"إس-400" بين الحسم الروسي للصراع في سوريا والحفاظ على بقاء الأسد

الأحد 03/يناير/2016 - 08:54 م
طباعة إس-400 بين الحسم
 
شكلت منظومة الدفاع الجوية  الروسية "إس-400" أحد العناصر التي اعتبرتها روسيا حاسمة في الصراع السوري لصالح بشار الأسد ونظامه الذى تدعمه موسكو منذ تدخلها بشكل مباشر في 30 سبتمبر 2015م  لصالحه .

إس-400 بين الحسم
وبعد سقوط طائرتها من جانب الطيران الروسي قامت بنشر منظومتها الصاروخية المتطورة للدفاع الجوي "إس-400" يوم 6‏/11‏/2015 في قاعدة حميميم بريف اللاذقية غرب سوريا وهو ما وضعها أمام الاختبار الحقيقي بعد اعتقادها بأنها بعد نشر هذه المنظومة أصبحت في مأمن من الجماعات المسلحة المعارضة لتدخلها في سوريا.
الروس لم يتركوا فرصة إلا وأشادوا بالصواريخ وقوتها  حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أجرت اختبارا ناجحا للصاروخ الحديث المخصص لمنظومة الدفاع الجوي "إس – 400"  وقال  اللواء كيريل ماكاروف نائب قائد قوات الدفاع الجوي والفضائي الروسي قوله إن الصاروخ أصاب بنجاح هدفا يحاكي طائرة معادية وأن الهدف الذي دمره الصاروخ يبعد 400 كيلومتر عن منصة الإطلاق وأن مدى إصابة الأهداف لدى منظومة "إس – 400" الصاروخية المضادة للجو يبلغ الآن 250 كيلومترا، وفي حال تزويد قواته بالصاروخ الجديد سيزداد هذا المدى إلى 400 كيلومتر.

إس-400 بين الحسم
وقال روبيرت فارلي الخبير العسكري إن منظومة "إس – 400 " تحوي ثلاثة أنواع من الصواريخ خصصت كل منها لتدمير أهداف على ارتفاعات مختلفة يمكن أن يصل إلى 400 كيلومتر، أما تلك التي خصصت لتدمير أهداف لمسافات أقل فتمتلك قدرة أفضل وسرعة أكبر لتدمير الأهداف المتحركة، وتستطيع المنظومة تدمير مختلف أنواع الصواريخ (الباليستية والمجنحة وأنه في حالة اندلاع حرب ستتمكن منظومة "إس – 400" وغيرها من المنظومات وفي أول أيامها بتحييد الطيران التابع للحلف مقوضة بذلك القوة الضاربة للغرب في الحرب.
وأعلن رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية، سيرجي رودسكي،  أن طراد "موسكو" المجهز بمنظومة دفاع صاروخية "فورت" المشابهة لـ"اس 300" سيرابط بالقرب من اللاذقية وإن الطراد يمتلك صواريخ "إس – 400" المحمولة بحرا والتي وضعت على متنه بدلاً من صواريخ "إس – 300"  وتعتبر مهمة الطراد الصاروخي الروسي "موسكو" الأساسية هي مهاجمة حاملات الطائرات والقطع البحرية الكبرى ولهذا لقب بـ "قاتل حاملات الطائرات"، وأساس قوة الطراد "موسكو" هي الصواريخ كروز المضادة للسفن من نوع P-500 والتي يبلغ مداها 550كم أو 700كم، وسرعتها 3000كم في الساعة، ورأسها الحربى يبلغ وزنه 950 كجم - بحسب الموقع  ويحمل 16 صاروخا من نوع ss-n-12، و84 صاروخا مضادا للجو من نوع إس — 300، ولكن سيحل محل هذه الصواريخ 64 صاروخا من طراز "إس — 400".

إس-400 بين الحسم
هذا في الوقت الذى ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية أن منظومة صواريخ "إس – 400 " بإمكانها تدمير الأهداف الجوية المعادية بمختلف أصنافها (الباليستية والمجنحة) على مسافة 400 كيلومتر، أما منظومة "بانتسير- أس" فهي عبارة عن صواريخ ومدافع مضادة للطائرات قصيرة المدى تستخدم لحماية المناطق على مسافات قريبة
 ولكن على أرض الواقع كان أول اختبار لها عندما قامت الطائرات الإسرائيلية  بقتل سمير القنطار الأسير السابق في إسرائيل  في غارة إسرائيلية استهدفت مبنًى سكنيًا بمدينة جرمانا في ضواحي دمشق، وأدت أيضا إلى وقوع قتلى وجرحى آخرين فجر الأحد 20 ديسمبر 2015م بعد  أن أصاب عددا من الصواريخ  المبنى، وهو ما دفع العديد من المحللين إلى التساؤل:  كيف لمنظومة "إس 400"  التي تقوم برصد 600 كيلو متر من أجواء سوريا، والمسافة بين مطار حميميم وريف دمشق لا تتعدى 400 كيلو متر فقط  ولم تنجح في رصد الطائرات الإسرائيلية . 

إس-400 بين الحسم
الاختبار الثاني كان داخل عقر دارها  في مطار حميميم العسكري بريف اللاذقية،  حيث أعلنت حركة أحرار الشام عن استهدافها للمطار بصواريخ غراد محققة إصابات مباشرة   مما أثبت عدم كفاءة المنظومة الدفاعية على الرغم التسويق الإعلامي الكبير من قبل المواقع الروسية لمنظومة الدفاع "إس-400"، وقدرتها على إسقاط الطائرات والصواريخ قبل الوصول إلى الهدف المنشود، إلا أن هذا الكلام كان مغايراً على أرض الواقع، فقد كشفت عدة مصادر في مدينة جبلة  عن  سقوط صواريخ غراد داخل المطار،  في وجود المنظومة  وتم استهدف المطار  الذي يعتبر الثكنة العسكرية الأكبر للجنود الروس بعدد من صواريخ غراد  ووقوع إصابات محققة  دون جدوى من المنظومة ،  وهو ما أعتبر  اختراق واضح لدفاعات المنظومة على الرغم من انها بدأت عملها على  حسب  وزارة الدفاع الروسية   التي أعلنت في وقت سابق أن منظومة صواريخ "إس-400" المضادة للطائرات والصواريخ بدأت العمل في قاعدة حميميم في ريف اللاذقية وانها  إحدى أكثر المنظومات الصاروخية تطورا بالعالم، وبإمكانها التصدي لجميع أنواع الطائرات المقاتلة، كما يمكنها اعتراض الصواريخ المجنحة وتدميرها. 

إس-400 بين الحسم
مما سبق نستطيع ان نؤكد أن اختبارات الجماعات المسلحة السورية المعارضة للنظام السوري والتدخل الروسي لصالحه   ستستمر بلاشك سوف تضع موسكو أما اختبار حقيقي لجدوى دفاعها المستميت  عن الاسد  وهل ستستطيع منظومتها الدفاعية الجوية  حسم الصراع لصالحها أم سيبقى تدخلها مجرد محاولة لحفظ ماء وجه الأسد قبل رحيله.


 

شارك