معركة أجدابيا.. هل بداية لتحرير مدينة بنغازي الليبية من أيدي "داعش"؟

الأربعاء 23/ديسمبر/2015 - 12:55 م
طباعة معركة أجدابيا.. هل
 
في محاولة منه للقضاء على التنظيم الإرهابي "داعش"، والحد من توغله وتوسعه في البلاد، تمكّن الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر من محاصرة مقرات التنظيم في مدينة أجدابيا والتي تقع غرب مدينة بنغازي التي تعدّ معقلا لتنظيمي أنصار الشريعة وداعش.
معركة أجدابيا.. هل
ويحاول تنظيم داعش منذ فترة السيطرة على مدينة أجدابيا نظرا إلى موقعها الاستراتيجي وباعتبارها مصدرا لإمدادات الأسلحة إلى مقاتلي التنظيم ببنغازي ودرنة إلى جانب الإمدادات التي تصلهم عبر المنافذ البحرية غير المراقبة.
ويسعي تنظيم داعش للسيطرة على مدينة أجدابيا منذ الأسبوع الماضي بعدما نجح في السيطرة على سرت ودرنة ومناطق أخرى، حيث قتل 19 شخصا في اشتباكات مسلحة دارت منذ الأربعاء الماضي، بين الجيش الليبي وتنظيم داعش في أجدابيا.
ويري متابعون للشأن الليبي، احتمال تحول أجدابيا إلى بنغازي ثانية خاصة وأن المعارك بين المعسكرين على أشدها منذ إعلان حفتر دك معاقل داعش في المدينة.
وقال ناصر الحاسي الناطق الرسمي باسم القوات الجوية الليبية، في تصريحات صحفية، إن قوات الجيش الليبي تقوم بصد العناصر الإرهابية، وتهاجم معاقل داعش، التي كانت تسعى للتمدد نحو مدينة أجدابيا ومنطقة الهلال النفطي، موضحا أن القوات الجوية والبرية الليبية تقاتل وتقارع المجرمين في مدن درنة وبنغازي، والآن في أجدابيا، مؤكدًا أن الجيش الليبي، منذ أسبوع، يحقق تقدما جيدا، لا يعلن عنه حتى يتم تمشيط المناطق التي تم السيطرة عليها من قبل الجيش، مشيرا إلى أن الكفة تميل للجيش الليبي، لافتًا إلي أن توقيع اتفاق الصخيرات لن يقف ولن يؤثر في مجريات عمليات القتال ضد الإرهابيين، معربا عن أمله في أن يتوازى العمل السياسي مع العملية العسكرية بدعم الجيش ورفع الحظر عن قوات الجيش الليبي، لإنهاء المعركة مع الإرهابيين سريعا.
وفيما حذر خبراء أمنيون من استغلال الميليشيات المسلحة للمنافذ البحرية من أجل نقل الأسلحة، مؤكدين أن أغلب إمدادات الأسلحة التي تصل إلى الجماعات المتطرفة يتم نقلها عن طريق البحر نظرا إلى غياب الرقابة عن السواحل.
وتغوص ليبيا في الفوضي منذ رحيل معمر القذافي، حيث استغلت الجماعات الجهادية المسلحة، حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد لتهرب الاسلحة وتتوسع في المدن الليبية، وساعدها على ذلك الانقسام الداخلي بين الأطراف المتنازعة على السلطة.
 كذلك أسهمت الفوضى الناتجة عن هذا النزاع في توفير موطئ قدم لجماعات متطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش الذي يسيطر على مدينة سرت 450 كلم شرق طرابلس ويسعى للتمدد في المناطق المحيطة بها والتي تضم حقولا نفطية وموانئ تصدير رئيسية.
وأشار متابعون إلي أن عمليات تحرير مدينة بنغازي الليبية من قبضة التنظيمات المسلحة متعلقة بالسيطرة على أجدابيا ووقف الدعم الذي يصلهم عبر هذه المدينة.
وقام سلاح الجو الليبي منذ أيام بشن ثلاث غارات جوية على المنطقة الصناعية بمدينة أجدابيا التي يتحصن بها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية ويتخذونها معقلا لهم ومخزنا لذخيرتهم.
معركة أجدابيا.. هل
وأوضح بيان سابق نشرته الصفحة الرسمية للجيش الليبي على فيسبوك أن العمليات الجوية سوف تستهدف جميع الآليات والمعسكرات والتجمعات التابعة للتنظيمات الجهادية، وستكون هدفا شرعيا لسلاح الجو.
