مواصلة "داعش" عملياته الإرهابية.. هل يُعجل بتدخل الغرب في ليبيا؟

الأحد 10/يناير/2016 - 12:36 م
طباعة مواصلة داعش عملياته
 
يواصل تنظيم "داعش" الإرهابي عملياته الإجرامية في ليبيا، فبعد أن شهدت منطقة الهلال النفطي تفجيرات مروعة الأسبوع الماضي، قام مقاتلو التنظيم بقصف محطة الكهرباء الرئيسية في بنغازي شرقي ليبيا، مساء أمس السبت.
مواصلة داعش عملياته
ويأتي ذلك بالتزامن مع الحراك السياسي الذي تشهده البلاد في تشكيل حكومة وفاق وطني، ومحاولات داعش الإجرامية باستمرار الفوضى في البلاد، وقال قائد عسكري وأحد الموظفين في المنشأة: إن القصف أدى إلى إغلاق إحدى وحدات المحطة واندلاع حريق وقد أخمد في وقت لاحق.
القائد العسكري فضل الحاسي، قال: إن تنظيم "داعش" هو المسئول عن الهجوم، بحسب "رويترز"، ولم يتسن التأكد من هذا من مصدر مستقل لكن الجماعات الإسلامية الأخرى في بنغازي لا تميل لاستهداف البنية التحتية المدنية عادة.
وتولد المحطة التي تزود أجزاء كبيرة من شرق ليبيا بالكهرباء 910 ميجاوات في الوقت الراهن. ويقل الرقم 170 ميجاوات عن الطلب وهو ما يعني حصول المناطق السكنية في بنغازي على الكهرباء لعدد من الساعات فقط يومياً.
وشهدت الخميس الماضي مدينة درنة مقتل عشرات الضباط، في تفجير شاحنة ملغومة في مدينة زليتن غربي ليبيا، وأعلن تنظيم "داعش" مسئوليته عنه.
وقبل أيام هاجم مسلحون من التنظيم مينائي السدر وراس لانوف النفطيين؛ ما أدى إلى اندلاع اشتباكات دامت أياماً وحرائق في سبعة صهاريج لتخزين الخامن؛ حيث قام مسلحو "داعش" بشن هجوم مفاجئ على موانئ النفط الليبية تمكنوا خلاله من السيطرة على السدرة أكبر الموانئ في البلاد.
وفي الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول سيطرة "داعش" على ميناءي السدرة وراس لانوف، أجمعت المصادر عن تواصل الاشتباكات العنيفة بين ما يعرف بحرس المنشآت النفطية والمهاجمين.
ونشرت بعض المواقع الليبية صورًا تظهر إصابة خزانات نفط تابعة لإحدى شركات النفط العاملة بالمنطقة، فيما أعلنت حسابات مقربة من تنظيم "داعش" في ولاية برقة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ما أسمته غزوة "الشيخ أبو المغيرة القحطاني"، وهو نبيل الأنباري الذي قتل في غارة أمريكية استهدفته في مدينة درنة شرق ليبيا منتصف نوفمبر الماضي.
هذا وأعلن تنظيم داعش أنه سيطر بصورة كاملة على بلدة بن جواد الليبية الساحلية، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها التنظيم المتشدد بصورة رسمية تقدمه منذ صدور تقارير إعلامية في ديسمبر 2015 تشير إلى أن "داعش" يعزز وجوده في ليبيا، خاصة في المناطق الغنية بالنفط.
وتزداد الأمور في ليبيا تعقيدًا يومًا عن الآخر؛ حيث يرى مراقبون أن حظ سوريا والعراق استراتيجيًّا أفضل بكثير من ليبيا؛ لأن الأقدار شاءت أن يكونا محاطين بقوى كبرى وفاعلة لن تسمح للتنظيم بالتوسع في محيطه الإقليمي حفاظًا على مصالحها.
ويضغط المجتمع الدولي على مختلف الأطراف الليبية للتفاهم، خصوصا من أجل محاربة التنظيم الإرهابي الذي ‏استغل حالة الفوضى لتعزيز وجوده في ليبيا، وقد غرقت ليبيا في الفوضى بعد سقوط حكم معمر القذافي عام 2011 وتتصارع حكومتان تدعم كل منهما جماعات مسلحة ‏على السلطة.‏
مواصلة داعش عملياته
