سيناريوهات التحالفات الفاشلة ضد داعش بدأت بواشنطن ولن تنتهي بطموح باريس

الخميس 07/يناير/2016 - 08:01 م
طباعة سيناريوهات التحالفات
 
مازالت سيناريوهات التحالفات الفاشلة ضد  تنظيم "داعش" الدموي تتوالى والقاسم بينهما دائما هو الفشل والذى تجسد في محاولات فرنسًا الأخيرة  آخرها فشل فرنسي في تشكيل جبهة دولية ضد التنظيم الدموي على الرغم من نجاح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في استصدار قرار لمجلس الأمن الدولي يطلب من جميع دول العالم التحالف في مواجهة التنظيم  بكل الوسائل الممكنة.
سيناريوهات التحالفات
ويعود الفشل الفرنسي إلى العجز في تشكيل العصب الأساسي لهذا التحالف، عبر صياغة التنسيق الكامل بين فرنسا والولايات المتحدة وروسيا، بالرغم من الدعم الذي تلقاه هولاند من قادة الاتحاد الأوروبي وقد أظهر الواقع أن حصيلة التحرك الدبلوماسي الكثيف الذي قاد هولاند إلى واشنطن ثم موسكو، والذي تخللته لقاءات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والإيطالي ماتيو رينتزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كشف علناً محدودية الحلم الفرنسي بإقامة جبهة دولية موحدة لتدمير "داعش".
وبَدَا أول المؤشرات خلال لقاء هولاند مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض،  فعلى الرغم من التضامن البلاغي والعاطفي الذي أبداه أوباما في إدانة اعتداءات باريس، إلا أنه شدّد لهولاند بوضوح على استحالة إقامة تحالف بين واشنطن وموسكو ضد تنظيم "داعش"، ما دامت الهوة سحيقة بين الرؤيتين الأمريكية والروسية في الملف السوري بل أنه أقرّ لضيفه الفرنسي بأن "مجرّد التنسيق العسكري مع موسكو مشروط بحدوث تحوّل استراتيجي في مواقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، والذي ترى واشنطن أن تدخله العسكري في سورية هدفه الأساسي حماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإضعاف كل الفصائل التي تحاربه في الميدان.
سيناريوهات التحالفات
وما زاد من خيبة هولاند هو حادث إسقاط المقاتلة الروسية "سوخوي 24" من طرف سلاح الجو التركي، ليقوّض آماله في تكوين الائتلاف الدولي الموسع ضد "داعش"، والذي كان من المفترض نظرياً أن تكون تركيا لاعباً أساسياً فيه وعلى الرغم من محاولة الرئيس الفرنسي، خلال اليوم الأول من قمة المناخ الدولية في باريس، التخفيف من حدة الأزمة الروسية التركية المفتوحة، وتبليغ محاوريه من قادة العالم بمن فيهم بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن العدو الأساسي هو تنظيم "داعش"، لكن الهوة بين موسكو وأنقرة صارت أكبر من أن تحل  بالكلام الدبلوماسي المنمّق، نظراً للتناقض الصارخ بين مصالح الروس والأتراك في الحرب السورية.
سيناريوهات التحالفات
الطموح الفرنسى الراغب في رد اعتباره على الاعتداءات الارهابية  في قلب شوارع عاصمتها باريس  عليه أن يواجه أولا أسباب فشل التحالف الدولي  الذى تقوده الولايات المتحدة والمتمثل فيما يلي: 
1- فشل كل دولة انضمت للتحالف الدولي في استرداد الرهائن التي استخدمها التنظيم للضغط عليهم للانسحاب من الحرب
2- اختلاف أهداف التحالف الدولي ضد التنظيم  فواشنطن تتحدث دائما عن  شرق أوسط بديل  ولندن  تتحدث عن  "احتواء" فقط  لـ"داعش"
3- حديث الحلفاء عن  دائما هزيمة "داعش"، وليس عن كيفية هزيمته
4- التحالف يكتفي بالهجمات الجوية، ولا يطبق استراتيجية عسكرية تقوم على عناصر متنوعة مثل الاشتباك على الأرض.
5-  التحالف يُركز حربه على "داعش" في العراق دون سوريا، وبذلك يعطي لـ"داعش" فرصة التمدد الجغرافي
6-  تجاهل التحالفات المتزايدة بين "داعش" والقبائل المحلية في العراق وسوريا، وغياب السياسة في التعامل مع هذه القبائل.
7- غياب الاستراتيجية الشاملة للتصدي للإرهاب
8- تجاهل   التحالف لأي مشروع السياسي او عقائدي  لمواجهة التنظيم. 
سيناريوهات التحالفات
مما سبق يتضح أن طموح فرنسا بتحالف واسع ضد تنظيم  "داعش"  يقابله فشل  التحالف الدولي  الحالي الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية   ولعل الاقتناع بأن الغارات الجوية من دون تدخّل بري، قد يجدي في هذه المواجهة، فإن ذلك يعدُ حرثًا في الهواء، بل يمثلُ إهدارًا متزايدًا في الجهد والطاقة والوقت، وإعطاء مزيد من الفرص للتنظيم المتعدد الجنسيات، والذي لا تحكمه أية اتفاقات أو مصالح سياسية سوى الانتشار والتوغل .

شارك