داعش يواصل جرائمه.. "جهاد النكاح" وسيلة جديدة لاستقطاب نساء ليبيا
السبت 09/يناير/2016 - 03:15 م
طباعة

في خطوة متوقعة من التنظيم الإرهابي "داعش"، بدأ يستقطب الفتيات للانضمام إلى صفوفه في المناطق التي يستحوذ عليها في ليبيا؛ حيث قام بإقناع العديد من النساء عن طريق الزواج بأحد قيادات التنظيم للحفاظ عليهن من أي مخاطر تحيط بهم، وبالتالي بدأت بعض الفتيات تقتنع بالفكرة، ليضم التنظيم العديد منهن إلي صفوفه، ويكتشفوا بعد ذلك بأنه مجرد "فخ" يقعن فيه، لإشباع رغبات أعضاء التنظيم؛ حيث قالت إحدى المنضمات للتنظيم إنها نادمة على تورطها في خدمة قضية داعش في ليبيا بعد عملية غسيل المخ لإشباع غرائز عناصر المجموعة، وجاء الاعتراف المزعوم في أحدث فيديو أصدرته قوة الردع الخاصة في طرابلس الأسبوع الماضي.
جهاد النكاح:

ونقلت صحيفة هيرالد ليبيا، عن المرأة، أنها من مدينة طرابلس، وتم تجنيدها على يد أحد الليبيين عبر موقع فيسبوك في مدينة درنة الشرقية، وأقنعها بالسفر من طرابلس إلى سرت، وبعد انضمامها تزوجت من أحد أفراد التنظيم، كما تزوجت نساء ليبيات أخريات من أعضاء في التنظيم ينتمون لجنسيات عربية مختلفة؛ حيث استخدمت وباقي النساء لإرضاء رغبات أفراد داعش، وطلقها زوجها بعد شهر واحد، لتكتشف أنه خدع فتيات أخريات قبلها.
وروت المرأة قصتها قائله: "إن أعضاء تنظيم داعش لم يكونوا على علم بتعاليم الإسلام، ولم يطبقوا الشريعة الإسلامية على أصولها، وعلى الرغم من ذلك فهم ينظرون إلى طرابلس على أنها مدينة للكفار، وجميع القاطنين فيها من الزنادقة".
في ذات السياق، انضمت ثلاث سيدات جزائريات من أقارب بعض الإرهابيين في ولايتي الجزائر والبويرة إلى تنظيم داعش في ليبيا عبر تونس.
ونقل موقع "الوطن ويك اند" الناطق بالفرنسية، عن أجهزة الأمن قولها: "إن هؤلاء السيدات ـ اللاتي تتراوح أعمارهن بين 19 و 27 أعلنَّ أنفسهن محاربات في تنظيم داعش ـ قد تزوجن من الإرهابيين فور وصولهن إلى مدينة سرت، وأعربت الأجهزة عن قلقها من الدعوات السرية التي وجهها الإرهابيون عبر شبكة الإنترنت إلى عائلات إرهابيي داعش لمغادرة الجزائر والتوجه إلى ليبيا".
ويسعى التنظيم الإرهابي إلي استقطاب الفتيات، كنوع من استغلالهن في العمليات الانتحارية التي يقوم بها، وذلك في محاوله منه للحفاظ على قياداته الذكور.
ويعمل التنظيم على ضم المزيد من النساء لمجرد إشباع رغبات أعضائه، كما يستمر داعش بتجنيد القاصرات الغربيات.
ووفق مراقبين فإن وجود العنصر النسائي في داعش أمر لا غنى عنه، وذلك حتى لا تتخلف وعود دولة الخلافة للشباب بالحصول على زوجة، وكلما كانت المرأة صغيرة السن كان ذلك أفضل.
طرق "داعش" في استقطابهن:

