الإخوان يحرضون ضد الجيش والدولة إرضاء للتيارات المتشددة
الخميس 31/ديسمبر/2015 - 06:59 م
طباعة

كلما اقترب 25 يناير تشتعل المواقع الإخوانية بالدعوة للتظاهر والهجوم على الجيش المصري والدولة المصرية، معلنين قربهم من تنظيم الدولة "داعش" او تبنيهم للعنف والارهاب كمنهجية لعودة المعزول مرسي أو عودتهم للسلطة، في مواجهة صريحة مع الشعب المصري، وفى تحريض جديد ضد مصر ومؤسساتها، دعا بيان وقع عليه نحو 28 من الدعاة والسياسيين المؤيدين لجماعة الإخوان والهاربين في تركيا إلى التحريض ضد مؤسسات الدولة، وتفكيك الجيش المصري وتحريم العمل به كضباط أو جنود أو مساعدتهم، ووجوب ترك معسكرات الجيش فورا.

كما حرض البيان "الشعب المصري على التعامل مع القوات المسلحة بوصفها "قوة احتلال" ودعاهم إلى "القتال " ضد الجيش مستشهدا بحديث نبوي.
وتضمنت قائمة الموقعين على البيان كلًا من وجدى غنيم الداعية الإخوانى، وصفاء الضوي العدوى عضو اللجنة العلمية برابطة علماء المسلمين، ومحمود فتحي القيادي بالتحالف الداعم للإخوان، بالإضافة إلى آخرين هاربين في تركيا.
وحرض البيان ضد الأقباط في مصر، زاعمين أن الأقباط يسعون لإيذاء المسلمين، محرضا أنصارهم للتعامل مع الأقباط في ذكرى الثورة، وممارسة العنف ضدهم، كما حرض بيان القيادات الإخوانية على إنشاء جيش جديد، والتخلي عن الانضمام للجيش المصري.
ردود الأفعال:

واستنكر عدد كبير من خبراء الحركات السياسية والسياسيين هذا البيان فمن جانبه، قال خالد الزعفراني، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن هذا البيان هو جزء من خطة تتبعها الجماعة لتفكيك مؤسسات الدولة المصرية وعلى رأسها الجيش، بدعم من دول خارجية على رأسها تركيا والولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن هناك دولًا غربية تدعم الإخوان وحلفاءها من أجل تنفيذ مخطط تفتيت الوطن، موضحا أن هذا التحريض هدفه تجييش الجماعات الإرهابية في ذكرى 25 يناير لتنفيذ أعمال عنف ضد الدولة المصرية. وأشار القيادي السابق بجماعة الإخوان، إلى أن من يصدرون بيانات التحريض هم من الجماعات التي تنتمى للتيار التكفيري داخل الجماعة، إلى جانب شخصيات متشددة، الهدف منها إثارة الزعر لدى المواطنين في ذكرى الثورة.

فيما أكد الدكتور رفعت السعيد، رئيس الهيئة الاستشارية لحزب التجمع أن حالة الانشقاق والتفكك الذي يعشش في جماعة الاخوان الارهابية اليوم يجعلهم في مرحلة ارتباك ، مشيرا الى ان القائمين عليها اليوم يحاولون استرضاء التيارات الأكثر تشددا والأكثر عدائية ضد الدولة .
وأضاف السعيد أن جماعة الإخوان الإرهابية على يقين تام بانها لن تستطيع ان تفعل شيء ضد الدولة ولا تستطيع ان تحشد عشرات الأفراد للخروج ضد الدولة ولذلك يستخدمون الصوت الأعلى ويصدرون التصريحات ذات الصبغة التحريضية ضد الدولة وأجهزتها من أجل تشتيت الأجهزة الأمنية .

