وسط تفاؤل بعودة الاستقرار.. "ليبيا" تودع العام الأسود "2015"
الخميس 31/ديسمبر/2015 - 01:17 م
طباعة

تودع ليبيا عام 2015 الدموي، والذى كان من أصعب السنوات التي عاشتها ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، فقد شهدت ليبيا مزيد من العمليات الإرهابية والدموية، وعلى مدار العام تمكن التنظيم الإرهابي "داعش" من التمدد في أنحاء البلاد، ما أدى إلي توسع البؤر الإرهابية، وكذلك التفجيرات والحوادث والاغتيالات واحدة تلو الأخرى.
أسوأ الأعوام في ليبيا

ووفق محللين فإن عام 2015 كان بكل المعايير أسوأ عام في تاريخ البلاد الحديث، ففيه تكرس انقسام البلاد بين حكومتين وبرلمانين وجيشين ومئات الميليشيات المسلحة وفوقهم تنظيم "داعش" الإرهابي الذي أصبح أمراً واقعاً، وحتى عملية "الكرامة" التي أطلقها قائد الجيش اللواء خليفة حفتر من الشرق، لم تقدر على إنهاء العنف والقضاء على الجماعات المتشددة المسلحة في درنة وبنغازي.
وقد أدى هذا عجز هؤلاء في مواجهة التنظيمات الإرهابية إلي تنامي تنظيم "داعش" في وسط البلاد وتحديداً في مدينة سرت وجوارها، حيث أنها تعتبر مسقط رأس القذافي ومعقل أنصاره فقد تسبب الحضور الضعيف للسلطات الشرعية بسيطرة التنظيم عليها واتخاذها قاعدة له، ومع وجود أكثر من 1700 ميليشيا مسلحة تتحكم بالمناطق والحدود، باتت ليبيا مطمع للجميع بحجة القضاء على الإرهاب، فقد عزمت بعض الدول الأوروبية على احتمالية التدخل العسكري في البلاد عقب تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي تمت في 17 ديسمبر الجاري، وبرزت أهم الأحداث على مدار العام كالتالي:.
أبرز العمليات الإرهابية

بدأ التنظيم الإرهابي في 27 يناير 2015 بهجوم على فندق في طرابلس بليبيا خلف 10 قتلى، من بينهم 5 أجانب.
وتلي عملية الهجوم أخري أكثر بشاعة ودموية، حيث بث التنظيم الإرهابي في 15 فبراير 2015 مقطع فيديو لعملية قطع رؤوس 21 قبطيا مصريا في ليبيا، ولاقت هذه العملية موجه غضب عالمية.
وفي 20 فبراير من نفس الشهر تبنى التنظيم الإرهابي داعش أو ما يطلق على نفسه "ولاية برقة"، الهجمات التي هزت مدينة القبة شرقي ليبيا، وقتل40 شخصا على الأقل، وأصيب أكثر من 75 آخرين، إثر انفجار 3 سيارات مفخخة، هزت في وقت متزامن 3 مواقع حيوية في القبة، حسب ما أفادت مصادر طبية في مستشفى البيضاء.
وكان لشهر إبريل النصيب الأكبر من العمليات الإرهابية الذي قام بها تنظيم "داعش"، ففي 5 أبريل 2015 قتل داعش أربعة أشخاص وأصيب العشرات في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف نقطة تفتيش شرق مصراته غرب ليبيا، أعقبه في أبريل هجوم انتحاري بسيارة مفخخة علي بوابة "الكراريم" أسفر عن مقتل المهاجم، وفي 13 من نفس الشهر استهدف مجهولون دورية عسكرية في مصراته، تابعة لميليشيات "البركان"، وهي أحد مكونات فجرليبيا شرق العاصمة، وأدى الحادث إلى مصرع 7 عناصر من الميليشيات، وفي 27 من ذات الشهر أيضا تعرضت بوابة قرب مدينة "القبة" شرق البلاد تابعة للجيش الوطني إلى هجوم من قبل تنظيم داعش، كما عثر على جثث 6 عاملين في قناة برقة قتلوا ذبحا قرب مدينة البيضاء، على أيدي عناصر من تنظيم داعش، وبين القتلى الليبيين، مصور من جنسية مصرية. وتم العثور على جثث هؤلاء، جنوب منطقة الجبل الأخضر، وقد تم اختطافهم منذ شهر أغسطس 2014.
