التحالف يكثف غاراته ضد الحوثيين في اليمن.. وسط تردي الوضع الإنساني
الأحد 03/يناير/2016 - 07:32 م
طباعة

أعلن التحالف إنهاء الهدنة الهشة، مع استمرار خروقات الحوثيين، فيما نجحت قوات حرس الحدود السعودية في منع تسلل قوات الحوثي وصالح إلى أراضي المملكة.
الصعيد الميداني:
وشنت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم الأحد، عدة على مواقع المتمردين الحوثيين وقوات صالح في العاصمة صنعاء.
وشمل القصف قاعدة الديلمي الجوية شمالي العاصمة، بالإضافة إلى أهداف في منطقة الصباحة غربي صنعاء وأهداف في منطقة جدر شمالي العاصمة، بحسب موقع قناة "سكاي نيوز عربية".
كما شنت مقاتلات التحالف غارة على معسكر الاستقبال في محافظة صنعاء مستهدفة ميليشيات صالح الداعمة للمتمردين الحوثيين.
و شنت طيران التحالف العربي خمس غارات جوية استهدفت موقع "الجبانة"، التابع للدفاع الجوي شمال مدينة الحديدة، إضافة إلى غارتين جويتين استهدفتا منطقة "مذاب" بمديرية "الصفراء" في محافظة صعدة.
فيما ادت مصادر في المقاومة الشعبية اليمنية، اليوم السبت، بأن مقاتليها صدوا هجوماً شنه الحوثيون والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بمحافظة لحج، 337 كم جنوب شرق صنعاء.
وقالت المصادر إن الحوثيين وقوات صالح شنوا هجوماً على مديرية "القبيطة"، شمالي محافظة لحج، بهدف السيطرة عليها، نتيجة موقعها القريب من قاعدة العند الجوية.
وأشارت المصادر إلى أن مواجهات عنيفة دارت بين الحوثيين، مدعومين بقوات صالح، والمقاومة الشعبية "ولم يستطع الحوثيون وقوات صالح التقدم في المديرية".
وتدور اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية ومليشيات صالح والحوثي في جبهة الضباب والمناطق المحاذية لجبل حبشي غربي مدينة تعز.
وشهدت المدينة تبادلاً كثيفا لإطلاق النار بين المقاومة الشعبية ومليشيات صالح والحوثي المتمركزة بجبل الريامي والخراص، بالأعبوس بمديرية حيفان جنوب شرق تعز.
فيما تمكنت قوات الشرطة في مدينة عدن اليمنية اليوم الأحد، من ضبط عناصر مسلحة حاولت إحداث فوضى في ميناء عدن بحي المعلا.
وقال مصدر في الشرطة اليمنية أن قوات الأمن سيطرت على الموقف وان عناصر المقاومة فرت الى جبل شمسان وتقوم بإطلاق النار بشكل عشوائي وأن قوات الأمن تلاحقها حتى اللحظة".
وعلي صعيد تحرير صنعاء، اعتبر محافظ صنعاء رئيس اللجنة الأمنية عبد القوي شريف، أن التحضير الناجح من قبل التحالف للعمليات العسكرية في مأرب والجوف إلى جانب الدعم الجوي للعمليات العسكرية وراء النجاحات التي حققها الجيش والمقاومة في الحزام الأمني للعاصمة.
وأوضح أن الجيش الوطني أصبح يسيطر على أجزاء واسعة من مديرية نهم، ويتحرك حاليا على تخوم مديرية أرحب، كما سيطر على مديرية بني ضبيان بالكامل، مشيرا إلى أن التحالف العربي أعاد الأمل للشعب اليمني في بناء دولته.
الوضع الإنساني:

