تفجيرا درنة وزليتن.. رسالة تَحدٍّ من "داعش" تُربك حسابات الغرب

الخميس 07/يناير/2016 - 01:59 م
طباعة تفجيرا درنة وزليتن..
 
فيما يبدو أن التنظيم الإرهابي "داعش" دخل مرحلة التحدي في ليبيا، فمع الأنباء حول احتمالية التدخل العسكري في البلاد لمحاربة التنظيم الدموي، استقبل الأخير هذه الأنباء بمزيد من العنف والتخريب في كافة أنحاء البلاد، حيث شن أول هجوم على منطقة الهلال النفطي في ليبيا أول أمس، وزاد جرعة التفجيرات صباح اليوم الخميس 7 يناير، بتفجيرين في منطقتي درنة وزليتن.
تفجيرا درنة وزليتن..
ويواصل رجال الإطفاء محاولة السيطرة على الحرائق التي نشبت في خزانات النفط بميناءي الهروج والسدرة الليبيين جراء اشتباكات مع تنظيم داعش.
وتأتي هذه المواجهات في وقت تسعى فيه الأمم المتحدة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في هذا البلد الذي يشهد فوضى، ويتنازع فيه برلمانان، أحدهما في الشرق يعترف به دوليًّا، والآخر مواز ويقيم في طرابلس بدعم من جماعة الإخوان.
ولليبيا أهم احتياطي نفطي في إفريقيا يقدر بـ48 مليار برميل. وإنتاجها الذي قدر بـ1,6 مليون برميل يوميًّا في 2011 تراجع إلى الثلث.
وكانت "المؤسسة الوطنية للنفط" الليبية ذكرت في بيان نشرته الأربعاء على موقعها الإلكتروني أن الاعتداء الذى استهدف خلال اليومين الماضيين منطقة الهلال النفطي من قبل عناصر تنظيم داعش- قد أسفر عن إضرام النار في خزاني نفط في رأس لانوف، وسدرة.
وقال المتحدث باسم حراس المنشآت النفطية في السدرة علي الحاسي: "لقد فقدنا 10 من رجالنا منذ بدء هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على هذه الموانئ". ويتلقى الحراس دعمًا جويًّا من القوات المتمركزة في قاعدة مصراتة، بحسب مسئول في سلاح الجو في هذه القاعدة الواقعة على بعد 200 كلم شرق طرابلس.
ويسيطر على هذه القاعدة تحالف "فجر ليبيا"، الذي استولى على طرابلس في صيف 2014 وشكل فيها حكومة منافسة لتلك القائمة في الشرق.
ووفقًا لما ذكره موقع "بوابة الوسط" الليبي اليوم الخميس 7 يناير 2016 فإن رجال الإطفاء يواصلون العمل في ظل ظروف صعبة تتمثل في القصف المتقطع من قبل التنظيم، بالإضافة إلى الرياح القوية.
ولم يكتف التنظيم بذلك بل استهدف انفجار ضخم هز مدينة درنة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس المدخل الرئيسي لمدرسة النهضة، ولم يسفر الانفجار عن أي أضرار بشرية أو مادية، وفيما قالت مصادر إعلامية: إن الانفجار كان قوياً وهز المدينة وسمع دويه في أغلب أرجائها.
تفجيرا درنة وزليتن..
وأضافت المصادر أن الانفجار نتج عن عبوة ناسفة في مدرسة النهضة المقابلة للكورفات السبعة بحي باب طبرق بمدينة درنة، والتي يتخذها ما يسمى مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها معسكراً لمقاتليه الذين يقاتلون تنظيم داعش الإرهابي الذي أعلن اليوم الخميس في إصدار عبر صفحاته على شبكة الإنترنت عن تبنيه لهذه التفجيرات.
ويخوض شورى مجاهدي درنة منذ أشهر حربًا مفتوحة مع عناصر تنظيم داعش أسفرت حتى الآن عن سقوط عشرات القتلى في صفوف الجانبين.
وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية ونزاعاً على السلطة تسببا بانقسام البلاد الصيف الماضي بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دولياً في الشرق، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة بمساندة "فجر ليبيا".
من جانب آخر اقتحمت شاحنة نقل مياه بوابة معسكر للشرطة خلال تجمع قرابة 100 فرد في "جمع صباحي"؛ ما أدى لإصابات المارة في الطريق الساحلي بمدينة زليتن.
وقتل ما لا يقل عن 67 متدربًا تابعين لجهاز خفر السواحل في التفجير الانتحاري الذي وقع صباح اليوم الخميس بمركز تدريب تابع لخفر السواحل بمنطقة سوق الثلاثاء بزليتن.
ونقلت إذاعة زليتن المحلية، عن مصدر طبي مسئول بمستشفى زليتن قوله: إن عدد القتلى الذين وصلوا للمستشفى بلغ 67 قتيلًا و127 جريحًا، إضافة إلى عدد آخر من المصابين.
وكان انتحاري يقود شاحنة مفخخة اقتحم ساحة مركز تدريب خفر السواحل التابع لوزارة الداخلية أثناء التدريبات الصباحية وفجر الشاحنة؛ ما أدى لمقتل هذا العدد من المتدربين.
وذكرت مصادر ليبية أن الانفجار ناجم عن صهريج وقود مفخخ استهدف المشاركين في دورة تدريب لخفر السواحل بمركز تدريب الشرطة بسوق الثلاثاء بالمدينة الخاضعة لسيطرة "المؤتمر الوطني" المنتهية ولايته.
تفجيرا درنة وزليتن..
وأكد مصدر أمني لوكالة الأنباء الألمانية أنهم كانوا تلقوا معلومات بشأن وصول قارب إلى شواطئ المدينة قبل يومين يقل أجانب، وأضاف أنهم شنوا يوم أمس حملة لإلقاء القبض على جميع الأجانب المقيمين في المدينة دون تصريح إقامة رسمي، إلا أن هذا "للأسف لم يمنع حدوث الكارثة".
وتتوالى التفجيرات على مدار الأسبوع الماضي في مدينة درنة منها تفجير سيارة بحي شعبية غازي وتفجير ورشة لأعمال الحدادة في حي الساحل الشرقي.
وعلى الرغم من وجود مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها بالقرب من هذه المناطق، إلا أنهم لم يستطيعوا السيطرة على عمليات التفجير أو القذائف العشوائية.
وأعلن تنظيم داعش الخميس عبر صفحاته على شبكة الإنترنت عن تبنيه لهذه التفجيرات؛ ما يؤشر إلى أن رسالة التنظيم الإرهابي للمجتمع الدولي والدول التي أبدت استعداداتها للتدخل العسكري، بأن ليبيا أصبحت خارج سيطرة الليبيين وباتت في أحضان التنظيم الدموي.

شارك