في 15 مايو قتل 3 أطفال في مدينة بنغازي جراء قصف صاروخي من قبل تتنظيم داعش على أحياء سكنية شرق المدينة
وفي 21 من نفس الشهر قتل شخصان وأصيب 3 آخرون بتفجير انتحاري استهدف بوابة الستين شرق مدينة مصراتة التي تبعد عن العاصمة الليبية طرابلس نحو 200 كيلو متر
وفي يوم 30 مايو 2015 قال مسؤولون إن ثمانية قتلوا وأصيب ثمانية آخرون حين سقط صاروخ على منطقة سكنية بمدينة بنغازي في شرق ليبيا. وألقي قائد بالجيش المسؤولية في الهجوم الصاروخي على مقاتلين متشددين، أعقبه في يوم 31 هجوم انتحاري نقطة تفتيش خارج مدينة مصراتة الليبية ما أسفر عن سقوط 5 قتلى من فجر ليبيا، وتقع نقطة تفتيش الدافنية غربي مصراتة على الطريق السريع المؤدي إلى العاصمة طرابلس.
وفي 7 يونيو قام تنظيم "داعش" بقتل ثلاثة جنود موالين للحكومة التي تسيطر على العاصمة، طرابلس، وفقاً لوكالة الأنباء الليبية الرسمية بمنطقة أبوقرين شرق مصراتة.
و فجر انتحاري نفسه يوم 13 من نفس الشهر في مدينة درنة الليبية مما ادى الى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصابة خمسة أخرين.
وفي 22 يونيو نفذه انتحاري تفجير بواسطة سيارة مفخخة وسط تجمع للجيش غرب بنغازي خلَّف 5 قتلى وجريحين من قوات الجيش الليبي، فيما لقي الانتحاري حتفه في الهجوم
وفجر يوم 3 يوليو انتحاري من عناصر تنظيم داعش نفسه داخل سيارة مفخخة مساء الجمعة بحي "شيحا" بمدينة درنة شرق البلاد . وأكدت مصادر محلية أن التفجير أودى بحياة 14 شخصا من بينهم طفلة اضافة لجرح خمسة آخرين منهم 4 نساء.
وفي 13 من ذات الشهر قتل عشرة عناصر من الجيش الليبي في مدينة بنغازي شرق ليبيا أثناء تعرّضهم لهجومٍ في محور بوعطني.
أما في 28 يوليو قتل ثلاثة جنود وجرح 12 آخرون في هجوم نفذه انتحاري وسط تجمع لقوات الجيش الوطني بمدينة بنغازي الليبية
في 9أغسطس مقتل 8 أشخاص على الأقل وإصابة 19 أخرين في تفجير سيارة ملغومة يقودها انتحاري في درنة وتبنى تنظيم داعش المسؤولية.
في 12 أغسطس قتلت طفلتان ووالدهما في قصف صاروخي لتنظيم داعش على حي الساحل الشرقي بمدينة درنة.
وعثر يوم 14 من نفس الشهر علي 12 جثة مصلوبة ومفصولة الرأس بساحة أحد مدارس مدينة سرت وهم خليط بين رجال و نساء و أطفال.
وفي يوم 24 أغسطس ، قام التنظيم الإرهابي في مدينة سرت بإعدام 4 أشخاص وأظهر تسجيل مصور نشره التنظيم المتشدد مسلحين يطلقون النار على رجل يرتدي ملابس برتقالية بعد أن علقوه على ما يشبه صليبا خشبيا، وترك جسده بعد ذلك كتحذير للآخرين، وجرى تعريف الرجل في التسجيل المصور على أنه جاسوس مزعوم لجماعة فجر ليبيا.