تسلم مكتب الصحة في مدينة عدن جنوبي اليمن اليوم الأحد 11 سيارة إسعاف جديدة مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة لقطاع الصحة في عدن.
عربت منظمات محلية عدة وهيئات حكومية مع تعاظم المأساة عن استنكارها لعجز المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، عن اتخاذ إجراءات تلزم الميليشيات برفع الحصار عن مئات الآلاف ووقف دك المستشفيات والأحياء السكنية.
وكان ناشطون في المجال الإنساني أعربوا عن تفاؤلهم عقب تغريدة لمندوبة واشنطن في الأمم المتحدة، سامنثا باور، تحدثت فيها عن معاناة العائلات والأطفال اليمنيين في تعز جراء حصار الميليشيات.
وأرفقت باور تغريدتها بصور المعاناة، مشيرة إلى أن سوء التغذية ينتشر في صفوف الأطفال، وأن العائلات تعيش وضعا مأساويا.
فيما عبر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن قلقه الشديد إزاء تدهور الحال الإنسانية في المحافظة.
من جانبها، بعثت منظمات الإغاثة الإنسانية بتحذير من تدهور الأوضاع في تعز التي يبلغ سكانها نحو 600 ألف نسمة.
وعبرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء منع وصول المساعدات الطبية والغذائية للمدينة بسبب الحصار.
وكانت منظمات عدة، بينها أطباء بلاحدود، تحدثت عن الحصار الممنهج الذي ينفذه أتباع الحوثي وصالح والذي يصل إلى مستوى القصد والتعمد في إبادة السكان المحليين بتعز.
مأساة تزداد تعقيدا يوما بعد يوم رغم نداءات الاستغاثة التي يطلقها السكان والمنظمات الدولية التي ضربت بها الميليشيات عرض الحائط.
وتؤكد الحكومة اليمنية أنها تسعى خلال الأيام المقبلة من خلال المجموعة العربية في الأمم المتحدة إلى عرض حصار تعز أمام مجلس الأمن لاتخاذ القرار المناسب.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، وضعت قيادات في المقاومة الشعبية بجنوب اليمن حزب التجمع اليمني للإصلاح- الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن- في موقف محرج أمام الشرعية وقوات التحالف، وأعلنت تأييدها لقرار حل المقاومة والانضمام إلى الأجهزة الأمنية والجيش الوطني والشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي.
وأعلنت مساء أمس الجمعة قيادات بارزة ومؤسسة في المقاومة الجنوبية تأييدها لقرار حل مجلس المقاومة في اجتماع عقد في مدينة عدن، عقب أيام من إعلان قيادات محسوبة على الإخوان رفضها لقرار حل المقاومة الذي أعلنه القيادي هاني بن بريك.
وأعلن وزير الشباب والرياضة اليمني نايف البكري والذي كان يرأس مجلس المقاومة في مدينة عدن، رفضه للقرار، في الوقت الذي رحبت بقرار الحل للمجلس المقاومة الأوساط الشعبية في عدن وباقي المدن المحررة.
وأعدّ ناشطون في مدينة عدن قرار حل مجلس المقاومة بأنه قرار سليم، وأن على المقاومة ان تسلم مهمته للأجهزة الأمنية والجيش الوطني لإدارة الأمور في عاصمة البلاد المؤقتة.
وقالت قيادات المقاومة بعدن في بيان لها "نعلن نحن القيادات الميدانية في المقاومة الشعبية الجنوبية عدن، اﻷعضاء المؤسسون لمجلس قيادة المقاومة عدن، تأكيدنا لبيان حل المجلس والذي أصدره الشيخان القائدان هاني بن بريك نائب رئيس المجلس والشيخ هاشم الجنيدي القائد الميداني العام للمقاومة الشعبية الجنوبية عدن، التزاماً تاماً بما اتفقنا عليه منذ التأسيس في بيان اﻹشهار".
وأضاف "أننا سنعمل تحت قيادة فخامة رئيس الجمهورية والسلطة المحلية للمحافظة ممثلة بالمحافظ وسنحافظ جميعا على حقوق المقاومة من شهداء وجرحى وأحياء في الميدان صامدين ، وليس ﻷحد أن يتكلم باسم المجلس ولاقادته الميدانيين فالمجلس قد حل وقيادته مباشرة من رئاسة الجمهورية والسلطة المحلية للمحافظة".
وأشاد ناشطون محليون في عدن بالقرار الذي وصفوه بالصائب والهام.
المشهد الإقليمي:

عبرت وزارة الخارجية اليمنية عن استنكار وإدانة حكومة الجمهورية اليمنية لعملية اقتحام سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة الإيرانية طهران، والقنصلية في مدينة مشهد وإشعال النار فيها.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، في لها : "إن ما حدث تجاه سفارة المملكة في طهران يعد جريمة وخرق للأعراف والاتفاقات الإقليمية والدولية واستمراراً للسياسة الإيرانية المعادية تجاه الوطن العربي والتي تجلت في عدد من البلدان العربية ومنها منطقة الخليج العربي واليمن".
وأضاف البيان "أن الجمهورية اليمنية التي عانت ولا زالت من كافة صنوف الإرهاب والتطرف والتدخلات الخارجية تقف مع حق المملكة العربية السعودية الشقيقة في حفظ أمنها واستقرارها وفقاً لقوانيها".
وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وقوف الجمهورية اليمنية وتأييدها لكافة الإجراءات التي تتخذها المملكة العربية السعودية الشقيقة للحفاظ على أمنها والوقوف معها صفاً واحداً في مكافحة الإرهاب والتطرف ونبذ العنف.
المشهد اليمني:
مع استمرار المعارك، والتصعيد الخطابي من قبل الفرقاء في اليمن، ترتفع عقوبات التوصل لحل سياسي في البلاد، مما يؤكد على استمرار الشعب اليمني تحت رحمة الرصاص حتى موقف حل نهائي أو انتصار فريق.