تطورات الوضع السياسي تدفع السعودية لدعم مُصالحة بين "تركيا ومصر"

الإثنين 04/يناير/2016 - 07:07 م
طباعة تطورات الوضع السياسي
 
عكست التحركات الموجودة حالياً على الساحة الإقليمية، مدى وجود مُؤشرات على بداية حلحلة الأزمة بين مصر وتركيا، التي بدأت منذ أطاح المصريون بحكم الرئيس الإخواني محمد مرسي خلال ثورة 30 يونيو 2013، حيث كشفت أنقرة من وقتذاك عن وجهها الإخواني التي سعت خلال الفترة الماضية إلى إخفاؤه، حيث بدا أن هناك لاعبين دوليين دخولا على خط الأزمة محاولين الوساطة بين الطرفين.
اللافت أنه وبحسب مراقبين، فإن آخر جهود الوساطة المبذولة حالياَ للملمت العلاقات المُتوترة بين البلدين هي مساعي، أمين عام مُنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني، حيث لوحظ تحركاته الإقليمية، خلال الساعات القليلة الماضية، فقد استقبله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس (الأحد)، وعرض مدني من جانبه، ما تعتزم الأمانة العامة القيام به من مبادرات وبرامج في المرحلة المقبلة والتحضيرات الجارية للقمة الإسلامية التي ستنعقد في إسطنبول منتصف أبريل المقبل، ومن المُقرر أن تترأسها مصر.
ويبدو أن مدني يريد تقريب وجهات النظر بين (القاهرة وأنقرة) منطلقاً مما أكده الرئيس السيسي أن مصر تُولي أهمية خاصة بالمنظمة، بصفتها رئيسة للقمة الإسلامية، وأن القاهرة تسعى لتطوير العمل الإسلامي المشترك والتضامن والتعاون لما فيه خير الشعوب الإسلامية، كما يعول مدني على الدور المحوري الذي تقوم به مصر عبر دبلوماسيتها الفاعلة في دعم العمل الإسلامي المشترك.
تطورات الوضع السياسي
وقبيل لقاء مدني بالرئيس السيسي، كان قد التقى نهاية الأسبوع الماضي في جدة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الموجود حالياً في السعودية لأداء مناسك العمرة، وهو ما عزز من رغبة مدني من رأب الصدع بين الرئيسان التركي والمصري، المثير للدهشة أنه عقب لقاء مدني بالسيسي أمس (الأحد) في القاهرة،  قام السيسي بإيفاد وزير خارجيته سامح شكري لمهمة عاجلة في المملكة، ربما وبحسب مراقبين تكون مرتبطة بهذا الشأن، لكن الأمر ﻻ يزال محاطا بالسرية، والتقى شكري كلاً من ولي العهد وولي ولي العهد السعوديين، فيما اتصل الملك سلمان بن عبد العزيز بالسيسي هاتفيا، الأمر الذي رأى فيه البعض مفاوضات واضحة بشأن العلاقة بين أنقرة والقاهرة.
ورغم نفي وزير الخارجية المصري سامح شكري وجود وساطة سعودية للتصالح بين مصر وتركيا، إلا أن مراقبين أكدوا أن اللعبة السياسية يجوز فيها المناورة لحين الاستقرار على شكل نهائي، ونفى شكرى قبل سفره اليوم، (الأربعاء) إلى الرياض ما تردد عن وجود وساطة سعودية بين مصر وتركيا، كما نفى إمكانية عقد لقاء بين المسؤولين المصريين والرئيس التركى الموجود حاليا في السعودية، وقال: "سألتقى خلال زيارتى للسعودية بعدد من كبار المسؤولين لبحث آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والتحضير لجولة لجنة التنسيق القادمة بين الجانبين".
وأشارت تقارير إعلامية، نشرها موقع "روسيا اليوم" إلى أن المملكة السعودية سعت من قبل للمصالحة المصرية التركية، فقد سبق وزار السيسي السعودية في مارس الماضي، وبعد بدء زيارته بيومين، جاء أردوغان للمملكة في زيارة رسمية، وقبلهما كان هناك الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، وهو ما يصعب أن يأتي مصادفة على الإطلاق، وفق متابعي ملفات المنطقة.
تطورات الوضع السياسي
وأكدت التقارير أن التجهيزات للقمة الإسلامية تجري على قدم وساق، وربما يكون هذا الحدث أحد الأسباب الرئيسة التي تدفع الرياض للمضي قدما في مسار المصالحة بين الغريمين السيسي وأردوغان، إذ من المقرر أن تعقد القمة الإسلامية القادمة في إسطنبول برئاسة أردوغان، فيما رئيسها الحالي هو السيسي، وتبقى الأزمة قائمة فيما يتعلق بكيفية تسليم السيسي رئاسة القمة إلى غريمه في قلب تركيا وبحضور زعماء نحو 57 دولة، من دون أن تتم المصالحة بينهما.
ورجح متابعون أن يكون هدف المملكة السعودية من عقد تصالح بين القاهرة وأنقرة، حاجتها للتقريب بين الفرقاء في إطار تحالفها العسكري الإسلامي، حيث لم يتقدم هذا الحلف حتى اللحظة خطوة واحدة على الأرض، كونه يشمل فرقاء مختلفين فيما بينهم، مثل مصر وتركيا، لأنهما يكونان معها المحور الذي تسعى إليه المملكة لمواجهة ما تراه تصعيدا إيرانيا في اليمن والبحرين ولبنان والعراق وسوريا، وكلها ملفات مفتوحة، يرى السعوديون أنها لن تحل إلا بتعاون ثلاثي يضم القاهرة والرياض وأنقرة.
كما أشارت تقارير إعلامية، أن حالة التوتر الإيراني السعودي، وما حدث من مهاجمة للمقرات الدبلوماسية والقنصلية السعودية في إيران، وما تبعه من إخلاء للبعثة الدبلوماسية السعودية عن طريق الإمارات، ومطالبة المملكة للبعثة الدبلوماسية الإيرانية بمغادرة أراضيها خلال 48 ساعة، وإدانة القاهرة والأزهر للاعتداءات التي تعرضت لها المقرات الدبلوماسية السعودية في إيران، كلها عوامل تستدعي من الرياض الدفع لتعجيل المصالحة المصرية التركية.
تطورات الوضع السياسي
ويبقى من يحسم ذلك الجدل حول التصالح بين (مصر وتركيا) هو إعلان الرئاسة المصرية توجه الرئيس السيسي إلى تركيا لحضور مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي، وبحسب الكاتب المتخصص في الشئون العربية، يوسف أيوب، الذي تحث لموقع "روسيا اليوم" فقال إن السعودية تبذل جهود حثيثة للمصالحة بين مصر وتركيا، وأن الرياض بحاجة لهذا الأمر من أجل إنجاح تحالفها الإسلامي، وأن تركيا بحاجة إلى المصالحة أيضاً بعد أن تلقت ضربات موجعة منذ التدخل الروسي في المنطقة، إلى جانب تعرضها لضربة أخرى في العراق، وأن تركيا هي التي تسعى لمصالحة مصر، والقاهرة لن تتصالح إلا بشروطها، التي يتقدمها عدم التدخل في الشأن الداخلي المصري، والكف عن إيواء جماعة الإخوان ودعم قياداتها وأذرعها الإعلامية.

شارك