رئيس أساقفة "كانتبري " يقارن بين" داعش" وسفاح اطفال بيت لحم

الإثنين 28/ديسمبر/2015 - 12:03 م
طباعة رئيس أساقفة كانتبري
 
مع ميلاد المسيح تتواكب قصة الملك اليهودي هيرودس الذى امر بقتل اطفال قرية بيت لحم في مذبحة رهيبة  .ومن وقتها ارتبط ميلاد المسيح بالالم  . صورة المذبحة استعادها جاستين ويلبي، رئيس الكنيسة الأنجليكانية في المملكة المتحدة والعالم للمقارنة مع  تنظيم "الدولة الإسلامية"، والمعروف إعلامياً باسم "داعش" حيث وصف التنظيم  بـ"هيرودس العصر الحديث، ويهدد بالقضاء على المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط".
وقال في عظة عيد الميلاد: "لكل الذين تعرضوا أو يتعرضون للإذلال بسبب استبداد أو فظاعة شخص كالملك هيرودس، أو هيرودس العصر الحديث، أي تنظيم داعش، فإن حكم الله نبأ سار لأنه يعد بإحقاق العدل".
وتابع رئيس الأساقفة: "إن مسلحي التنظيم يكرهون الاختلاف أكان من مسلمين يفكرون بشكل مختلف أم إيزيديين أم مسيحيين، وبسببهم بات المسيحيون معرضين للزوال من منطقة ولد فيها الإيمان المسيحي". وتحدث عن "نهاية مزيفة للعالم"، قال إنه "يبدو أن داعش الذين يستخدمون قوة ووحشية لا حدود لهما، يرحبون بأي معارضة، لأنهم على اقتناع بأن الحرب التي نشبت تؤكد أننا في الواقع وصلنا إلى نهاية العالم".وأدى توسع التنظيم العراق وسوريا إلى فرار جماعي للمسيحيين والإيزيديين.
وفي سياق رسائل الاعياد اعتبر المطران إيلاريو أنطونياتسي، رئيس أساقفة تونس، أن تزامن احتفال المسلمين والمسيحيين بالمولد والميلاد "دعوة من الله للتعارف بين المؤمنين". وقال إن هذا "التزامن دعوة من الله وفرصة لنسيان التفرقة والعنصريات الموجودة بين البشر"، كما أنه "نداء من الله لفتح حياة جيدة وعلى المؤمنين الاستجابة لهذا النداء وتجميل القلوب بالفضائل وإزالة مسببات الخلافات والفرقة".
وحول الأعمال الارهابية التي استهدفت تونس خلال العام 2015 والتي راح ضحيتها أكثر من ستين شخصاً، بينهم تونسيون وسياح أجانب، قال المطران أنطونياتسي "لا يهمني الانتماء الديني لضحايا تلك الهجمات الإرهابية المسلحة. إنا رأيت في ذلك انهزاماً للإنسانية حين يقدم الإنسان على قتل أخيه الإنسان، وكنيستنا جزء من هذا المجتمع التونسي وقاسمته الحزن على هؤلاء الضحايا".
ولاحظ المطران أنطونياتسي، وهو من أصل إيطالي عمل نحو 50 عاماً في الشرق الاوسط، أن الكنيسة الكاثوليكية في تونس "تالمت كثيراً لأن تونسيين ارتكبوا تلك الأعمال القاتلة وقدموا للعالم صورة خاطئة عن هذا البلد وهذا المجتمع". وحول ما يعانيه المسلمون والمسيحيون على السواء في دول شرق أوسطية جراء أعمال الحرب والقتل الدائرة هناك، قال رئيس الأساقفة "أعرف جيداً تلك المنطقة وأعي معنى الحرب والإرهاب. وأنا ادعو في صلواتي الله أن يحمي المسيحيين والمسلمين على السواء في تلك المنطقة خصوصاً وأنهم يحتفلون بأعياد الميلاد".
ورأى رئيس أساقفة تونس أن التحالفات العسكرية المختلفة التي يعلن عن قيامها في المنطقة، "لن تغير القلوب لأن الجيوش هي تقتل فقط وتزيد من حدة الرغبات في الانتقام وفي النعرات. وأنا كمؤمن لي يقين بأن الله أقوى من تلك الجماعات المسلحة ومن داعش. علينا أن نصلي من أجل أن يغير الرب قلوب هؤلاء". كما شدد على أن "الله هو سيد التاريخ وليس داعش"، وجل الحروب التي بدأت في المنطقة منذ حرب أفغانستان إلى العراق إلى سورية "لم تحمل أي أمل ولم تجلب سوى الحقد والرغبات الانتقامية".
وبشأن منح أربع منظمات تونسية لجائزة نوبل للسلام للعام 2015، قال المطران إيلاريو أنطونياتسي "إنه لشرف كبير لممثلي تلك المنظمات وللشعب التونسي الذي يعود له الفضل في إحراز تلك الجائزة من خلال قبوله للأفكار والمقترحات التي تقدمت بها تلك المنظمات الأهلية لإنهاء حالة الإنقسام السياسي" في تونس.

شارك