بعد دعمها للمعارضة.. السعودية تتهم "الأسد" بتوفير مأوي للإرهاب

الخميس 24/ديسمبر/2015 - 04:02 م
طباعة بعد دعمها للمعارضة..
 
في ظل موقف المملكة العربية السعودية، من النظام السوري بشار الأسد، والمحاولات التي تقوم بها الرياض لرحيل الأسد، حمل  العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال الخطاب الملكي الذي تحدد فيه السياسة الداخلية والخارجية للمملكة العربية السعودية، أمس الأربعاء 23 ديسمبر 2015، نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مسؤولية توفير "أرض خصبة" للتنظيمات "الإرهابية"، مجددا دعوة بلاده إلى حل سياسي في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية.
بعد دعمها للمعارضة..
وتعتبر السعودية من أبرز داعمي المعارضة السورية، وتطالب برحيل الرئيس الأسد الذي تعتبر روسيا وإيران وحزب الله اللبناني أبرز داعميه سياسيا وعسكريا.
وأطلقت المملكة السعودية، تحالفا عسكريا إسلاميا، لمحاربة التنظيمات الإرهابية في المنطقة بمشاركة أكثر من 37 دولة داعمة لهذا التحالف، فيما تقود الرياض كذلك التحالف العربي "عاصفة الحزم" لمحاربة الحوثيين في اليمن.
ورفضت السعودية مشاركة روسيا في الهجمات التي تشنها في سوريا، لمحاربة داعش، وذلك بسبب الموقف الروسي المؤيد لبقاء نظام بشار الأسد، وكانت روسيا نادت بتأسيس جبهة مكونة من السعودية وتركيا والأردن وقطر بحجة محاربة داعش، في حين أن هدفها إنقاذ "الأسد".
وبالتالي اتجهت روسيا لتأسيس جبهة أخرى بزعم مكافحة الإرهاب هذه الجبهة المكونة من روسيا وإيران وسوريا والعراق ولم تحقق أي نجاح حقيقي على الأرض بل العكس.
ووفق تقرير نشرته وكالة الأناضول، فإن روسيا نجحت في ضمان بقاء الأسد، على رأس السلطة عامين إضافيين، من خلال تمرير قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الجمعة الماضي، الذي وضع خارطة طريق للحل السياسي في سوريا.
 وصادق مجلس الأمن الدولي على المسائل المتفق عليها خلال اجتماع مجموعة العمل الدولية لدعم سوريا، بمدينة نيويورك الأمريكية، في 18 ديسمبر الجاري، حيث تضمن قرار المجلس تطبيق وقف لإطلاق النار في سوريا، باستثناء المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة ومثيلاتهما، مع بدء علمية التفاوض، ابتداءً من مطلع يناير 2016. 
بعد دعمها للمعارضة..
وشارك الملك سلمان أمس الأربعاء، في افتتاح الدورة السنوية لمجلس الشورى السعودي، وأدلى بتصريح مقتضب، وجاء في الخطاب أن موقف المملكة من الأزمة السورية واضح منذ بدايتها، وهي تسعى للمحافظة على أن تبقى سوريا "وطنا موحدا"، يجمع كل طوائف الشعب السوري، وتدعو إلى حل سياسي يخرج سوريا من أزمتها.
ورأى أن الحل يجب أن يمكّن من قيام حكومة انتقالية من قوى المعارضة المعتدلة، تضمن وحدة السوريين، وخروج القوات الأجنبية، والتنظيمات الإرهابية التي ما كان لها أن تجد أرضاً خصبة في سوريا لولا سياسات النظام السوري التي أدت إلى إبادة مئات الآلاف  وتشريد الملايين.
وبدأت الأزمة السورية تتفاقم منذ انطلاق احتجاجات ضد النظام السوري، في منتصف مارس 2011، اعتمدت السلطات العنف في قمعها، لتتحول مع مرور الزمن إلى نزاع متشعب دام أدى إلى مقتل أكثر من 250 ألف شخص.
وأوضح العاهل السعودي أنه نطلاقاً من الحرص على تحقيق الأمن والاستقرار والعدل في سوريا استضافت المملكة اجتماع المعارضة السورية بكل أطيافها ومكوناتها سعياً لإيجاد حـل سياسـي" يضمن وحدة الأراضي السورية "وفقاً لمقررات جنيف 1.
وقال المللك في خطابه: "لقد حرصنا خلال الفترة الماضية على تعزيز علاقاتنا وتطويرها مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة من خلال تبادل الزيارات مع العديد من زعماء وقادة العالم، ونحن ماضون في هذا المسار بما يعزز مكانة المملكة ودورها الإقليمي والدولي".
بعد دعمها للمعارضة..
والجدير بالذكر أن المعارضة السورية توصلت إلى اتفاق يومي 9 و10 من ديسمبر الجاري، يشترط رحيل الرئيس بشار الأسد عن الحكم "مع بداية المرحلة الانتقالية"، وفق ما تضمن البيان الختامي لمؤتمر استمر يومين في الرياض.
وشدد المجتمعون آنذاك في البيان الختامي للمؤتمر على أن يغادر بشار الأسد وزمرته سدة الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية". 
وأبدى المشاركون موافقتهم على حل الكيانات السياسية المعارضة حال تكوين مؤسسات الحكم الجديد.
ويذكر أن اجتماع الرياض هو الأول الذي يجمع المعارضة وضم مختلف التشكيلات السياسية والعسكرية، وأتى بعد اتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري الشهر الماضي في فيينا على خطوات لإنهاء النزاع الذي أودى بحياة أكثر من 250 ألف شخص خلال قرابة خمس سنوات، وشملت هذه الخطوات تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها السوريون في الداخل والخارج.
ويرى مراقبون ، ضرورة رحيل الأسد أو مجابهة عمل عسكري بقيادة سعودية التي ترى أنه لم يعد هناك أسوأ من الفوضى التي خلّفها "الأسد" والجبهة الفاشلة لمحاربة الإرهاب.
وتدرك الرياض جيدًا أن هناك معارضة قوية في سوريا، وهي بحاجة فقط لتحييد المجال الجوي السوري لحماية المدنيين وتشكيل ضغط حقيقي على الأسد يجبره على الرحيل وتسليم السلطة، ليتم بعدها التفرغ لمحاربة تنظيم "داعش"، وهي الرؤية التي رحبت بها أمريكا عبر تصريحات رئيسها باراك أوباما في افتتاح القمة الدولية لمكافحة الإرهاب.

شارك