مجددًا.. الولايات المتحدة تحت قصف "داعش"

السبت 09/يناير/2016 - 04:57 م
طباعة مجددًا.. الولايات
 
لا يكف تنظيم الدولة "داعش" عن محاولاته المستمرة الفاشلة أحيانًا والناجحة أحيانًا أخرى عن استهداف الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود التحالف الدولي ضده، وقد كان اعتقال 55% من أتباع "داعش" في الولايات المتحدة دليلًا قويًّا على استمرار جهود التنظيم؛ من أجل تنفيذ مخططه.
مجددًا.. الولايات
آخر هذه المحاولات ما تم الكشف عنه خلال يومي 8 و9 يناير من تخطيط  3 أشخاص على علاقة بـ"داعش" لشن هجمات، وتمثلت المحاولة الأولى  في إطلاق أحد الارهابيين النار على شرطي في فيلادلفيا محاولًا قتله وهو ما كشف عنه  جيمس كلارك رئيس وحدة مكافحة الإرهاب، قائلًا: "بايع   داعش ويتبع الله؛ لذلك ارتكب فعلته". بالإضافة الى إعلان  وزارة العدل  الأمريكية عن أنها أوقفت مشبوهين: الأول في كاليفورنيا بتهمة الاتصال بتنظيمات إرهابية والسفر إلى سوريا، والآخر في تكساس بتهمة تقديم دعم لتنظيم إرهابي، والمشبوهان يحملان اسم أوس الجياب وعمر الحردان وهما  لاجئان في أمريكا، جاءا من سوريا، ما فتح  الجدل حول استقبال اللاجئين على أراضي الولايات المتحدة؛ حيث قال تيد كروز مرشح جمهوري للرئاسة الأمريكية، إنه لا شك أننا بحاجة لمراجعة اللاجئين الذين دخلوا البلاد.
مجددًا.. الولايات
 محاولات داعش اختراف الولايات المتحدة ليست مقتصرة على تنفيذ عمليات إرهابية فقط داخلها، وإنما تجنيد مقاتلين أمريكيين للقتال في صفوفها أيضًا؛ حيث كشفت دراسة صادرة عن  مركز جامعة جورج واشنطن للتطرف العنيف، عن أن 27% من الأمريكيين الذين تم اعتقالهم كانوا يخططون لشن هجمات بأمريكا، ولم يتم التوصل إلى العوامل المشتركة بين الـ71 أمريكياً  الذين تم توجيه التهم المتعلقة بالإرهاب ضدهم  إلى صورة واحدة لأسباب تأييدهم للتنظيم، وهو ما دفع  شيموس هيوس، نائب مدير مركز جامعة جورج واشنطن للتطرف العنيف، وأحد القائمين على الدراسة للقول: "إن المثير للاهتمام هو الاختلاف فيما بينهم، فهناك الأغنياء والفقراء، الكبار والصغار، المتعلمين وغير المتعلمين، رغم أن غالبيتهم من الشباب، وليس من السهل التحليل، ولكن أعتقد أن معتنقي الإسلام هؤلاء قد لا يعرفون دينهم الجديد ويتوجهون إلى الإنترنت ومن ثم يجدهم مؤيدو داعش، و يقنعوهم أن إسلام داعش هو الإسلام الحقيقي، وقمنا بإجراء مجموعة من اللقاءات مع عائلات لشباب انضموا لداعش، وقالوا: إن خياراتهم كانت محدودة: إما التوجه إلى أجهزة الأمن وضمان سنوات من الاعتقال لأبنائهم، أو عدم القيام بأي شيء، وأعتقد أن هناك خطاً وسطاً يجب أن نجده".
مجددًا.. الولايات
وكشفت الدراسة عن أن هناك حوالي 250 أمريكياً إما سافروا للقتال مع "داعش" أو حاولوا القيام بذلك وفتحت أجهزة الأمن أكثر من 900 تحقيق في قضايا مشابهة في جميع الولايات الخمسين، وأن 68% منهم من الرجال، وأن معدل أعمارهم هو 26 عاماً، رغم أنهم يتراوحون بين سن 25 و47 وأن 27% فقط كانوا يخططون للقيام بأعمال إرهابية داخل الولايات المتحدة بالإضافة إلى أن 40% من المعتقلين هم من معتنقي الإسلام، رغم أن معتنقي الإسلام يشكلون حوالي 20% فقط من المسلمين في الولايات المتحدة، كما صنفت الدراسة ثلاث خانات لحسابات "داعش" على الإنترنت، تمثلت فيما يلي: 
أولًا: الحسابات الرئيسية التي تنشر المعلومات الجديدة التي يصدرها التنظيم، والتي لقبها الباحثون "بالعقد".
 ثانيًا: الحسابات التي تعمل كمكبرات الصوت والتي تعيد نشر المعلومات التي تستقطب الأتباع الجدد، وتتواصل معهم بشكل شخصي.
ثالثًا: الحسابات التي تنبه الأتباع لعناوين الحسابات الجديدة في حال إغلاق السلطات لبعض المواقع.
مجددًا.. الولايات
واعتبر البرتو فيرنانديز، المنسق السابق لمركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية أن الرسالة التي يوجهها التنظيم على "تويتر" تختلف من لغة إلى أخرى، وخطاب داعش في اللغات الغربية أكثر سطحية، مرتبط بالعواطف، والحديث الساذج التافه عن المشاكل الهاوية، أما الخطاب العربي فأغنى بالحديث الديني والأيديولوجي، وأن الحل هو  حث السلطات على الامتناع عن اعتقال جميع الشباب الذين يحاولون الانضمام لـ"داعش" ومحاولةِ إصلاحهم، بالإضافة إلى تنظيم برنامج للعفو أو الحصانة المحدودة للمقاتلين الذين يريدون ترك الإرهاب والذين قد يساعدون في تشكيل رسالة مضادة للتنظيم.
 وتحاول الولايات المتحدة التقليل من قدرة داعش على استهدافها من خلال تأكيد مجلس الأمن القومي الأمريكي على أنه "لا يوجد حالياً تهديد محدد ذو صدقية من تنظيم داعش في الولايات المتحدة"، وهو الأمر الذي أكد عليه الرئيس الأمريكي، قائلًا: "إن تدمير داعش ما زال يتطلب تنسيقاً وتعاوناً بين شريحة واسعة من الشركاء الدوليين، وعلى فريق الأمن القومي مواصلة تكثيف الجهود الجارية لإضعاف وتدمير تنظيم داعش، بما في ذلك العمل مع شركائنا لزيادة التعاون العسكري وتحسين التعاون في مجال الأمن والمخابرات مع شركاء الولايات المتحدة".
مجددًا.. الولايات
مما سبق نستطيع أن نؤكد على أن تنظيم الدولة "داعش" لن يكف عن محاولاته المستمرة لاستهداف الولايات المتحدة الأمريكية في عقر دارها، وأن الولايات المتحدة لن تكف أيضًا عن قتالها ضده وإحباط مخططاته ضد أمنها الداخلي. 

شارك