بدوره، أكد الشيخ محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن التحريض ضد الجيش المصري، والجيوش العربية هي خيانة للوطن، وكذلك للدين الإسلامي، موضحا أن الإسلام لا يدعو لهدم الدول والأمم الإسلامية. وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الزعم بأن هناك محاولات لتقسيم الوطن عار تماما عن الصحة، ومحاولة لإثارة الفتن، لافتا إلى أن الهجوم على الأقباط والتحريض ضدهم أمر لا يمت للإسلام بصلة، حيث أن الشريعة الإسلامية طالبتنا بحسن التعامل مع اهل الكتاب ، وأن نأكل أكلهم ونشرب من شرابهم. وأكد الجندي، أن مثل هذه البيانات هدفها إثارة الفتنة الطائفية خلال ذكرى ثورة 25 يناير، إلى جانب تفكيك المؤسسات القوية داخل الدولة.
وفى نفس السياق، أكد طارق البشبيشى، القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن البيان التحريضي الصادر من قيادات بالجماعة بتركيا هو تخريف، ولن يستطيعون تنفيذ ما يحرضون عليه ، موضحا أن هذا البيان هو من قبيل التمهيد لذكرى 25 يناير. وأضاف البشبيشى أنه كلما اقتربت ذكرى 25 يناير نتوقع مزيدا من بيانات التحريض، ومحاولات لتعبئة قواعد الجماعة، متابعا :"البيان صادر من تركيا حيث يقبع مكتب محمد كمال احد الجبهتين المتصارعتين داخل التنظيم ،وهو يحاول استغلال قرب ذكرى 25 يناير ليمد سيطرته على قطاع عريض من قواعد التنظيم خاصة الشباب الذى يؤمن بالعنف تحت شعار الثورة".
وردا على بيان الإخوان في تركيا أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن الهجوم على الجيش المصري من قبل جماعة الإخوان واتهامه بالعمالة وإصدار الفتاوى التي تحرم العمل به هو القاسم المشترك بين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم "داعش" الإرهابي، وهو ما يؤكد أن غاية الجماعتين واحدة، إلا أن التكتيكات والأساليب تختلف من جماعة لأخرى.
تابع مرصد الإفتاء أن جماعة الإخوان المسلمين تعتبر أن الجيش المصري هو العقبة الكبرى أمام طموحاتهم في العودة إلى الحكم والسيطرة على البلاد، وهو ما يدفعها نحو الهجوم الدائم على المؤسسة العسكرية المصرية والتشكيك في ولائها ودورها الوطني، وإصدار الفتاوى الشاذة المتكررة والمتعددة والتي تدعوا إلى الهرب من التجنيد ومقاطعة بل ومعاداة كافة الأعمال والأنشطة التي يقوم بها الجيش للحفاظ على أمن الوطن وتماسكه.
جاء ذلك ردًّا على صدور بيان وقع عليه نحو 28 من الدعاة والسياسيين المؤيدين لجماعة الإخوان والهاربين في تركيا للتحريض ضد مؤسسات الدولة، وتفكيك الجيش المصري وتحريم العمل به كضباط أو جنود أو مساعدتهم، ووجوب ترك معسكرات الجيش فورًا.

وشدد المرصد على أن المؤسسة العسكرية وأفرعها المختلفة تتمتع بتأييد وثقة كافة قطاعات المصريين على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، ولا يمكن لأي فصيل يدعي الوطنية أن يجعل من الجيش الوطني خصما له يستهدفه بالقول والفعل، وهو أمر يؤكد أن الهجوم على الجيش المصري واتهامه بالأباطيل إنما هو لأغراض خاصة لا علاقة لها بصالح الوطن وأمنه ومستقبله، كما يؤكد أن الهجوم لا يستهدف المؤسسة العسكرية بذاتها، وإنما هو استهداف للوطن بأكلمه عبر استهداف المؤسسة الأكثر قوة وصلابة في وجه التحديات التي تتعرض لها مصر في الداخل والخارج.
ولفت المرصد إلى أن التدليس لدى جماعة الإخوان والأطراف التابعة لها قد وصل إلى حد اتهام الجيش المصري الوطني بأنه "جيش احتلال"، بل ودعوة المصريين إلى التعامل معه على هذا النحو، مما يؤكد أن الجماعة تسعى إلى إعادة بناء أركان الجماعة وإعادة سلطتها على أنقاض الوطن ومؤسساته الحامية والضامنة لأمنه واستقراره.
وأكد المرصد أن الجيش المصري مؤسسة وطنية ذات تاريخ مشرف في الفداء والتضحية من أجل استقلال هذا الوطن وضمان أمنه وسلامته، وهو ملك لكل المصريين الذين يشاركون فيه بأنفسهم وأبنائهم، وينبغي على كل مواطن مصري أن يحافظ على هذه المؤسسة العريقة التي بُنيت بدماء المصريين وأرواحهم، وأضحت اليوم العقبة الكؤود أمام تمكن جماعات العنف والتكفير من مصر وأهلها.