الرمادي خالية من داعش.. وإضعاف التنظيم عسكريًا وماليًا أبرز المكاسب

الإثنين 28/ديسمبر/2015 - 08:59 م
طباعة الرمادى خالية من الرمادى خالية من داعش لاول مرة
 
بعد أقل من أسبوع تمكنت القوات العراقية من تحرير مدينة الرمادى من قبضة تنظيم داعش، رغم الاعلان عن احتياج القوات العراقية لـ 10 أيام على الأقل قبل تحرير المدينة بالكامل، واليوم أعلن  المتحدث باسم العمليات المشتركة استعادة المدينة من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي وبشكل كامل، وأظهرت لقطات فيديو بثها التلفزيون الرسمي الاثنين 28 ديسمبر الجنود وهم يرفعون علم العراق فوق مبنى المجمع الحكومي الرئيسي في مدينة الرمادي بغرب البلاد.
تخريب الرمادى على
تخريب الرمادى على يد داعش
من جانبه أعلن المتحدث العسكري يحى رسول أن الرمادي حررت من تنظيم "داعش" بعد يوم من إعلان الجيش استعادة المدينة في أول انتصار للجيش على التنظيم الارهابي، وتحررت مدينة الرمادي ورفعت القوات المسلحة من رجال جهاز مكافحة الإرهاب الأبطال، العلم العراقي فوق المجمع الحكومي بالأنبار".
نوه إلى أن الدفاع عن التراب العراقي وإعادة الأمن والأمان إلى ربوع القرى والمدن والقضاء على الجماعات الإرهابية وإعادة النازحين ستبقى هي هدفنا المقدس".
على الجانب الآخر قال الكولونيل الأمريكي ستيف وارن المتحدث باسم تحالف تقوده الولايات المتحدة لدعم القوات العراقية "تطهير المركز الحكومي انجاز كبير وهو نتاج أشهر كثيرة من العمل الشاق، والتحالف ساعد بأكثر من 630 ضربة جوية في المنطقة خلال الأشهر الستة الماضية فضلا عن التدريب والنصيحة والعتاد للجيش ولقوات مكافحة الارهاب والشرطة.
ويشن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم قوى أوروبية وعربية حملة جوية على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا منذ منتصف 2014 بعد أن استولى المقاتلون على ثلث الأراضي العراقي
طرد داعش من الرمادى
طرد داعش من الرمادى
ويرى متابعون أن  تحرير الرمادي أهم إنجاز للجيش العراقي منذ نحو عام ونصف العام، واستطاع الجيش العراقي رفع العلم الوطني في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار غرب البلاد. وأنهى بذلك، بمساعدة رجال العشائر، احتلال تنظيم "داعش" الذي بدأ في مايو من العام الحالي والذي شكل جائزة كبرى للتنظيم الإرهابي في العام الحالي.
ويعتبر المراقبون أن تحرير الرمادي يتلخص في أنه النصر الأول الكبير للجيش العراقي منذ اجتياح تنظيم "داعش" لمدينة الموصل وسيطرته على مساحات واسعة في العراق في يونيو 2014،  ويفتح الانتصار في الرمادي عاصمة الأنبار على انحسار التنظيم الإرهابي في المناطق السنية غرب البلاد، ما يسهم لاحقا في قطع خطوط إمداد "داعش" وتواصله الجغرافي مع مواقع التنظيم في سوريا، كما ينهي السيطرة على الرمادي عمليا التهديدات بأي إمكانية لتقدم التنظيم نحو العاصمة بغداد ومدن الجنوب.
ويعد الانتصار على "داعش" في الرمادي تحقق بجهود الجيش العراقي، وعدم الاستعانة بقوات الحشد الشعبي (شيعية في الغالب) التي كان لها الدور الرئيس في معارك سابقة ومنها استعادة تكريت مسقط رأس الرئيس المخلوع صدام حسين، ما تسبب حينها في توترات طائفية، كما أن ارتفاع الروح المعنوية للجيش العراقي يفتح الطريق أمام الانطلاق إلى معركة الموصل المفصلية لمحو "دولة الخلافة" التي أعلنها أبو بكر البغدادي إثر انهيار القوات الحكومية العام الماضي.
ويرى محللون أن إنجاز الجيش في الرمادي ترحيبا كبيرا في بغداد والمحافظات الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية، لكن اكتمال الانتصار وتحوله إلى مقدمة حقيقية لدحر "داعش" وإنهاء "دولة الخلافة" يحتاج إلى عمل إضافي كبير من الحكومة والأطراف الإقليمية والدولية لعل أهمها  ضرورة مراعاة أوضاع المدنيين الذين قرروا البقاء في المدينة، وكان معظمهم بمثابة رهائن عند تنظيم "داعش" الإرهابي، فالتقارير تتحدث عن ألوف المدنيين المحاصرين في بيوتهم منذ أكثر من أسبوع جراء المعارك بعد عدم تمكنهم من الفرار من المدينة، إضافة إلى اجبار مئات العائلات على الانسحاب من المدينة برفقة مقاتلي "داعش" وعائلاتهم، وضرورة تسليم مسئولية الرمادي للشرطة المحلية والعشائر السنية بمجرد تأمينها، ما يفتح المجال أمام بناء حركة شعبية محلية لمحاربة "داعش".، على أن توكل مهمة تطهير جيوب "داعش" إلى مقاتلي العشائر المحلية ممن دربتهم الحكومة في الأشهر الأخيرة، منعا لأي تجاوزات أو احتكاكات قد تؤدي إلى توتير الأوضاع من جديد.
وطالب محللون عسكريون الحكومة العراقية بالإسراع في استعادة الخدمات الرئيسة في المدينة، وإعادة إعمار ما هدمته الغارات الجوية والقصف المدفعي الكثيف لتشجيع النازحين على العودة إليها، إضافة إلى تأمين المساعدات اللازمة في الفترة الأولى لتثبيت السكان في مدينتهم، كما أن استقرار الأوضاع في مرحلة لاحقة في الأنبار يعتمد أساسا على تعامل السلطات مع مطالب أهل المنطقة المحقة والتي رفعوها في اعتصاماتهم السلمية في 2012 قبل أن يعمد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي على فضها بالقوة.
من جانبها أعلنت الحكومة العراقية أن الهدف المقبل هو تحرير مدينة الموصل التي تعد ثانية كبريات مدن العراق، واتخذتها "داعش" عاصمة لـ "دولة الخلافة". ومن المؤكد أن الهدف واقعي وممكن في ضوء انتصار الرمادي وانتصارات أخرى في العراق وسوريا، إضافة إلى التراجع الكبير في شعبية التنظيم الإرهابي الذي أعمل السيف، وأعاد العمل بقوانين القرون الوسطى في مناطق نفوذه.
ويحرم تحرير الموصل والمناطق المحيطة بها "داعش" من موارد مالية كبيرة من الضرائب والجزية وتجارة النفط. ومؤكد أن نفوذ "داعش" يتقلص، لكن المرحلة المقبلة تحتاج إلى تنسيق أكبر مع قوات "البيشمركة" الكردية، وأبناء العشائر في المنطقة، وعدم إثارة أي مشاعر طائفية أو إثنية يمكن أن تعطل الاجماع على محاربة إرهاب "داعش"، وهو إجماع يشكل، من دون شك، حجر الأساس لمحو "دولة البغدادي" المسخ من الوجود، والتأسيس لعراق لكل أبنائه.

شارك