناء شعبنا الفلسطيني، ويدعون الأسرة الدولية إلى إدانة ممارسات الاحتلال والعمل الجاد من أجل تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة.
لا يجوز لأي انسان أن يكفّر الآخرين مهما اختلفت عقيدته عنهم إيمانًا منّا أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعرف خلائقه وهو وحده الذي يحكم عليها، وهو الذي يكافئ ويحاسب كل منّا حسب أعماله وتصرفاته وأخلاقه.
مطالبة المسؤولين عن المدارس الدينيّة مراقبة مناهج وأساليب التربية في كليّات الشريعة وكليّات اللاهوت، بهدف تخريج أفواج من خطباء المساجد وكهنة الكنائس تدعو إلى التمسّك بالعقائد الأساسية والصحيحة، وأن لا تستغل الدين ولا تفسيراته الخاطئة لبرامج سياسية وخطابات إقصائية، بل تركّز على جوهر الدين الداعي إلى خدمة الإنسان أي انسان واحترام حرياته وحقوقه.
مَثّلت الجمعيات المسيحية الإسلامية في الماضي رافعة لوحدة المجتمع الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ومن اجل خلق خطاب جديد ندعو إلى تكوين لجان مشتركة في معظم المدن الفلسطينية والتجمعات المسيحية الإسلامية لنشر خطاب جديد يوحّد ويجمع بين مكوّنات المجتمع الفلسطيني ويساهم في توعية مجتمعية بالديانتين الإسلامية والمسيحية.
تحديد المتطلبات المسبقة لإضعاف الفكر التكفيري بهدف تمهيد السّبل لإنجاح تجسيد الحلول المقترحة ومنها إعادة النظر في المناهج التربوية، الخطاب الديني، الحرية الدينية، الديمقراطية، المشاركة في الحياة العامة، إلخ...
يؤكد المشاركون على وحدتنا العربية، القائمة على وحدتنا بالإيمان، مسيحيين ومسلمين، بالله الواحد والوطن الواحد، وعلى أن نبقى موحّدين متكاتفين أمام ما نواجهه من عواصف خارجية دخيلة وأفكار تكفيرية إرهابية تهدد كياننا، ولن نتغلب عليها إلا موحّدين.
حمل رسالة مركز اللقاء ومؤتمرات اللقاء بعامة ومؤتمرنا هذا المتمحور حول مخاطر الفكر التكفيري على هويتنا وعلى مستقبلنا كمسيحيين الى المجتمع الذي نعيش ونعمل فيه: البيت، المدرسة، الجامعة، وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، المكتب، المصنع وفي كل مكان تواجدنا. رسالة اللقاء ومؤتمراته رسالة انفتاح ومشاركة وتعاون وعيش بكرامة، وبهذا يكون كل واحد منّا قد قام بدوره من أجل إصلاح ذاته أولا ومن ثمّ بهدف توعية وإصلاح الآخرين.
أجمع المشاركون في المؤتمر والمحاضرون على أن التطرف يجد تربته الخصبة في التفسيرات وليس في النصوص المقدسة، وأنه من الخطأ الاستمرار في ترديد مصطلحات لقّنها لنا الغرب والإستعمار ومنها: "إرهاب إسلامي"، أو "إرهاب يهودي"، أو "إرهاب مسيحي"، لأن الديانات السماوية لا تدعو إلى العنف والإرهاب، ولكن هناك من يفسّر حسب مقاسه وبرامجه ويدعو الى الإرهاب تحت عباءة الدين، والدين منه براء.

شارك