وتحدثت تقارير إخبارية عن مقتل العديد من قادة مجلس شورى ثوار أجدابيا المنضوية تحت لواء أنصار الشريعة، ويتعلّق الأمر بكل من القيادي أحمد مازق الزوي آمير مجلس الشوري بأجدابيا، والقيادي المدعو منير حمد سلامة الساحلي، فضلا عن مقتل كل من رابح صالح إجبيل، وصلاح العقوري الشهير بـكلوبة، وخليل الصالحين القرقعي، وخميس القابسي.
وأوضح المبعوث الأممي لدى ليبيا، مارتن كوبلر، أنه شديد القلق إزاء الاشتباكات الدائرة بمدينة أجدابيا، بعدما حذر في الصخيرات المغربية، من سرعة تمدد تنظيم داعش في مناطق شرقي ليبيا.
وقال كوبلر في تغريدة له عبر حسابه على موقع تويتر، أمس الثلاثاء، إنه يتابع عن كثب الأحداث في أجدابيا، رافضا تعريض حياة المدنيين للخطر.
ويشدد المبعوث الأممي على ضرورة دعم حكومة الوفاق المنبثقة عن اتفاق الصخيرات الذي وقع عليه الفرقاء في مدينة الصخيرات المغربية وسط تحفظات كبرى، ويعتبر الانضمام إلى الاتفاق وتشكيل الحكومة شرطا أساسيا لدعم ليبيا في حربها ضد الإرهاب.
ويخوض الجيش الليبي بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر معارك ضد تنظيمات متطرفة في عدة مناطق أهمها بنغازي لكنه يعاني، بحسب حفتر، من حظر توريد السلاح المفروض عليه.
كانت طالبت الحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني الأمم المتحدة برفع حظر السلاح عن الجيش حتى يتمكن من دحر المتشددين والحد من الانفلات الأمني الذي ساهم بشكل مباشر في انهيار مؤسسات الدولة في ليبيا.
يذكر أن مدينة بنغازي تشهد قتالا عنيفا بين قوات الجيش الليبي وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي.
ويشار إلي أن هناك احتمالية للتدخل العسكري في ليبيا لمحاربة التنظيم الإرهابي "داعش" والقضاء عليه، حيث أفادت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية بأن باريس حسمت أمرها وبدأت في الإعداد لتدخل عسكري جديد هذه المرة في ليبيا للقضاء على داعش الذي بات يشكل تهديدا جديا للقارة العجوز.
معركة أجدابيا.. هل
وقالت الصحيفة إن فرنسا انتهت إلى الاقتناع بأنه لا مفر من التدخل لضرب سرطان داعش وأورامه التي بدأت بالانتشار في ليبيا، وهذه القناعة أصبحت أكثر من راسخة في أذهان المخططين العسكريين الفرنسيين، على أن يكون التدخل في ظرف لا يتجاوز 6 أشهر.
واستندت الصحيفة إلى عدة تسريبات ومؤشرات من جانب قيادة الأركان الفرنسية حول الإعداد لتدخل عسكري قريب في ليبيا ومن بين هذه المؤشرات التي اعتمدتها الصحيفة تزايد عدد الطلعات الجوية فوق سماء ليبيا، كما أن غاية هذه الطلعات أيضا التأكد من تعاظم خطر تنظيم داعش في ليبيا، وتزايد المواقع الخاضعة لسيطرته فيها، خاصة قرب المواقع النفطية، والحدودية التي تسمح له بتعزيز موارده المالية.
وبينت الصحيفة أن التقارير الكثيرة الواردة من ليبيا، تدعو الخبراء العسكريين الفرنسيين إلى المضي قدما في خطط الإعداد لعملية عسكرية واسعة في ليبيا، بسبب تمدد داعش على الحدود الجنوبية لأوروبا، وتزايد عدد الإرهابيين القادمين من دول المنطقة ولكن أيضا من العراق وسوريا ومن اليمن والسودان، إلى جانب الاضطرابات والتهديدات التي يشكلها طوارق جنوب ليبيا وشمال مالي والنيجر.
ويبدو أن الحل القادم لوقف تمدد التنظيم الإرهابي في أنحاء ليبيا، هو التدخل العسكري، والذى من المحتمل أن يكون في غضون الشهور المقبلة وبالأخص عقب توقيع الأطراف المتناحرة على الاتفاق السياسي لتشكيل حكومة وفاق وطني.

شارك