الجيش السوري يتقدم بدعم روسي.. وانتقادات على خلفية اعتقال معارضين

الأربعاء 30/ديسمبر/2015 - 10:05 م
طباعة الجيش السوري يتقدم الجيش السوري يتقدم
 
تواصل القوات السورية تقدمها على حساب المسلحين التابعين للمعارضة والفصائل الاسلامية، وسط دعم روس مكثف، وشقت القوات السورية طريقها إلى داخل بلدة تسيطر عليها المعارضة في محافظة درعا بجنوب البلاد في هجوم قال المعارضون إنه مدعوم بأعنف قصف جوي روسي في الجنوب حتى الآن، وتمكنت عناصر الجيش السوري من دخول منطقة الدوار الرئيسي ببلدة الشيخ مسكين وسيطرت على الأحياء الشرقية والجنوبية من البلدة التي تقع على طريق إمداد رئيسي من العاصمة دمشق إلى مدينة درعا، ودارت اشتباكات عنيفة تدور في حي بالشرق يعرف باسم المساكن وهي منطقة تضم عشرات المباني السكنية التي شغلها في السابق ضباط كبار بالجيش.
مواجهات مستمرة بين
مواجهات مستمرة بين الجيش السوري والمعارضة
وقال قائد في فصيل معارض بارز يشارك في القتال بالمنطقة إن القصف الروسي العنيف لمواقع المعارضة لعب دورًا حاسمًا في تحويل الكفة في غير صالح المعارضة التي أحصت مئة غارة على الأقل عليها خلال اليومين الماضيين، بينما قال قيادي بجبهة ثوار سوريا المشاركة في المعارك "هذه أعنف غارات روسية لدعم الأسد شفناها في درعا من بداية العدوان الروسي وبدونها جيش النظام الذي يعاني النقص وكان متقهقرا ما كان حقق هذا التقدم."
بينما قالت عناصر بالمعارضة المسلحة على الأرض إن معارضين من طيف واسع من الجماعات- بعضها مدعوم من قوى غربية وتشمل حركة المثنى الإسلامية- قاتلوا لصد الهجوم قرب قاعدة جوية سابقة إلى الشمال من الشيخ مسكين، وهجوم الجيش على الشيخ مسكين جزء من أول هجوم كبير للقوات الحكومية في جنوب سوريا منذ بدأت مشاركة روسيا في القتال في 30 سبتمبر الماضي لدعم الأسد، ويرى محللون أنه إذا استعادت القوات الحكومة الشيخ مسكين فسوف تعزز سيطرتها على المنطقة شديدة التحصين التي شكلت خط دفاع جنوبيا لحماية دمشق.
ونقلت تقارير إعلامية عن المعارضة قولها إن الجيش سيطر على معسكر اللواء 82 من المعارضة ثم فقده بسبب الطقس السيء قبل أن يستعيده مجددا خلال الليل مدعوما بغارات جوية، كما حقق الجيش السوري خلال الليل تقدما ضد فصائل معارضة قال إنها بالأساس جماعات تستلهم نهج تنظيم القاعدة.
وقال مقاتلون من جماعات معارضة أخرى وبعض الجماعات الإسلامية إنهم قصفوا مواقع للجيش في إزرع وهي بلدة رئيسية يسيطر عليها الجيش بها تحصينات كبيرة وتقع إلى الشرق من الشيخ مسكين، ولا تزال المعارضة تسيطر على أجزاء كبيرة من المنطقة- التي تحد إسرائيل أيضا- لكنها في موقف دفاعي إلى حد بعيد منذ فشل هجومها في يونيو حزيران الماضي لاستعادة الجزء الذي تسيطر عليه القوات الحكومية من مدينة
عناصر الجيش السوري
عناصر الجيش السوري الحر
على الجانب الآخر قال مسؤولون إن شرف المؤذن القيادي بتنظيم داعش الذي قتلته غارات جوية في سوريا قبل أيام كان على صلة باثنين من منفذي هجمات باريس وتدرب في ناد للرماية مع أحدهما، ففي تطور جديد بالتحقيق في سلسلة الهجمات التي ضربت العاصمة الفرنسية في 13 نوفمبر الماضي وأسقطت 130 قتيلا أكد مصدر مقرب من التحقيق أن شخصا واحدا على الأقل يشتبه أنه تولى تنسيق الهجمات من بلجيكا عبر هاتف محمول أثناء تنفيذها، وساعدت هذه التفاصيل الجديدة في رسم صورة للمنفذين وكيف نفذت العملية وتحديد ثغرات في عمليات جمع المعلومات ومراقبة من يشتبه أنهم متشددون بفرنسا.