ويداعب "داعش" أحلام الفتيات من خلال إيهامهن بالعيش إلى جانب بطل مقاتل وتحقيق استقلاليتهن، إضافة إلى ربح الكثير من الأموال، ليصبح بذلك العنصر النسائي سلاحه الأساسي لـ"غزو العالم".
وأفادت تقارير حديثة، بأن التنظيم يسعى إلى تجنيد المزيد من الفتيات لتوظيفهن في العديد من المهام الإرهابية، موضحة أن 100 فتاة وامرأة تتراوح أعمارهن بين 16 و27 عامًا، انتقلن للعيش من ألمانيا إلى جانب "داعش"، كما انضم للتنظيم منذ بداية العام الماضي 550 امرأة غربية؛ حيث يقمن بالدعاية لـ"داعش"على شبكة الإنترنت.
ووفق صحيفة "واشنطن بوست" فقد أظهرت أبحاث أجريت في جامعة جورج واشنطن حول التطرف، وظهر أن 300 أمريكي غالبيتهم من النساء، يدعمون ويتعاطفون مع تنظيم "داعش" ويعملون لحسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وتوصل البحث إلى أنه على الرغم من أن داعمي "داعش" من الأمريكيين غالبيتهم من الذكور، إلا أن قرابة ثلثي الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تم فحصها، تديرها نساء.
ويهتم التنظيم وفق خبير فرنسي، بالفرنسيات خاصة إلى إظهارهن تطرفًا وراديكالية أكثر من النساء الأوروبيات الأخريات.
ويرى الباحثون أن جذب التنظيم للنساء الغربيات أسهل من نظيراتهن في البلدان العربية؛ حيث إن غالبية النساء الغربيات اللاتي انضممن إلى التنظيم من بريطانيا وهولندا وفرنسا والنمسا.
وكان أكد مرصد الأزهر، في ديسمبر الماضي، أن المحاور الرئيسة التي يعمل عليها تنظيم داعش في مخططه لتجنيد الأطفال التركيز على تجنيد الفتيات القاصرات عن طريق رسائله التي يبثها عبر تويتر وباقي مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تقوم الفتيات بإقناع أو جذب مثيلاتهن عبر الإنترنت عن طريق مداعبة حلم الفتيات في الغرب بالعيش بجانب بطل مقاتل ومشاركته في وطن جديد يكن فيه زوجات وأمهات الأبطال أو عن طريق التخويف من شبح العنوسة أو تحقيق حلم الاستقلالية وإثبات الذات.
وأكد على أن اجتذاب النساء الغربيات أسهل بكثير من النساء في البلدان الإسلامية، وذلك لما يحظين به من عقل متفتح وتعليم جيد واستخدام للتكنولوجيا وحرية السفر والاستقلال عن الأهل، فالفتيات الغربيات يُستهدفن، ليس بسبب رغبتهن في تحقيق حلم الزواج من المجاهدين فحسب، وإنما لأن معظمهن اعتنقن الإسلام حديثا ويردن خدمة الدين والتضحية في سبيله ويسهل إقناعهن بفكرة الجهاد.
مخططات داعش في تجنيد الفتيات:

أضاف تقرير الأزهر أنه تكرر في الآونة الأخيرة اكتشاف عمليات التجنيد النسائية التي يقوم بها داعش لفتيات قاصرات في إسبانيا وأوروبا، والسبب في تجنيد النساء والأطفال هناك كما يقول الخبراء أن الشكوك حول الأطفال والمراهقات أقل بكثير من الشكوك حول الشباب والبالغين.
وكما ترى دولوريس ديلجادو المنسقة النيابية ضد التطرف بالمحكمة الوطنية الإسبانية فإن هناك العديد من الرسائل والصور الفيديوهات توجه بشكل خاص لتجنيد النساء والأطفال عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأوضح مرصد الأزهر أن السبب في نجاح تجنيد داعش للنساء الغربيات أن النسبة الأكبر من ضحايا العنف والاضطهاد من الحكومات الغربية من النساء؛ ما يجعلهن يجدن في السفر إلى داعش الحل السحري لمشكلاتهن والانتقال إلى دار الهجرة وتأسيس دولة الخلافة بدلا من العيش في بلاد الكفر. ومعظم اللاتي يرجعن من سوريا على اتصال بالتنظيم الإرهابي.
ووفق التقرير فإن أوروبا بأكملها تعاني من وصول هذا الوباء إلى أبنائها، فقد تكررت الأنباء حول تجنيد داعش لأفراد من مختلف الدول الأوروبية، فحتى مايو 2015 انضم من الإنجليزيات نحو 20 فتاة حسب البلاغات الرسمية من الأسر في بريطانيا، بينما تشير الأرقام الفعلية إلى أن هناك نحو 40 حالة اختفاء أخرى دون الإبلاغ عنها، وفي ألمانيا تشير التقديرات إلى أن هناك 100 فتاة وامرأة من ألمانيا انتقلن إلى داعش تتراوح أعمارهن بين 16 و27 عامًا.
ويسعى داعش للمزيد من التوغل لتحقيق أغراضه منتهكًا حقوق النساء والأطفال بل وكافة الحقوق الإنسانية، وبحسب توقع "داعش" فإن المسلمات الأوروبيات يكن أكثر وفاء من المسلمات اللاتي نشأن في بلدان عربية.
وبدأ التنظيم الدموي الاعتماد على النساء أيضا في هجماته الإرهابية، مثلما حدث مع "تجفين مالك" 27 عاما الفتاة التي أطلقت الرصاص في سان برناردينو في أمريكا، و"حسنا أيت بلحسن" (26 عاما) والتي شاركت في اعتداءات باريس في نوفمبر الماضي، والتي خلفت 130 قتيلا.
ودأبت التنظيمات الإرهابية عمومًا في العالم منذ سنوات على توظيف العنصر النسائي في مخططاتها، لتنقلب بذلك أنوثتهن سيفًا للإرهاب، ولتلمع أسماء بعضهن في سماء سوداء رسمت حدودها بالدماء.