وكالة انباء كاثوليكية تحذر : العنف الديني وصل لدول كانت امنة

الإثنين 04/يناير/2016 - 02:06 م
طباعة وكالة انباء كاثوليكية
 
لاتنتهي الاعوام بمجرد تغير نتيجة العام او الروزنامة وتزينها برقم جديد فهناك احداث تظل محفورة  في التاريخ والوجدان ولا ينمحي اثارها .من هذا المنطلق قدمت وكالة الأنباء الكاثوليكية آسيا نيوز دراسة سلطت فيها الضوء على ظاهرة العنف وانتشارها وهي الظاهرة   التي اتسعت خلال الأعوام القليلة الماضية ولم تسلم منها مناطق ودول كانت في الماضي بمنأى عن العنف الذي يحمل طابعا دينيا، ونعني بشكل خاص العاصمة الفرنسية باريس التي شهدت في الثالث عشر من  نوفمبر2015 سلسلة من الهجمات اعتُبرت الأكثر دموية في فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأشارت الوكالة عينها إلى مقالة نشرتها صحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية كتبها أحد أعضاء مجموعة البحوث الإسلامية المسيحية الشيخ محمد نقري، معتبرا أنه ينبغي علينا اليوم ألا نتحدث عن حروب دينية بل عن صراعات سياسية واقتصادية وجيوسياسية. وأكد أن ما يختبئ وراء التعصب الديني الراهن اليوم هو صراع على السلطة بكل ما للكلمة من معنى. ومن هذا المنطلق من الأهمية بمكان أن توجَّه الأنظار إلى الأطراف التي تحرك اللاعبين على الأرض من وراء الكواليس.

وأشار المسؤول الديني المسلم، المعروف بالتزامه في مجال الحوار ما بين الأديان، إلى المخاطر الكامنة وراء اللجوء إلى اسم الله لتبرير العنف والإرهاب في خضم الصراعات التي يشهدها عالمنا المعاصر. وتساءل لماذا لا يُحكى اليوم -بعد انهيار الاتحاد السوفيتي- عن الحرب الباردة، بل عن وجود صراعات بين الحضارات. وأشار في هذا السياق إلى وجود أطراف تسعى إلى تغذية الطوائف الإسلامية المتطرفة من أجل التدخل بشكل أقوى في الشؤون الداخلية لمنطقة الشرق الأوسط، لذا لا بد أن نتحدث اليوم عن وجود صراعات وحروب اقتصادية وسياسية لا دينية. وختم مؤكدا أنه علينا أن نوجه أصابع الاتهام إلى القوى العظمى الساعية إلى الدفاع عن مصالحها السياسية والاقتصادية والجيوسياسية، والتي لا تتردد في تحويل الله الرحمن الرحيم إلى إله يريد الدمار والطغيان والانتقام.
وتحدث المقال عن العنف الدائر في سوريا والذي اشتدت بشاعته في مدينة القامشلي فبينما كان أهالي مدينة القامشلي السورية يستعدون للاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة في الأماكن العامة، دخل إنتحاري، إلى مطعم ميامي، بحي الوسطى، ووقع إنفجار قوي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وفي ذات الوقت، وقع انفجار آخر نتج عن عبوة ناسفة وضعت في مطعم كبرئيل، ونتج عن التفجيرين، مقتل 21 وإصابة 43 مواطناً.
وقالت بطريركية السريان الأرثوذكس فس بيان لها: "مرةً جديدة تقوم يد الإرهاب الآثمة بعمل إجرامي مروّع... ولكن ما برح عدو الخير والإنسانية يتفنَّن في حيله الخبيثة في كل مكان من شرقنا الحبيب ليقضَّ مضجع أبناء الله المؤمنين، ويبعدهم عن طريق الحق والحياة. فأي إله يعبد هؤلاء الانتحاريون؟ ولأي دين ينتمون، والدم والقتل والتنكيل بنظرهم طريقة لإحقاق حق إلههم وشرعه على الأرض. وأين هو الضمير الإنساني العالمي؟ ألم يحن الوقت بعد كي يستفيق من سباته العميق، وأن يعمل بكل ما أوتي به من قوة من أجل الحفاظ عمّا بقي من أناس آمنين عزّل، كل همهم أن يعيشوا بأمان وسلام في أرض آبائهم وأجدادهم؟".
وتابعت "نتوجّه إلى أبنائنا في القامشلي ونقول: لقد دفعتم غالياً ثمن إيمانكم وثباتكم ومحبتكم وتجذّركم في الأرض، وقدَّمتم ولا زلتم تقدمون دروساً في محبة الوطن والأرض. كيف لا، وأنتم أحفاد شهداء الإبادة السريانية سيفو، تلك الإبادة التي تعرّض لها أجدادنا قبل مائة عام، وإذ رفضتم الذل والهوان والخنوع، وما رضيتم عن هذه الأرض بديلاً، قامت يد الغدر بهذا العمل الإرهابي الجبان، وكلّنا إيمان بأنه لن يضعفكم ولن يثنيكم عن محبتكم لأرضكم، وأن هذه التفجيرات لن تهزّ جذور التعايش الوطني في ربوع جزيرة الخير والعطاء، مهما بلغ الانفجار من وحشية وعنف".
وخلص البيان إلى القول: "إننا إذ نستنكر هذه الجريمة الإرهابية البشعة، نُطالب جميع الجهات المعنية بالتدخل السريع لحماية جميع سكان تلك المنطقة من تسلل الإرهابيين إليها ومنع أية عملية انتحارية أخرى، والتحقيق لمعرفة من يقف وراء هذه الجرائم، وعدم التساهل في الرد على مرتكبيها. وإذ نرفع أكفّ الدعاء إلى العزّة الإلهية لتزّف بعرس ملائكي مجيد أرواح الشهداء الأبرياء، وتضمّهم إلى صفوف الأبكار المتكوبة أسماءهم في السماء، نصلي إلى الرب الإله ليمطر شآبيب العزاء والسلوان على قلوب ذويهم وأقربائهم وكل حزين على فقدهم".

شارك