الإتجار في الأعضاء البشرية.. طريقة دموية جديدة لتنظيم "داعش"

السبت 26/ديسمبر/2015 - 11:12 ص
طباعة الإتجار في الأعضاء
 
لم يكتف التنظيم الدموي "داعش" بالعمليات الإجرامية الذى يقوم بها في معظم المناطق التي استحوذ عليها، بل بات يتبع طريقة أخري لمواصلة عملياته الدموية، وفي فتوى أثارت انزعاج الجميع، أجاز "داعش" استئصال أعضاء بشرية من أسراه لزرعها في أجساد أخرى.
الإتجار في الأعضاء
وكشفت وثيقة حديثة حصلت عليها قوات أمريكية خاصة، إثر هجمات على معاقل التنظيم شرقي سوريا، أن هيئة البحث والإفتاء التابعة لـ"داعش" قالت: إنه "ما من داع لاحترام حياة الكفار ولا أعضاءهم، وبالتالي يمكن بترها دون حرج"، ليكشف بذلك عن الأساليب الإجرامية التي يلجأ إليها للتنكيل بخصومه، وتحقيق مكاسب مالية في الوقت ذاته.
ويري مراقبون أن هذه الفتوي بمثابة دليل قاطع على اتجار التنظيم الدموي في الأعضاء البشرية.
وجاءت الفتوي من خلال وثيقة تحمل تاريخ 31 يناير 2015، وتجيز الفتوى أخذ أعضاء من أسير حي لإنقاذ حياة مسلم حتى وإن كان ذلك معناه موت الأسير.
وصدرت ترجمة أمريكية رسمية للوثيقة التي تحمل شعار الدولة الإسلامية، نائب رئيس ديوان البحوث والإفتاء، حيث يقول مسؤولون أمريكيون إن الوثيقة كانت بين مجموعة من البيانات والمعلومات حصلت عليها القوات الأمريكية الخاصة خلال غارة بشرق سوريا في مايو.
وجاء في الوثيقة في نسخة ترجمتها الأمريكية الرسمية أن حياة الكافر وأعضاءه ليست محل احترام ومن ثم يمكن سلبها منه.
وتعتبر هذه الفتوي ضمن فتاوي كثيرة أصدرها التنظيم الإرهابي، حيث أنها الفتوى الثامنة والستون، وتقول إنه ما من مانع أيضا في استئصال أعضاء يمكن أن تنهي حياة الأسير إن هي استؤصلت من جسده.
يذكر، أن تنظيم "داعش" قد أصدر فتوى في 29 يناير 2015، تحدد الحالات التي يسمح فيها باغتصاب النساء اللائي أصبحنا سبايا لدى التنظيم.
ولم تتطرق الوثيقة التي حصلت عليها القوات الأمريكية، إلي أن التنظيم الإرهابي منخرط في بالفعل في عمليات استئصال أعضاء أو الاتجار فيها لكنها تحمل إجازة شرعية لفعل هذا في إطار تفسير التنظيم المتشدد للإسلام والذي يرفضه معظم المسلمين، ولكن العراق قد اتهم التنظيم من قبل باستئصال أعضاء بشرية والاتجار فيها.
كذلك ووفقا لما ذكرته الترجمة الأمريكية لم تتضمن الوثيقة تعريفا لكلمة كافر وإن كان التنظيم قد قتل أو سجن مسيحيين ومسلمين شيعة بل ومسلمين سنة لا يؤمنون بأفكاره المتطرفة.
يقول مسؤولون أمريكيون إن السجلات التي صودرت أعطت الحكومة الأمريكية نظرة عميقة في كيفية عمل تنظيم داعش وجمعها أموالا وسنها قوانين لأتباعها.
ويري محللون أن مندوب العراق لدى الأمم المتحدة إن مجلس الأمن الدولي يجب أن ينظر في هذه الوثائق كدليل على احتمال اتجار داعش في الأعضاء البشرية.
الإتجار في الأعضاء
وفي إحدى الحملات التي يقوم بها التحالف الدولي لمحاربة داعش، عثر على عدة وثائق بينها فتوى إيجاز الاتجار بالأعضاء البشرية.
وكانت غارة جوية شنها التحالف الدولي بسوريا، في مايو الماضي، ساعدت في الحصول على عدد من الأجهزة الإلكترونية والأقراص المدمجة والأوراق التي تحوي بيانات للتنظيم.
 ويؤكد بريت مكجيرك مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخاص للتحالف الدولي في محاربة "داعش"، أن الحملة التي نفذت في سوريا في مايو أتاحت الحصول على سبعة تيرابايت من البيانات في شكل أقراص كمبيوتر صلبة ووحدات تخزين محمولة وأقراص سي.دي ودي.في.دي وأوراق. 