من جانبه قال جان كريستوف لاجارد رئيس بلدية درانسي بشمال شرق باريس لرويترز إن المؤذن كان على صلة وثيقة بسامي عميمور وهو سائق حافلات سابق عمره 28 عاما فجر نفسه في قاعة باتاكلان للحفلات، وإن الاثنين خططا للسفر إلى اليمن- التي تمثل حاضنة للتشدد الإسلامي- في 2012 وتركا فرنسا إلى سوريا في 2013 مضيفا أنه كان ينبغي فعل المزيد لوقفهما، واعتقلا في 2012 عندما حاولا السفر إلى اليمن ووضعا تحت الرقابة القانونية" مضيفا أن المجموعة ضمت أيضا رجلا ثالثا.
شدد على أن المؤذن كان أول من سافر إلى سوريا في يونيه أو يوليو 2013. وسافر الآخران بعد ذلك بنحو شهرين. هو مهد الطريق، ما لا أفهمه هو أنه لم يثبت وجوده لدى الشرطة لمدة شهرين ولم يصدر أي رد فعل ولم يلاحق أحد الاثنين الآخرين."
وأكد المصدر القريب من التحقيق الذي طلب عدم نشر اسمه  لرويترز وجود صلة بين المؤذن وعميمور وأضاف أن من المتوقع أيضا أن يكون المؤذن يعرف إسماعيل عمر مصطفاي وهو فرنسي من أصل جزائري كان أحد المهاجمين في مسرح باتاكلان وقتل فيها.
من ناحية أخرى قال الكولونيل ستيف وارين المتحدث باسم التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش إن الضربة الجوية نفذت يوم 24 ديسمبر وإن المؤذن كان على صلة مباشرة بعبد الحميد أباعود الذي يشتبه بأنه قائد الخلية التي نفذت هجمات باريس.
وأشارت بعض وسائل الإعلام الفرنسية إلى أن المؤذن وعميمور كانا صديقين منذ الطفولة لكن لاجارد قال إنه سمع أنهما لم يلتقيا إلا بعدما تبنيا الفكر المتشدد في 2011.
الجيش السوري يتقدم
الجيش السوري يتقدم تحت غطاء روسي
على الجانب الآخر كشفت منظمتان حقوقيتان أن السلطات السورية اعتقلت أحمد العسراوي ومنير بيطار وهما من قادة المعارضة في الداخل أثناء توجههما إلى لبنان، وكان العسراوي وبيطار قد عينا في وقت سابق من الشهر الحالي ضمن فريق مشترك للمعارضة تشكل في السعودية ضم أيضا شخصيات معارضة تعيش في المنفى وممثلين عن الجماعات المسلحة التي تقاتل نظام بشار الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن الرجلين احتجزا قرب الحدود مع لبنان، وأكدت الشبكة السورية لحقوق الانسان وهي جماعة مراقبة أخرى نبأ الاعتقال، ويعد كل من العسراوي وبيطار عضوان في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة ومقرها دمشق.
تأتى هذه الخطوة بعد وافق مؤتمر للمعارضة السورية عقد في الرياض قبل ثلاثة أسابيع على تشكيل لجنة للإشراف على محادثات السلام تتألف من 34 عضوا، وسوف تختار هذه اللجنة التي عين بها العسراوي وبيطار فريق التفاوض الذي يمثل المعارضة، وقالت دمشق إنها مستعدة للمشاركة في محادثات سلام ترعاها الولايات المتحدة لكنها رفضت اللجنة التي تدعمها الرياض.
وتسعى الأمم المتحدة لجمع الأطراف السورية المتحاربة في جنيف في 25 يناير كانون الثاني لبدء المحادثات في محاولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو خمس سنوات والتي أودت بحياة نحو ربع مليون شخص.

شارك