في هذا الصدد، أشارت صحيفة "تليجراف" البريطانية، في تقرير لها، معلومات تفيد بأن تنظيم داعش في ليبيا يحاول جاهداً السيطرة على أكبر الموانئ النفطية، في إقليم برقة شرق ليبيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيم هاجم ميناء السدرة النفطي الواقع على ساحل المتوسط، بواسطة سيارة مفخخة ومسلحين، تبع ذلك هجوم صاروخي أدى إلى نشوب حريق ضخم واشتعال النيران في أحد الخزانات الضخمة بالمستودع، الذي تقدر طاقته التخزينية بنحو 420 ألف برميل.
ورأت الصحيفة أن رغبة داعش تلك ستسهم في تسريع تطبيق خطة نشر قوات بريطانية، كان قد تم التوافق عليها مع الحكومة الليبية، بغرض تدريب القوات الليبية لمواجهة التنظيم الإرهابي، دون أن تشير الصحيفة الحكومة الليبية التي جرى معها هذا الاتفاق ولا تاريخه، موضحة أنه بموجب هذه الخطة، سيصل نحو 1000 جندي بريطاني كجزء من قوة مشتركة مع إيطاليا قوامها 6000 جندي، للعمل في مجال التدريب وتقديم المشورة للقوات الليبية، لافتة إلى أنه من الممكن أيضاً أن تنضم هذه القوة العسكرية إلى خط المواجهة مع التنظيم المتطرف.
وحول أهداف التنظيم من السيطرة على ميناء السدرة، أضافت الصحيفة أن التنظيم معنيّ بشكل كبير بالسيطرة على هذا المستودع النفطي؛ نظراً لتجربته السابقة في جني ملايين الدولارات عقب سيطرته على حقول نفط سورية.
فيما رفضت بريطانيا التعليق على تقارير أشارت إلى اشتراك القوات البريطانية في المواجهة مع داعش في سرت، الخاضعة لسيطرة التنظيم من عدة أشهر؛ حيث علق مصدر حكومي بريطاني على هذا الأمر، قائلاً: "الأمر يحتاج إلى اتفاق بين الفصائل السياسية في ليبيا أولاً، حتى نتمكن من نشر قواتنا، وقد يستغرق ذلك أشهراً وليس أسابيع"، مبيّناً أن التدريب سيكون هو الأهم بالنسبة لدواعي وجود القوات البريطانية في ليبيا، أكثر من الجانب العملياتي.
في ذات السياق، أبلغت فرنسا والولايات المتحدة، الجزائر بعمليات عسكرية كبيرة ستشنها دول غربية ضد تنظيم "داعش" في ليبيا؛ حيث قالت صحيفة "الخبر" الجزائرية أمس السبت نقلا عن مصادر مطلعة: إن الدول الغربية تحضر في الوقت الراهن لعمليات عسكرية ضد التنظيم، مضيفة أن الولايات المتحدة وفرنسا طلبتا من الجزائر تعاونًا أمنيًّا بهذا الشأن.
مواصلة داعش عملياته
ويشير المصدر إلى أن الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرانسوا هولاند، قررا عقب الهجمات التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر 2015، توجيه ضربات مركزة للتنظيم في ليبيا، لافتة إلى أن أجهزة الاستخبارات الغربية تعمل منذ عدة أشهر على جمع المعلومات عن نشاط "داعش" في ليبيا بهدف التحضير لشن الهجمات.
وتؤكد الصحيفة استنادًا إلى مصدر مطلع أن الأشهر القادمة ستشهد هجومًا جويًّا قويًّا ومركزًا من دول غربية ضد "داعش" في ليبيا، وأفادت بأن مسئولين غربيين أبلغوا الجزائر ودولا قريبة من ليبيا بهذا القرار الذي اتخذ في القمة التي جمعت الرئيسين الأمريكي والفرنسي.
وقال ذات المصدر: "إن الدول الغربية لن تسمح بوجود معسكرات تدريب تابعة لتنظيم "داعش" في مواقع لا يفصلها عن البر الأوروبي سوى البحر، غير أن المصدر لم يكشف عن هوية الدول المشاركة في العمليات".
ويسعى تنظيم "داعش" الإرهابي إلى التوسع والتنامي داخل ليبيا، لوقف أي عملية استقرار تسعي إليها البلاد، كما أن مساعي الغرب في التدخل جعلت التنظيم يقوم بمزيد من العمليات الإرهابية في محاولة منه لاستعراض عضلاته وإرهاب الغرب.

شارك