الكنيسة الكاثوليكية تتضامن مع المسلمين الغاضبين من غلاف "شارلي إيبدو" الجديد

الأربعاء 06/يناير/2016 - 02:17 م
طباعة الكنيسة الكاثوليكية
 
الغلاف الأخير للمجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" والذي يصور عجوزًا ملابسه ملوثة بالدماء باعتباره إله العنف- لم يستفز المسلمين المتشددين فقط؛ فقد اجتمع الفكر الأصولي المناوئ لعلمانية المجلة حيث قالت صحيفة «لوسيرفاتوري رومانو»- وهي صحيفة الفاتيكان الرسمية: "إن الرسم الكاريكاتوري لصحيفة شارلي إيبدو الساخرة الذي أظهر إلهاً مسلحاً بعنوان «بعد عام لا يزال القاتل طليقاً»، لم يذكر بأن العديد من رجال الدين أدانوا العنف باسم الدين".
وفي الذكرى الأولى للاعتداء على مقر «شارلي إيبدو» تصدر الصحيفة اليوم الأربعاء-6- يناير-2016 عدداً خاصاً وعلى صفحته الأولى إله ملتح يحمل كلاشنيكوف وملابس تغطيها الدماء. وستطبع مليون نسخة من هذا العدد، منها عشرات الآلاف ترسل إلى الخارج.
وأضافت صحيفة الفاتيكان: «هذا الأمر ليس جديداً، فوراء راية العلمانية المخادعة نسيت «شارلي إيبدو» مرة أخرى كل ما كرره رجال دين من كافة الطوائف لنبذ العنف باسم الدين. استخدام الله لتبرير الحقد يعتبر تجديفاً كما قال مراراً البابا فرنسيس».
وتابعت: «في خيار شارلي إيبدو هناك المفارقة الحزينة لعالم أصبح يهتم أكثر وأكثر بما هو صائب سياسياً؛ لدرجة أن الأمر بات مضحكاً، لكنه يرفض الاعتراف أو احترام عقيدة كل مؤمن مهما كانت ديانته».
ونقلت الصحيفة عن رئيس المجلس الفرنسي للدين الإسلامي أنور كبيبش قوله: "إن هذا الرسم «يجرح كل المؤمنين من كافة الطوائف، ولا يساعد على لحمة المجتمع الفرنسي في أوقات صعبة"".
ووصف مسئول فاتيكاني بـ"المشهد المؤلم جداً، فضلاً عن انتفائه إلى الصحة"، الكاريكاتير الذي نشرته أسبوعية شارلي إيبدو الباريسية الساخرة في الذكرى السنوية الأولى للهجوم عليها. وكان مقر صحيفة شارلي إيبدو في باريس قد تعرض في السابع من يناير 2015 إلى اقتحام من قبل رَجُلين ملثمين، دخلاه وشرعا بإطلاق النار؛ مما أدى إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين.
وفي تصريحات لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "انتقد بشدة" اللاهوتي والأمين العام لمجمع الأساقفة الإيطاليين، المونسنيور برونو فورتي، الكاريكاتير الذي ظهر على غلاف المجلة والذي يجسد "الله" بملابس ملطخة بالدماء، يحمل رشاشة على كتفه، بينما يصفه العنوات المكتوب بـ"القاتل".
وأوضح المونسنيور فورتي أن "نزعة العنف يمكن أن اقتلاعها من جذورها عن طريق تجربة دينية أصيلة للمرء"، وبالتأكيد "دون تشجيع أو تفضيل"، أي نابعة من الداخل، "فإنْ حدث ذلك، فسنكون أمام تزييف للخبرة الدينية"، وكما "أكد البابا فرنسيس، أن القتل باسم الله يعني معارضة الله"، نفسه.
أما بشأن صورة غلاف المجلة فقد لفت اللاهوتي إلى أنها "تسيء إلى مشاعر كل شخص، وليس المؤمنين المسيحيين واليهود والمسلمين فقط"، بل "حتى أولئك الذين على الرغم من إلحادهم يدركون مدى أهمية احترام الضمير والبعد الديني للحياة"، لذلك "لا يمكن لهذا الحكم إلا أن يكون غاية في السلبية".
وأضاف، علاوة على ذلك: "فهو بعيد جدا عن الحقيقة؛ لأن كل الأديان، المسيحية واليهودية والإسلام أيضًا، تعظ باللاعنف باسم الله"، بينما "يتبنى العنف الموقف الأيديولوجي الذي يدعي امتلاك الحقيقة، ويسمح لنفسه بالحكم على الآخرين واستبعادهم". واختتم المونسنيور فورتي بالقول: إن "الأديان تدخل في تماس مع سر الله، لتمتلك بالتالي ترياقا قويا ضد من يتمسك بذريعة سيادة الرب التي علينا إطاعتها جميعاً".

شارك