السيطرة على "حوارين ومهين" يحول بين "داعش" وعناصره في "حمص"
السبت 02/يناير/2016 - 07:20 م
طباعة

كشفت التطورات الميدانية المُتعاقبة في سوريا عن بدء استعادة الجيش السوري الوطني زمام الكثير من المعارك التي يخوضها ضد الجماعات المسلحة الإرهابية التي تسيطر على كثير من الأراضي السورية، بفضل الطلعات الجوية التي يُنفذها سلاح الجو الروسي.
الانتصارات الميدانية التي حققها الجيش السوري ظهرت جلية في ريف حمص، بعدما أعلن الجيش الوطني السوري بدعم من القوات المسلحة الرديفة له، المدعومين من الطيران الحربي الروسي، من استعادة السيطرة الكاملة على قرية "مهين وحوارين" في ريف حمص، وتحديداً (جنوب شرق مدينة حمص وسط البلاد)، بعد احتلالها من قبل عناصر "داعش".
أهمية سيطرة الجيش السوري الوطني على القريتين، بعد معارك شرسة جدا مع عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، تتلخص في كون القريتين "حوارين ومهين" تعني السيطرة بالكامل جنوب شرق مدينة حمص، ومنع تحرك الجماعات الإرهابية للسيطرة على طريق حمص دمشق الدولي.

واعتبر مراقبون كذلك، أن السيطرة على القرية والمستودعات الضخمة التي تتواجد فيها من أهم ما حققه الجيش هذا الأسبوع في محور حمص، فبهذا التقدم تكون فوهات البنادق والمدافع أصبحت متجهة نحو "القريتين"، والتي تعد آخر نقطة تمركز لعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في محور وسط البادية السورية، الممتد إلى مدينة "تدمر"، والتي حقق فيها الجيش تقدما واسعا، وأصبحت شبه محاصرة عبر مساندة الطيران الحربي الروسي في كل أوقات المعارك الحاصلة في الفترة الأخيرة.
وأشار خبراء إلى أن المعركة أعد لها الجيش وبدأها مباشرةً بتدمير رتل كامل لإرهابيي "داعش" في منطقة المثلث بريف تدمر المحاذي للقريتين من الجهة الغربية"، وسيطرت وحدات الجيش السوري على مناطق روابي الطحين الغربية والشرقية الممتدة في ريف حمص الشرقي يعد آخر طرق إمداد لتسليح عناصر التنظيم في حمص، ما أدى السيطرة على القريتين إلى قطع كل طرق الإمداد حاليا.
وتأتي السيطرة المهمة على قرية "مهين" متصلة مع بسط السيطرة قبل فترة، على جبال "سلسلة الحزم الأول" والحزم الأوسط ومهين الأصغر، ما أبعد الخطر الذي كان يهدد أوتوستراد دمشق-حمص الدولي.
كما أظهرت المعارك مدى التخطيط الجيد من قبل الجيش الوطني للسيطرة على القريتين، حيث استهدفت قوات الجيش المجموعات المسلحة من "داعش" لمنع تحركها وتقدمها للسيطرة على طريق حمص دمشق الدولي، وقد نصب عناصر الجيش كمائن للعناصر الإرهابية قام بضربهم على كافة المحاور.

عملية تحرير القريتين بدأت صباح الثلاثاء الماضي وانتهت أمس (الجمعة) بإعلان الجيش سيطرته تماماً على القريتين، وبدأت العملية بهجوم قوات المشاة من الجهة الجنوبية والشرقية لقريتي "مهين وحوارين" والتلال المطلة عليهما، وتمكنت وحدات الجيش من السيطرة التامة على هذه المناطق وتثبيت مواقعهم بها.
وظل الجيش في مُلاحقة عناصر التنظيم الذين انسحبوا إلى حدود القريتين بعد تكبيدهم خسائر فادحة في العتاد والآليات الحربية التابعة لهم، وقد لوحظ استهداف سلاح المدفعية مواقع دقيقة جدا للمسلحين والذين كانوا متمركزين في مقرات داخل القرية وعلى بعض المرتفعات المحيطة بها، ما يعني أن العملية شاركت في العناصر الاستخباراتية بشكل كبير.
وبدأت عناصر الجيش السوري من وحدات هندسته، بالتوازي مع متابعة العناصر الإرهابية، تفكيك العبوات الناسفة الكثيفة التي قامت عناصر "داعش" بزرعها في محيط القرية وبين بيوت السكان، وذلك تمهيداً لدخول الأهالي إلى قريتهم من جديد.
تقارير إعلامية قالت إن الجيش السوري وقواته الرديفة جهزت الحملة مباشرة بعد تحرير "مهين وحوارين" لتكون منطلق العمليات الواسعة، لمعركة تحرير بقية القرى التي تقع جنوب قرية مهين، والقرى التي تقع جنوب غرب حمص، باعتبارها معقل تنظيم "داعش" الأخير في حمص.
وتشير تقارير إلى أن "داعش" سيطر على البلدة في خطوة مفاجئة، فبعد أن شهدت البلدة مصالحة نهاية العام 2013، نشطت فيها عدة خلايا نائمة، وشهدت عدة خروقات أمنية، آخرها خطف الأب جاك والأب بطرس من كنيسة السريان الكاثوليك قبل نحو شهرين من سيطرة "داعش" عليها.
وقامت عناصر التنظيم في عدة مرات بارتكاب مجازر وتنكيل بحق المدنيين داخل القرية وهدموا ديراً مسيحياً تاريخياً وسط سوريا، بعد سيطرتهم مباشرة على البلدة في ريف حمص، وخطفهم نحو 230 مدنياً من سكانها.