قنابل الموت.. هدايا داعش لمواطني "القامشلي" بسوريا في أعياد الميلاد

الخميس 31/ديسمبر/2015 - 04:27 م
طباعة قنابل الموت.. هدايا
 
مع الساعات الفاصلة بين عام واستقبال آخر قدم الإرهاب بوجهه القذر وأنيابه المتوحشة هدايا جديدة من قنابل الموت للمسيحيين في الشرق حيث شهدت القامشلي؛ كبرى مدن محافظة الحسكة السورية والتي تسكنها أغلبية مسيحية . ليل الأربعاء 30 ديسمبر 2015  ثلاثة انفجارات على الأقل في مناطق مدنية داخل المدينة الحدودية مع تركي، وأكدت مصادر أن الانفجار الأول ضرب مقهى مطعم كبرئيل في شارع السياحي، أما الثاني، فضرب المقهى التابع لمطعم "ميامي" في حي الوسطى.
وتمت الإشارة لسقوط العشرات من الضحايا لم يتحدد بعد عدد الوفيات او المصابين   واصابة نحو 15مصاباً في تفجير مقهى "ميامي"، دون وقوع ضحايا في تفجير مقهى كبرئيل.
ووقع  التفجير الثالث كان في شارع السياحي، ربما كان لسيارة مفخخة لم تتمكن الوحدات العسكرية من تفكيكها، فقاموا بتفجيرها.
ولم يتم التأكد من حدوث تفجير رابع، ولكنه غالباً جرى دون أضرار وخارج المناطق المدنية في المدينة التي كانت تسعد يوم غد الخمس للاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة، وأصدرت  بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس بيانا للتنديد بالحادث جاء فيه مرةً جديدة تقوم يد الإرهاب الآثمة بعمل إجرامي مروّع، ولكن هذه المرة تطال مدينة القامشلي الحبيبة، عروس الجزيرة السورية، بعملٍ وحشي خلف وراءه العشرات من الشهداء والجرحى، وذلك منتصف ليلة 31/12/2015 هديةً للناس الأبرياء المدنيين بمناسبة مطلع العام الميلادي الجديد. فكَسر كاهل الشيوخ، وخطفَ الأمل من قلوب الشباب، واغتصب الفرحة من وجوه الأطفال، وكلّ ذلك بدون حقٍّ، فقط لأن أبناء القامشلي بمختلف طوائفهم ومعتقداتهم هم مواطنين صالحين، عُرف عنهم محبتهم وإخلاصهم لوطنهم ولأرضهم، ولكن ما برح عدو الخير والإنسانية يتفنَّن في حيله الخبيثة في كل مكان من شرقنا الحبيب ليقضَّ مضجع أبناء الله المؤمنين، ويبعدهم عن طريق الحق والحياة. فأيُ إله يعبد هؤلاء الانتحاريون؟ ولأي دين ينتمون، والدم والقتل والتنكيل بنظرهم طريقة لإحقاق حق إلههم وشرعه على الأرض. وأين هو الضمير الإنساني العالمي؟ ألم يحن الوقت بعد كي يستفيق من ثباته العميق، وأن يعمل بكل ما أوتي به من قوة من أجل الحفاظ عمّا بقي من أناس آمنين عزّل، كل همهم أن يعيشوا بأمان وسلام في أرض آبائهم وأجدادهم؟ ألم يحن الوقت لتتنادى جميع القوى التي تدّعي حقوق الإنسان فتُجمِع وتعمل على مكافحة الإرهاب والتطرّف بكل أشكاله؟
ونتوجّه إلى أبنائنا السريان في القامشلي ونقول: لقد دفعتم غالياً ثمن إيمانكم وثباتكم ومحبتكم وتجذّركم في الأرض، وقدَّمتم ولا زلتم تقدمون دروساً في محبة الوطن والأرض. كيف لا، وأنتم أحفاد شهداء الإبادة السريانية سيفو، تلك الإبادة التي تعرّض لها أجدادنا قبل مائة عام، وإذ رفضتم الذل والهوان والخنوع، وما رضيتم عن هذه الأرض بديلاً، قامت يد الغدر بهذا العمل الإرهابي الجبان، وكلّنا إيمان بأنه لن يضعفكم ولن يثنيكم عن محبتكم لأرضكم، وأن هذه التفجيرات لن تهزّ جذور التعايش الوطني في ربوع جزيرة الخير والعطاء، مهما بلغ الانفجار من وحشية وعنف.
إننا إذ نستنكر هذه الجريمة الإرهابية البشعة، نُطالب جميع الجهات المعنية بالتدخل السريع لحماية جميع سكان تلك المنطقة من تسلل الإرهابيين إليها ومنع أية عملية انتحارية أخرى، والتحقيق لمعرفة من يقف وراء هذه الجرائم، وعدم التساهل في الرد على مرتكبيها. 
وإذ نرفع أكفّ الدعاء إلى العزّة الإلهية لتزّف بعرس ملائكي مجيد أرواح الشهداء الأبرياء، وتضمّهم إلى صفوف الأبكار المكتوبة أسماؤهم في السماء، نصلي إلى الرب الإله ليمطر شآبيب العزاء والسلوان على قلوب ذويهم وأقربائهم وكل حزين على فقدهم.رحم الله شهداء القامشلي والوطن، وعاشت سورية.
دمشق 31/12/2015. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي عن مسئوليته عن الحادث 

شارك