في أول سبتمبر قتل 5 من قوات الحكومة الليبية الثلاثاء في انفجار عبوة ناسفة استهدفتهم في بنغازي شرق البلاد، أعقبه في اليوم التالي مقتل 8 جنود وجرح آخرين في بنغازي علي اثر هجوم مباغت نفذه مقاتلين من تنظيم داعش
وفي منتصف الشهر ذاته أعلن تنظيم داعش في تسجيل مصور نشره أنه أعدم شخصا يحمل الجنسية التونسية، بعدما زعم أنه تجسس على عناصره في مدينة بنغازي الليبية لصالح قوات الحكومة الليبية المعترف بها دوليا.
وفي 18 سبتمبر صرح مسؤول أمني في مطار معيتيقة في العاصمة الليبية لوكالة فرانس برس أن مجموعة مسلحة هاجمت السجن الواقع بهذه القاعدة الجوية في محاولة لتحرير سجناء، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من عناصر الأمن وكل المهاجمين البالغ عددهم ثمانية، في عملية أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنها. وسُمع دوي انفجار قوي اهتز معه مبنى المطار المدني بكامله قبل أن يُسمع صوت إطلاق رصاص استمر لدقائق.
وفي 16 أكتوبر قصف التنظيم الإرهابي داعش أحياء سكنية في مدينة بنغازي الليبية، ما خلف ثلاثة قتلى.
وفي نفس الشهر قتل 5 أشخاص بينهم اطفال واصابة ثلاثة اخرون بجروح اثر سقوط قذيفةعلى حي سكني في وسط مدينة بنغازي في شرق ليبيا، بحسب ما اعلن مصدر طبي في المدينة، كما قتل 12 شخصًا في قصف لتنظيم داعش استهدف محتجين كانوا يشاركون بمظاهرة في بنغازي للتنديد بتشكيلة الحكومة
وقتل 13 عنصرا على الأقل من قوات الجيش الوطني الليبي في مدينة بنغازي شرق البلاد، يوم 12 نوفمبر أثناء محاولة هذه القوات التقدم باتجاه مناطق ومعسكرات تسيطر عليها مجموعات إرهابية، تلاه مقتل 3 جنود من قوات الصاعقة بأول عملية إنزال في بنغازي، كذلك قتل 7 أشخاص في تفجير انتحاري وقع بسيارة مفخخة استهدف نقطة تفتيش تابعة لـ"الشرطة العسكرية" على الطريق الساحلي الرابط بين مدينتي الخمس ومسلاتة قرب العاصمة طرابلس.
وفي 30 من نفس الشهر استهدف مسلحون حاجزي تفتيش شرق ووسط ليبيا مما سبب في مقتل أحد الحراسات وجرح ثلاثة آخرين.
وفي أول ديسمبر الجاري قتل، علي الثمن، آمر غرفة عمليات الكرامة بمدينة بنغازي متأثرا بجراحه، إثر انفجار لغم أرضي نُقل على إثره إلى مستشفى المدينة حيث توفيز
وقد نشر تنظيم داعش في نفس الشهر مقطع فيديو يظهر فيه أحد عناصر التنظيم الإرهابي وهو يذبح أشخاصا من مدينة سرت، وذلك بعد أن وجه لهم تهما "تستوجب قطع الرأس"، من ضمنها "شرب الخمر والزنا"، بحسب ما أعلنه التنظيم المتطرف
وفجر مجهولون يوم 19 ديسمبر الجاري مقر الاستخبارات بمدينة صبراتة غرب العاصمة طرابلس، ما أدى إلى جرح 3 من حراس المبنى.
ولقي اليوم 31 ديسمبر، جمال الحسناوي، حارس الأمن المكلف بحراسة وكيل وزارة الخارجية الليبية، وزوجة أخيه مصرعهما، وأصيب عمه في طريق عودتهم إلى بنغازي قادمين من الشاطئ جنوب غرب ليبيا، جراء إطلاق النار عليهم من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي عند نقطة استيقاف بوابة في النوفلية.
