الجيش يستنفر لدواعش سيناء بـ"حق الشهيد 2"

السبت 02/يناير/2016 - 11:24 م
طباعة الجيش يستنفر لدواعش
 
في تطور ميداني جديد للأوضاع التي تشهدها سيناء، حيث يشن الجيش المصري حرباً ضد الجماعات الإرهابية هناك، وقد أطلقت القيادة العامة للقوات المسلحة عملية "حق الشهيد 2" التي حصدت في يومها الأول 40 مسلحًا.
وتشارك في العملية بحسب تقارير إعلامية، مقاتلات من طراز أباتشي وF 16، والطلعات الجوية لتلك المقاتلات هي التي تسببت في قتل العناصر الإرهابية، في شمال سيناء. وقصفت القوات المسلحة العناصر الإرهابية شمالي سيناء في قرية المقاطعة جنوب الشيخ زويد، التي شهدت خلال الساعات الماضية سلسلة من الغارات الجوية نفذتها طائرات الأباتشي مدعومة بحملات عسكرية على الأرض.
وربما تُشير التقارير الأولية إلى أن الهدف من إطلاق الجيش المرحلة الثانية من عملية "حق الشهيد 2" هو عودة العناصر الإرهابية بقوة خلال الأيام الماضية، حيث فضلت العناصر الإرهابية زرع العبوات الناسفة لاستهداف أليات الجيش، بديلاً عن المواجهة المباشرة.
كانت الإجراءات الأمنية، التي اتخذتها قوات الأمن المصرية في شبه جزيرة سيناء، عكست الرغبة الملحة في السيطرة على تزايد عدد الناسفات التي تستهدف مركبات الجيش خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تحدى تنظيم ما يُعرف بـ"ولاية سيناء"، الفرع المصري لتنظيم "داعش" الإجراءات الأمنية المُشددة، التي فرضها الجيش، منذ أطلق مراحل عملية "حق الشهيد 1" في سيناء، سبتمبر 2015.
التنظيم تفادى منذ أشهر، المواجهة المباشرة مع القوات الأمنية، مكتفياً بزرع العبوات الناسفة شديدة الانفجار، على الطرق الرئيسية والفرعية، بغية استهداف المركبات التابعة لقوات الجيش والشرطة، ما تسبَّب في تزايد نزيف المركبات.

الجيش يستنفر لدواعش
"داعش سيناء"، الذي صعّد عملياته الإرهابية، ضد قوات الجيش والشرطة، منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي يوليو 2013، أطلق على عمليات زرع الناسفات "صحوة العبوات"، وتباهى التنظيم ـ الذي سبق أن بايع "أبوبكر البغدادي" ـ بعمليات استهداف مدرعات الجيش والشرطة عبر تفجيرها بتلك الناسفات، خلال الأيام القليلة الماضية، وقال على صفحته الرسمية على موقع التواصل "تويتر": "كاسحات ألغام الجيش باتت صيداً سهلاً لجنود الخلافة".
ومن أجل احتواء الظاهرة، شرعت السلطات الأمنية، خلال الفترة الماضية، في تركيب كاميرات على الطرق الرئيسية، في محاولة، لرصد أية تحركات مشبوهة للتنظيم الإرهابي، تستهدف زرع الناسفات في طريق سير المركبات، إلاّ أن تتابع العمليات يكشف أن الإجراء لم يكن حلاً جذرياً للظاهرة، التي كبدته خسائر ليست بالقليلة.
التنظيم الإرهابي، يدرك تمامً أن المواجهة المباشرة مع قوات الجيش، لم تعد في صالحه، مع استمرار يقظة القوات واستنفارها في الارتكازات الأمنية، وأن التنظيم دائماً يلعب على الثغرات الأمنية، والطبيعة الجغرافية لسيناء، لذلك هو يركز حالياً على زرع الناسفات في طريق سير القوات ليلاً ثم يفجرها نهاراً.

الجيش يستنفر لدواعش
الخبير الأمني، خالد عكاشة، كان قد اوضح أن الجيش المصري لابد أن يضع خطة للقضاء على تلك الظاهرة التي تستنزف الجيش بأقل الإمكانيات، وأكد أن "تراجع قدرات التنظيم دفعه إلى اللجوء إلى التحركات البسيطة، والتي تصيب القوات بدقة"، مُحذراً من موجة عنف من قبل التنظيم، خلال الأيام المُقبلة بالتزامن مع قرب حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.     
شهود عيان قالوا إن القصف خلال اليوم الاول لعملية "حق الشهيد 2" استهدف تجمعا كبيرا للجماعات المُسلحة، وقد أسفر عن مقتل 40 مسلحا وإصابة 15 آخرين، كما استمر تحليق الطائرات المصرية فوق عدد من قرى مدينتي الشيخ زويد ورفح، لملاحقة عدد من العناصر المسلحة الذين فروا على متن عدد من الدراجات النارية، في مناطق جنوب العريش والشيخ زويد ورفح ووسط سيناء، المعروفة بـ"عملية حق الشهيد 2"، وذلك لتطهير سيناء من العناصر المشددة والمسلحة.
وقالت مصادر أمنية إن الحملة التي جرت السبت، شاركت فيها القوات البرية المدعومة بعشرات من الضباط والجنود من قوات الصاعقة والقوات الخاصة ومكافحة الإرهاب، وبغطاء جوي من الطائرات الحربية.

الجيش يستنفر لدواعش
وأضافت المصادر الأمنية أن الحملة أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من العناصر الإرهابية، وحرق وضبط سيارات ودراجات نارية دون لوحات معدنية تستخدمها العناصر المسلحة في هجماتها ضد القوات الأمنية.
كما أشار المصدر نفسه إلى أن خبراء المتفجرات تمكنوا من تفكيك عبوة ناسفة، وضعها مجهولون أعلى جسر الشهيد محمد السحيلي، المؤدى إلى حي الضاحية في العريش.

شارك