تحرير الرمادي من قبضة "داعش".. التحدى الأكبر أمام القوات العراقية

الأحد 27/ديسمبر/2015 - 10:50 ص
طباعة تحرير الرمادي من
 
مع مواصلة القوات العراقية المدعومة بفصائل مسلحة تتحالف معها، توغلها في مدينة الرمادي لاستعادتها من قبضة تنظيم داعش،  تستمر المواجهة بين الطرفين حيث تتقدم القوات العراقية ببطء في قلب المدينة وبالأخص الأماكن المسيطر عليها التنظيم الدموي، بسبب العبوات الناسفة والبيوت المفخخة التي وضعها مقاتلو داعش في الطرقات. 
تحرير الرمادي من
واتخذت العملية مسارا أطول فيما يبدو، إذ تحدث قادة الميدان عن بطء فرضه تفخيخ التنظيم لمسارات تقدم الجيش العراقي، والتي تعتبر حتي الآن حجر عثرة أمام تحقيق الجيش لأهدافه.
ولا تزال القوات العراقية تخوض معارك عنيفة ضد مسلحي داعش الذي يستميت للحفاظ على المجمع الحكومي الواقع وسط الرمادي، وفق ما أشار إلى ذلك عسكريون عراقيون.
وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة إن الجنود تقدموا الليلة قبل الماضية في حي الحوز حيث يقع المجمع الحكومي، مضيفًا أن قوات مكافحة الإرهاب تبعد 800 متر من المجمع الحكومي بعد أن تقدمت مسافة نحو كيلومتر في اليوم السابق، قائلا: إن الضربات الجوية ساعدت على تفجير العبوات الناسفة والبيوت المفخخة لتسهيل تقدمنا، وتهدف العملية إلي تحرير كامل مدينة الرمادي من ثلاث جهات، حيث تتقدم القوات باتجاه أهدافها.
ويتعثر على الجيش العراقي تحرير الرمادي بالكامل في الوقت الحالي، نظرًا لما يقوم به التنظيم الإرهابي من وضع عبوات ناسفة ومتفجرات في مواجهة الجيش، الأمر الذى يعثر تقدم الأخير للهدف الذى انطلق من أجله.
وتعتبر الرمادي هي عاصمة محافظة الأنبار وتقع في وادي نهر الفرات على بعد ساعتين فقط بالسيارة غربي بغداد.
ويقول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، إن معظم المدنيين الذين مازالوا في وسط المدينة الخاضع لسيطرة التنظيم الإرهابي لجأوا إلى مستشفى الرمادي لأنهم يعلمون أن الجيش لن يستهدفه، رافضًا الإعلان عن إطار زمني للهجوم النهائي لطرد التنظيم الدموي، قائلا: إن الأولوية في هذه العملية هي تجنب إيقاع خسائر ضمن صفوف المدنيين والقوات بغض النظر عن الوقت الذي تستغرقه.
وبدأت العملية الثلاثاء الماضي، حيث قال الجيش العراقي إنه يتوقع وجود نحو 300 من مسلحي التنظيم وسط المدينة وإنه يتوقع إبعادهم في غضون أيام، ولكن توجد مخاوف بشأن المدنيين الذين يعتقد ان التنظيم يحتجزهم.
وقالت مصادر في الرمادي يوم الثلاثاء إن المسلحين شنوا حملة مداهمات واعتقالات في محاولة للحيلولة دون حدوث انتفاضة من سكان المناطق التي يسيطر عليها التنظيم دعما للهجوم الذي تشنه الحكومة.
تحرير الرمادي من
وقال مسؤولون عسكريون إن القنابل والفخاخ المتفجرة التي زرعها التنظيم تبطئ تقدم القوات العراقية المدعوة بمسلحين من العشائر السنية وضربات جوية من جانب طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
كذلك أعلنوا أن عملية انتزاع السيطرة على الرمادي سوف تستغرق عدة أيام، حيث ذكرت الحكومة إنها ستسلم المدينة إلى الشرطة المحلية وقوة عشائرية سنية بمجرد استعادة السيطرة عليها وتأمينها. 
وقال مسؤولون عراقيون إن القوات تمكنت من دخول منطقة الحوز، أحد أهم معاقل تنظيم داعش، وسط الرمادي، والتي تضم الجوز المقر الإداري لمحافظة الأنبار والقيادة الرئيسة للشرطة فيها.
وقالت خلية الإعلام الحربي في بيان لها إن القوات الأمنية سيطرت أيضا على الطريق الواصل بين جسر البوفراج ونهر الفرات نحو سدة الرمادي ضمن المحور الشمالي في الأنبار، مؤكدة أن القوة الجوية العراقية وجهت ضربة أسفرت عن تدمير تجمعين لعناصر تنظيم الدولة وقتلت من فيهما جنوبي الفلوجة.
من جانبه قال قائد عمليات الأنبار بالجيش العراقي اللواء الركن إسماعيل المحلاوي إن الجيش العراقي تقدم في المحور الشمالي لمركز مدينة الرمادي واستطاع فرض سيطرته على سدة الرمادي، الذي يقع بين الطريق الدولي السريع ونهر الفرات ضمن مركز المدينة شمالا، مضيفًا أن استعادة السيطرة على السدة يعد تقدما للقوات العراقية نحو مركز الرمادي.
من جانب أخر يقوم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بدعم جوي للقوات العراقية، حيث تشهد عملية استعادة الرمادي، التي بدأت في أوائل نوفمبر الماضي تقدما بطيئا، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى أن الحكومة قررت عدم الاستعانة بالميليشيات الشيعية التي ساعدت في استعادة مدينة تكريت شمالي البلاد تجنبا للتوترات الطائفية المتزايدة.
تحرير الرمادي من
وفقد تنظيم داعش السيطرة على عدد من البلدات الرئيسية في العراق بعد ان استعادتها القوات الحكومية والقوات الكردية وذلك بعد اجتياحه لمساحات واسعة من مشالي وغربي البلاد في يونيو 2014 وإعلان "الخلافة" التي تمتد أيضا في سوريا المجاورة.
ويعتزم الجيش بعد تحرير الرمادي إلي الانتقال لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل أكبر مركز سكاني يسيطر عليه التنظيم في العراق.
ويقول محللون، إن القوات العراقية تتقدم بإسناد جوي ومدفعي كثيف وسط مقاومة شرسة من عناصر تنظيم الدولة، لافتا إلى أن هذه القوات تفتقر لخبرات حرب العصابات والقتال في المناطق المبنية بسبب عدم الخبرة في التدريب.
وأشار إلى أن القوات العراقية اصطدمت بعوائق عندما حاولت الدخول إلى منطقة المجمع الحكومي نظرا لوجود منازل مفخخة وألغام وعبوات ناسفة.
وفي حال استعادة الرمادي التي سيطر عليها التنظيم في مايو الماضي، ستعتبر أحد أبرز الانتصارات التي تحققها القوات العراقية منذ اجتياح التنظيم ثلث أراضي العراق عام 2014.

شارك