بعد تحذيرات مرصد الإفتاء: داعش "أداة" لتقسيم الشرق الأوسط

الإثنين 04/يناير/2016 - 02:47 م
طباعة بعد تحذيرات مرصد
 
 دق مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية  ناقوس  خطر   جديد   كشف فيه  عن كتابات غربية تروج لدولة "داعش" في سوريا والعراق كبداية لتقسيم المنطقة من  مودا إعلامية وكتابات غربية تؤكد سعي كُتاب ومثقفين قريبين من صناع القرار من الترويج لفكرة تقسيم العراق وسوريا، وإقامة دولة سُنية بين البلدين تضم عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، وتحظى بدعم وتأييد الدول السنية في المنطقة.
بعد تحذيرات مرصد
 وأكد على أن هذه الأفكار التي يتم الترويج لها حاليًّا إنما هي بداية مشروع تقسيم المنطقة على أسس طائفية وعرقية وقومية، لتحل الدويلات محل الدول، وليكون الأساس العقائدي والطائفي والعرقي هو المحدد لطبيعة الدولة وعلاقاتها الخارجية، وبالتالي فإن تنفيذ هذا المخطط يعني بدء تحقق مخطط التقسيم فعليًّا وعلى أرض الواقع و أن عددًا من وسائل الإعلام الغربية مثل موقع الإذاعة البريطانية، ومجلة "الفورين آفيرز" وصحيفة "نيويورك تايمز" قد نشرت مواد رأي تطرح فكرة التقسيم على أسس عرقية وطائفية كحل نهائي لأزمة الشرق الأوسط، وقد تضمن المقترح إقامة دولة للأكراد في شمال سوريا، بينما يتم إقامة أخرى سنية في شمال شرق سوريا وغرب العراق، تكون مقرًّا للسنة المؤمنين بأيديولوجية "داعش" والموالين لها، بحيث يتم جلب كافة العناصر من مختلف البلدان ليسكنوا تلك الدولة الحديثة، كما يتم دمج هذه الدولة في النظام الدولي والإقليمي، والاعتراف بها كدولة سنية خالصة، وهو مقترح شديد الخطورة يُهدد المنطقة بأسرها بتقسيم طائفي وعرقي يكون شرارة لحروب عرقية وأهلية طاحنة، يُخطط لها أن تنتشر لفترة من الزمن في العالم العربي والإسلامي.
بعد تحذيرات مرصد
وشدد على ضرورة رفض كافة مقترحات التقسيم، كونها تمثل مشكلة وليس جزءًا من الحل، كما أن معضلة التطرف والإرهاب لا يمكن القضاء عليها بإنشاء دولة أو كيان دولي حاضن وداعم لها، بل على النقيض تمامًا، ينبغي تقويض كافة الكيانات والمؤسسات الداعمة والمتعاونة مع هذا التيار وتلك الأفكار، لتصبح هذه الأفكار دون سند حقيقي على الأرض، ولتصبح مطاردة في كافة المناطق والبلدان، حتى لا تتوطن في منطقتنا فتجلب للمنطقة بأسرها الدمار والخراب وأن الدولة المراد إنشاؤها في شمال شرق سوريا وغرب العراق هي أقرب لنموذج دولة طالبان في أفغانستان، كعنصر ضعف وتوتر دائم يمكن استخدامه أو التذرع به للتدخل في المنطقة وفرض أنماط من القوة والعلاقة بين الدول، مؤكدًا أنها ستنتهي كما انتهى حكم طالبان بأفغانستان من خلال التدخل الدولي هناك، وإقامة نظام هش لا يمكنه فرض السيطرة أو الأمن.
وأختتم تحذيره  بدعوة كافة دول وشعوب المنطقة إلى التنبه إلى هذا المنزلق الخطير والذي تريد بعض الجهات الخارجية دفع المنطقة باتجاهه لتفتيت الدول والكيانات الإقليمية القوية لتحل محلها دويلات ضعيفة قائمة على أسس طائفية وعرقية، تحمل بذور الصراع والصدام، وتنتفي معها فرص التعاون والتكامل بين دول المنطقة، كما أكد المرصد على ضرورة التمسك بمبدأ المواطنة كأساس لقيام الدول واستمرارها، فهو يضمن استقرار الدول وتماسكها، وحقوق الأفراد وحرياتهم.
بعد تحذيرات مرصد
