"فارس آل شويل" مُنَظِّر القاعدة
الثلاثاء 02/يناير/2024 - 11:00 ص
طباعة
حسام الحداد
أبو جندل الأزدي هو اللقب الذي كان يحمله فارس أحمد جمعان آل شويل الزهراني، أبرز منظري تنظيم القاعدة، والذي عكف على إصدار الأبحاث والدراسات الداعمة للتنظيم وعملياته، في محاولة منه لإكساب التنظيم الدموي الغطاء الفقهي والشرعي للقتل في المملكة العربية السعودية، والذي تم القصاص منه بإعدامه اليوم السبت 2-1-2016م.. ولد عام 1969م بقرية الجوفاء ويبلغ من العمر 46 عاماً، ويعود نسبه لقبائل اﻷزد في جنوب الجزيرة العربية.
نشأته وحياته
نشأ في قرية الجوفاء، الواقعة جنوب المملكة العربية السعودية ويعود نسبه الى قبائل اﻷزد المنتشرة في جنوب الجزيرة العربية، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في ذات القرية، ثم انتقل إلى قرية "النعوص" ليكمل المرحلة الثانوية التي حصل عليها في عام 1996 بتفوق بنسبة 97% ثم التحق بكلية علوم القرآن في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، لكنه ما لبث أن ترك الجامعة بعد أن أنهى فصلاً دراسياً واحداً لينتقل إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في منطقة القصيم في الوسط السعودي، ودرس هناك عاماً ونصف العام.. عاد بعد ذلك إلى مدينة أبها في الجنوب السعودي لدراسة الشريعة في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود، وعقب تخرجه التحق بالدراسات العليا وحصل على درجة الماجستير في الشريعة من فرع جامعة الإمام بالقصيم.
انضمامه إلى التنظيمات الجهادية والقاعدة
تبنى الأفكار الجهادية في فترة مبكرة من حياته، ثم تولى المسئولية التنظيرية لتنظيم القاعدة، من خلال إصدار الأبحاث والدراسات الداعمة للتنظيم وعملياته، لإكسابها الغطاء الفقهي، وتولى الرد على الشيوخ الذين يهاجمون "القاعدة"، وكان يكتب ردوده ودراساته في البداية باسم "أبو جندل الأزدي"، وتم اعتقاله للمرة الأولى والتفاوض معه في محاولة لإثنائه عن أفكاره الجهادية، ولكنه رفض التفاوض، وأصدر بياناً نفى فيه قبوله لمبدأ التفاوض؛ خاصة بعد أن قام الدكتور سفر الحوالي وبعض زملائه الجهاديين بالتفاوض مع السلطات السعودية لكنه رفض هذه الوساطة، وأصدر بيانًا نفى فيه قبوله لمبدأ التفاوض، وعرض فيه تفاصيل العرض الذي قدم له، ويقال: إنه سافر إلى أفغانستان، وكان أعنف المقاتلين في صفوف القاعدة، وبعد مقتل زعيم التنظيم في السعودية عبدالعزيز المقرن في يونيو 2004 م بدأ في الظهور بكثافة، وبلغ نشاطه ذروته، بعد أن نشر رسالة عبر الإنترنت يعلن فيها براءته من الجنسية السعودية، بحجة أن الدولة "مرتدة عن الإسلام"، فتم ضمه إلى القوائم الإرهابية؛ حيث يعتبر الركن الثاني في «اللجنة الشرعية» لتنظيم القاعدة، وسرعان ما عاد للكتابة باسمه، وكان مسئولًا عن التأصيل للأعمال الإرهابية في المملكة خلال الفترة ما بين 2003 إلى 2005، ليتصاعد نجمه ويزداد إصراره على المواجهة مع الدولة السعودية، فتم إلقاء القبض عليه متنكراً في إحدى الحدائق في أغسطس 2004 في جبال "أبو خيال" قرب مسرح المفتاحة الشهير في الموسم السياحي الصيفي في مدينة أبها جنوب السعودية.
مؤلفاته
له العديد من المؤلفات المحرضة على القتل والعنف والتأصيل لأفكار تنظيم القاعدة، ومنها:
1- كتاب "الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث"، وهو أول كتاب يكتب عليه اسمه صراحة، وصدر بعد المواجهات بين جماعات "القاعدة" والسلطات السعودية، عقب حادثة مواجهة استراحة حي الشفا جنوب غربي الرياض صباح 16 نوفمبر 2002م، وكان الكتاب مسوغاً لقتل الضباط، وقد قال ذلك بوضوح في مقدمة الكتاب.
2- كتاب "الله أكبر خربت أمريكا"، نشر على موقع "مركز الدراسات الإسلامية" الذي يعد المنبر الرئيس لكتبه.
3- كتاب "وجوب استنقاذ المستضعفين من سجون الطواغيت والمرتدين".
4- كتاب "تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال".
5- كتاب "قصص تاريخية للمطلوبين" الذي يذكر فيه قصصاً من التاريخ الإسلامي لمن سبق أن وقع تحت طائلة الملاحقة، في سعي منه لتقوية الجانب المعنوي للإرهابيين عبر الاستيلاء على النموذج التاريخي كقدوة نفسية.
6- كتاب "الآيات والأحاديث الغزيرة على كفر قوات درع الجزيرة".
وفاته
قضت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض حكماً ابتدائياً في 2 أبريل عام 2014، بإعدامه بالقتل تعزيراً على آل الشويل مع 15 آخرين من قائمة الـ26 التي أعلنت عنها وزارة الداخلية السعودية ، وقالت المحكمة: "إن المتهم الذي قُبض عليه في أحد المنتزهات بمدينة أبها غرب المملكة عام 2004، كان يحمل القنابل والسلاح بقصد قتل رجال الأمن، لتكفيره الدولة، وإن هدف التنظيم الإرهابي (القاعدة) إسقاط الحكومات في الخليج بسبب ما يراه من كفرها".
وأدان القاضي الشويل "باعتناقه منهج الخوارج في التكفير واستباحة دماء المسلمين والمعاهدين والمستأمنين داخل البلاد وخارجها، وانتمائه لمنهج تنظيم القاعدة وقيامه بالدعوة إلى ذلك المنهج والدفاع عنه والتنظير له، وتمجيد قياداته وأعمالهم الإرهابية، ونشر مذهبه في الخروج المسلح والتكفير، واستباحة الدماء المعصومة".
وبذلت الحكومة جهوداً كبيرة لتصحيح أفكاره؛ لكنه تحدى سلطة الدولة أثناء محاكمته، وجادل بأن قتل رجال الأمن أمر مبرر طبقاً لما يعتنقه من أفكار. ورد على المحكمة بأن أشاد مراراً وتكراراً بتفجيري العليا والخُبر، وتفجيرات شرق الرياض، ووصفها بأنها جهاد في سبيل الله، وأصرّ على ذلك خلال الجلسات، كما شدد أيضاً على عدم رجوعه عن ذلك، وتوعّد بأنه سيستمر على منهجه "تنظيراً وتطبيقاً" حال خروجه من السجن.
وفي يوم السبت 2-1-2016م نفذ حكم إعدام الشويل مع 46 متهماً آخرين.