وأسفرت الحملة عن مقتل أبو سياف أكبر مسؤول مالي بالتنظيم واعتقال زوجته، وكان أبو سياف تونسي الجنسية واسمه الحقيقي فتحي بن عون بن مراد التونسي.
وأدت الحملة إلي مقتل أبو سياف ومصادرة الوثائق، لكن أحدا لم يكن قد أعلن حتى الآن عن الوثائق الفعلية المصادرة ولا المواد التي تظهر انخراط الدولة الإسلامية في تهريب آثار وهو ما أعلن خلال حدث في متحف متروبوليتان في نيويورك في سبتمبر أيلول الماضي.
وقال مكجيرك إن ديوان البحوث والإفتاء بالدولة الإسلامية يرفع تقاريره إلى زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي مباشرة.
وأتاحت الحكومة الأمريكية بعض الوثائق المصادرة في الحملة لحكومات حليفة في الأسابيع الأخيرة في محاولة لفهم أسلوب عمل التنظيم الدموي بطريقة أفضل وخاصة مع سعي واشنطن لزيادة التأييد لها في التصدي للتنظيم.
وحملت الوثائق التي حصلت عليها أمريكا، عنوان "الدروس المستخلصة من الحملة على أبو سياف"وكيف وفر التنظيم غطاء شرعيا لمجموعة من الممارسات.
الإتجار في الأعضاء
وقد كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن تنظيم "داعش" الإرهابي، يوفر ما يزيد عن مليوني دولار في العام من تجارة الأعضاء البشرية التي يأخذها من الرهائن الأحياء وجنوده القتلى. 
وأشارت الصحيفة إلى أن "داعش" تمكن من استئجار أطباء إسرائيليين وأجانب لعدة شهور لحصد الأعضاء البشرية، من جثث القتلى، سواء من جنوده أو المناوئين له، ومن الرهائن الأحياء بمن فيهم الأطفال.
كان أحد الأطباء في مدينة الموصل، قال إن داعش استأجر أطباء من إسرائيل وجنسيات أجنبية لتشغيل نظام موسع لتجارة الأعضاء في أحد المستشفيات الذي وقع تحت سيطرتهم في الموصل شمال العراق، وهو ما أدى مبدئيا لحصدهم مكاسب ضخمة، مؤكدًا أن التنظيم الإرهابي أنشأ نظاما متخصصا لتهريب الأعضاء، مهمته بيع القلوب البشرية والكبد والكلى في الأسواق السوداء عالميا، يجري تهريبها من سوريا والعراق إلى البلدان المجاورة، حيث يتم بيعها للعصابات الدولية المتخصصة في هذه التجارة.
وكانت كشفت إحدى القنوات الإسرائيلية إن داعش بدأ في الآونة الأخيرة تجنيد مجموعة أطباء من عدة دول في العالم منها إسرائيل بغية المتاجرة بالأعضاء البشرية، مضيفًا أن التنظيم تمكن من استقطاب مجموعة من الأطباء الإسرائيليين لاستخلاص الأعضاء البشرية.
الإتجار في الأعضاء
وتقول المعلومات الأمريكية أنه علي سبيل المثال، تقدم "الفتوى الرابعة والستون" في وثيقة بتاريخ 29 يناير 2015 قواعد تفصيلية توضح متى يمكن لرجال التنظيم معاشرة الأسيرات ومتى لا يمكنهم ذلك، وتعقد الفتوى التي تبيح أخذ الأعضاء وجه شبه بين هذا وبين فكرة أن الضرورات تبيح المحظورات.
وفي فبراير 2015 طالب مندوب العراق مجلس الأمن الدولي بالتحقيق في موت 12 طبيبا بمدينة الموصل التي تسيطر عليها داعش، وقال إنهم تعرضوا للقتل بعد رفضهم استئصال أعضاء بشرية.
ويقول خبراء، إن تنظيم داعش يبيح لنفسه كل أشكال الاتجار غير المشروع أو التعامل مع الأعداء لتمويل عملياتها الإرهابية، مشيرين إلى أنها تستحل زراعة تجارة المخدرات والإتجار في البشر والحصول على أموال من أمريكا وإسرائيل، تحت دعوى "الضرورات تبيح المحظورات"، وأنها تبيح لنفسها السطو على أموال غير المسلمين أو المسلمين  المختلفين معهم بدعوى أنهم كفار.  
وتتواصل حلقة داعش الإجرامية في ضرب استقرار الدول وأمنها والسيطرة على أراضيها ونهب ثرواتها وخيراتها وصولا إلى استعباد مواطنيها والاتجار في أعضائهم لتستمر الدائرة التي تكفل لتلك التنظيمات الاستمرار والنمو والنجاح في تجنيد المزيد من الأفراد.  

شارك