أبرز المواجهات

ومن الناحية الأمنية فقد نجحت قوات الأمن بقيادة اللواء خليفة حفتر، على مدار العام في القضاء على بعض الإرهابيين ، ففي21 مارس أكد مصدر عسكري بالجيش الليبي مقتل القيادي المتشدد صلاح البركي، أحد أبرز قادة ميليشيات "فجر ليبيا"، وقال محمد الصائم مساعد آمر الكتيبة 166 التابعة للجيش الليبي في تصريحات صحفية إن كميناً نصبه الجيش بمنطقة الكسارات للميليشيات أسفر عن تدمير عدد من آلياتهم ومقتل عدد من عناصرهم، من بينهم القيادي صلاح البركي، وأسر عدد من مقاتلي الميليشيات.
وفي 15 يونيو أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً مقتل القيادي في تنظيم القاعدة مختار بلمختار في ضربة أمريكية، وقالت الحكومة في بيان لها إن العملية "جزء من الدعم الدولي الذي طالما طالبت به الحكومة الليبية المؤقتة لمحاربة الإرهاب الذي بات يشكل هاجساً خطيراً على الوضع الإقليمي والدولي".
في 16 أغسطس لقي نجل الشيخ أبوزيد حمزة، زعيم أنصار السنة المحمدية بالسودان، مصرعه بمعارك دارت في مدينة سرت الليبية، طبقا لما نشرته مواقع إلكترونية تتبع للتيارات المتشددة، وأكد تنظيم داعش فرع ليبيا مقتل "أبوفارس السوداني" عبدالإله أبوزيد محمد حمزة في مواجهات عسكرية .
وفي 25 أكتوبر قتل المسؤول العسكري لتنظيم أنصار الشريعة "القاعدة" منصور الشعلالي المكني بـ"هارون" بعد اشتباكات مع قوات الجيش الليبي ببنغازي.
وأكد المتحدث باسم قوات الصاعقة بالجيش الليبي، ميلود الزوي، يوم 13 نوفمبر، مقتل سبعة عناصر من تنظيم "داعش" خلال معارك بمدينة بنغازي.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في نفس الشهر أن زعيم تنظيم داعش في ليبيا العراقي أبو نبيل "المعروف أيضا بوسام نجم عبد زيد الزبيدي" قتل في غارة أمريكية، كما قتل في الشهر ذاته المسؤول الإعلامي لتنظيم "داعش" بليبيا "أبو عبدالله الأنصاري" في غارة جوية ضمن ثلاثة قتلى قضوا خلال الغارة.
أعلن تنظيم أنصار الشريعة بمدينة درنة شرقي البلاد، في ذات الشهر عن مقتل زعيمها "حميد الشاعري" في غارة جوية قبل يومين، وقال التنظيم المصنف من قبل مجلس الأمن ضمن التنظيمات الإرهابية عبر عدد من صفحات التواصل الاجتماعي إن "الشاعري" قضى رفقة اثنين من مساعديه في غارة جوية على أطراف مدينة درنة، وأضافت ذات الصفحات أن 10 آخرين من مسلحي التنظيم قتلوا في اشتباك مسلح مع قوات الجيش الليبي غربي المدينة
وأعلنت قوة أمنية تابعة للحكومة الموازية في طرابلس مقتل القيادي في تنظيم داعش مراد القماطي آمر سرية التوحيد خلال عملية للقبض عليه في منطقة الفرناج بطرابلس.
وفي يوم 30 ديسمبر، قام عنصرين من تنظيم "داعش" بتسليم نفسيهما لشورى مجاهدي درنة وذلك بعد تضييق الخناق عليهم.
وتعتبر الأحداث التي شهدتها ليبيا هذا العام، هي أسوء ما واجهته البلاد على مر تاريخها، ومع التوافق على تشكيل حكومة وفاق وطني، تأمل النخبة السياسية فى البلاد لعودة الأمن والاستقرار نسبيًا وأن يكون عام 2015 نهاية لكل الأحداث الدامية التي شهدتها البلاد.