تسليح الجيش الليبي.. هل يُبعد شبح تدخل الغرب في البلاد؟

الأحد 03/يناير/2016 - 12:14 م
طباعة تسليح الجيش الليبي..
 
في ظل ما تشهده ليبيا من تنامي وتوغل الإرهاب في البلاد، ومع عجز الجيش الليبي في مواجهته، طالب رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان، مساء أمس السبت 2 يناير 2016، المجتمع الدولي بتسليح الجيش الليبي، لـ"حماية الشعب ومحاربة الإرهاب".
تسليح الجيش الليبي..
يأتي ذلك عقب رفض مجلس الأمن، في أكتوبر الماضي مد الجيش الليبي بالأسلحة اللازمة لمواجهة المسلحين؛ ما تسبب في غضب القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر متهمًا مجلس الأمن برفض تسليح الجيش بهدف التدخل في شئون ليبيا.
وقال آنذاك: إن تقاعس قادة الدول المؤثرة في مجلس الأمن وحرماننا من التسليح لمحاربة الإرهاب الموجود في ليبيا، علهم في ذلك يجدون لأنفسهم مبررًا لتدخلهم في شئوننا وفرض إرادتهم علينا، لكن عملية الكرامة أثبتت أنها قادرة على ضبط الأمن والسيطرة على الموقف.
 وقدّم حفتر الشكر إلى كل من مصر والأردن والسعودية والإمارات على مساعدتهم ليبيا، والقبائل الليبية الشريفة التي قدمت الدعم المادي والمعنوي للجيش ولعملية الكرامة.
وكان الجروان التقى بمدينة سوسة، رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني وعددًا من نواب مجلس النواب.
وبحسب بيان صادر عن البرلمان العربي، مساء أمس السبت، حول الزيارة، أوضح الجروان أن تسليح الجيش الليبي، سيكون لحماية الشعب الليبي ومقاتلة الإرهاب وفرض القانون لتنعم دولة ليبيا بالأمن والأمان لتعود؛ لأخذ دورها الفاعل على الساحة الإقليمية والدولية والمشاركة في صناعة مستقبل العمل العربي المشترك، موضحًا أن هذه الزيارة للتأكيد للمجتمع الدولي بأن ليبيا ليست وحدها، بل يقف معها كل الشعب العربي.
وأعرب عن استعداد البرلمان العربي للمشاركة في دعم الحوار الوطني الليبي وبما يخدم مستقبل ليبيا، مشددًا على أن البرلمان العربي مع التوجه في التوصل لاتفاق للخروج بحكومة وفاق يتفق عليها الشعب الليبي وإعطائه الفرصة لإدارة شئونه بنفسه.
تسليح الجيش الليبي..
وكان بعض الأطراف الليبيين وقعوا على الاتفاق لتشكيل حكومة وفاق وطني يوم 17 ديسمبر الماضي؛ ما أشعل غضب رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وكذلك رئيس المؤتمر الوطني المنتهية ولايته نوري بوسهمين، واعتراضًا على الشروط التي وضعتها الأمم المتحدة لتشكل الحكومة، وحتى الآن لا زال الوضع مرتبكًا في ظل الانشقاقات التي تسببت فيها الحكومة الجديدة، والتي قد تؤدي إلى انقسام البلاد أو انبثاق ثلاث حكومات: واحدة موجودة في طبرق، وأخرى في طرابلس،
وثالثة هي حكومة الوفاق الوطني الجديدة برئاسة فايز سراج.
وحسب بيان البرلمان العربي، قال رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح: "إن هذه الزيارة تمثل مساندة كبيرة للشعب الليبي في ظل الظروف التي يعيشها حاليًا، خاصة وإنها تعتبر أول زيارة رسمية لمسئول عربي بهذا المستوى للبرلمان الليبي". مضيفًا: "إن الجيش الوطني الليبي يقاتل الإرهاب بإمكانات محدودة لا تتناسب مع الإمكانات المقدمة للمجموعات الإرهابية من أطراف خارجية". مجددًا مطالبته المجتمع الدولي بتسليح الجيش الليبي.
ومن جانبه أوضح الثني رئيس الحكومة الليبية المؤقتة خلال اللقاء ذاته أن منع تسليح الجيش الوطني الليبي يزيد من معاناة الشعب في ظل تمدد المجموعات الإرهابية.
من جانبه وجه المبعوث الأممي في ليبيا مارتن كوبلر رسالة إلى الليبيين، هنأهم خلالها بمناسبة العام الجديد، قائلا: "إن العام الحالي سيكون عاماً للفرص في ظل وجود حكومة واحدة وجسم تشريعي واحد"، مشددًا في الوقت نفسه على أنه سيكون أيضاً عامًا مليئًا بالعمل الشاق.
وأضاف كوبلر في الرسالة التي نشرها الموقع الرسمي للبعثة الأممية في ليبيا على الإنترنت، أن فرصة الليبيين بوضع حد للأزمة هو بدعمهم لحكومة التوافق لإعادة بدء انتقال ليبيا نحو دولة قوية ومتحدة وديمقراطية قائمة على مبادئ السلام والازدهار والحرية وحقوق الإنسان للجميع. وفق تعبيره.
تسليح الجيش الليبي..
وجدد كوبلر دعوته للراغبين في الانضمام إلى ما وصفها بـ"الأغلبية الساحقة" المؤيدة لحكومة الوفاق الوطني، مؤكدًا أنه مصر على أن الاتفاق السياسي يجب أن يكون بشكل حصري بقيادة ليبية وملكية ليبية، طبقًا لقوله.
ومن المحتمل أن يرفض المجتمع الدولي، تسليح الجيش الليبي، في محاولة منه للتدخل العسكري في البلاد وتحقيق أغراضه.
وكانت قالت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية: "إن اتفاق السلام الليبي الذي توصلت إليه الأمم المتحدة، من شأنه تعقيد الأمور أكثر". مرجحة حدوث تدخل عسكري خارجي قريب في ليبيا، أرجعته الصحيفة إلى الهلع وليس التخطيط.
وبدأت بوادر تدخل عسكري غربي يلوح في أروقة الشارع الليبي مؤخرًا، خصوصًا بعدما لوحت بعض الدول الغربية عن قرب تدخلها عسكريًّا ضد تنظيم داعش ليبيا، عقب اجتماع الصخيرات الذي انبثق عنه اتفاق بين الفرقاء.
وتعتزم إيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على توجيه ضربات جوية لمواقع التنظيم على الأراضي الليبية حال توافر الظروف السياسية في البلاد.
وكان فايز سراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، أعطى ضمانات لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح ببقاء المؤسسة العسكرية بقيادة خليفة حفتر، وفي حال تسليح الجيش الليبي بالفعل سيكون بداية للقضاء على الإرهاب، حيث إنه من المعروف أن التنظيمات الإرهابية في ليبيا انتشرت بصورة لافته، كما أنها استطاعت على مدار المرحلة الماضية وبالأخص في ظل الفوضى التي تعاني منها البلاد خاصة بعد سقوط نظام معمر القذافي، من اتخاذ معظم المدن الليبية بؤرة لتخزين السلاح.

شارك