حديث المرصد وتحذيره يكشف مخطط ممتد كشف عنه برنارد لويس المستشرق البريطاني والمؤرخ  المتخصص في الدراسات الشرقية الإفريقية بلندن حيث يعتبر صاحب أخطر مخطط طرح في القرن العشرين لتفتيت الشرق الأوسط إلى أكثر من ثلاثين دويلة اثنية ومذهبية ويعد منظرا لسياسة التدخل الأمريكية في المنطقة العربية أثناء إدارة  الرئيس الأميركي جورج بوش وحربه المزعومة ضد الإرهاب وبحكم علاقته القريبة من الإدارة الأمريكية السابقة فإن مخططه هذا يراه محللون من السياسات المستقبلية التي تنتهجها  الولايات المتحدة في  تعاملها مع قضايا الشرق الأوسط  وهو كذلك يعتبر جزءا من خريطة” الشرق الأوسط الجديد” التي لوحت بها علنا وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة  كونداليزا رايس  خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 م كما يظهر ذلك  أيضا  في تعامل الإدارة الأمريكية الحالية مع ما أطلق عليه ” ثورات  الربيع العربي” . وهو المخطط   الذي يلعب على  اشعال النعرات  الإثنية و العرقية و الدينية  المتواجدة في دول العالم العربي الإسلامي  و نشرته لأول مرة مجلة  وزارة الدفاع الأمريكية مرفقا بمجموعة من الخرائط التي توضح تقسيم كل دولة  إلى 4 دويلات و دول أخرى قسمت إلى أكثر من 4  دول.
بعد تحذيرات مرصد
 ويبني برنارد لويس مخططه هذا انطلاقا من دراسته الطويلة لبنى العالم العربي و تأليفه لعشرات الكتب  عن الشرق الأوسط  و خاصة  اهتمامه بنظم الحكم أيام الدولة العثمانية. نذكر من أهم كتبه: “حرب مندسة و إرهاب غير مقدس” “أزمة الإسلام” “مستقبل الشرق الأوسط”  “العرب في التاريخ ” “الحداثة في الشرق الأوسط الجديد ومنها " إن الطبيعة والتركيبة  القبلية و العشائرية  للدول العربية  على مر السنين جعلت  برنارد لويس يجزم بأنه من المستحيل على العرب تكوين دولة بالمعنى الحديث   وذلك لأنهم مؤسسون على مجتمع محكوم بالنظام القبلي الطائفي. ويرى أن على أميركا استثمار هذه التناقضات العرقية و العصبيات القبلية و الطائفية لصالح مصالحها الإستراتجية بالمنطقة كما يتوقف الأمر أيضا على حسن استعمالها لسياسة ” فرق تسد”.
بعد تحذيرات مرصد
وعلى الرغم من هذا الترويج الا ان هناك العديد من الانتقادات الموجه لهذه السيناريوهات على رأسها : 
1- ان حدود  سايكس بيكو أصبحت هشة بالفعل  وعرضة للانهيار في زمن قياسي 
2- انهيار الحدود لن يكون باتجاه وحدة عربية أو إسلامية أو دولة خلافة، ولكنه سيكون قطعًا لصالح تفتيت المفتت وتقسيم الكيانات الموجودة لتلد عددًا أكبر من الدول الأصغر حجمًا. 
3-     مخططات التقسيم يتبناها تحديدًا اليمين الإسرائيلي واليمين الأمريكي، كتبتها منذ ثمانينات القرن الماضي نخب صناعة القرار عندهم، ونشروا خرائطها في كبريات مجلات الدراسات الاستراتيجية العالمية، دون أدنى قلق من إحباط العرب والمسلمين لتلك المخططات، وقد أثبتت الأيام صحة رؤاهم
4-     منذ أكثر من 30 سنة، تتقدم  هذه المخططات وتتراجع  ولم يحسب أحد حسابها
5-  لا يوجد رابط بين الثورات والدول المرشحة للتقسيم، بعض الدول المرشحة للتقسيم لم تقم فيها ثورات، وبعض الدول التي قامت فيها ثورات ليست على أجندة التقسيم.
بعد تحذيرات مرصد
مما سبق نستطيع أن نؤكد على ان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية   لازال يرصد  المخططات التى لازالت العديد من الدوريات و المجلات الغربية  تروج لها في محاولة لتمهيد الأرض للفوضى والتقسيم  وان هذا الرصد ضرورة لمواجهتها والعمل على منعها.

شارك