استمرار تدفق الإرهابيين من تركيا يُجدد التلاسن بين موسكو وأنقرة

الإثنين 11/يناير/2016 - 09:21 م
طباعة استمرار تدفق الإرهابيين
 
لم تكد يهدأ التلاسن بين القيادات الحاكمة في روسيا وتركيا حتى يتجدد مرة أخرى بأشد حدة وبأقصى العبارات قسوة، حيث قال رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، إن المسلحين لا يزالون يتوافدون من الأراضي التركية إلى شمال - شرق محافظة اللاذقية بشكل منتظم، في تغافل تام عن كافة جهود المجتمع الدولي لوقف الإمدادات عن الإرهابيين.
وأكد الفريق سيرغي رودسكوي، اليوم الاثنين، أن نتيجة لنجاح القوات الحكومية السورية يتكبد المسلحون خسائر ويضطرون إلى مغادرة مواقعهم. وتقوم روسيا منذ 30 سبتمبر الماضي 2015، بعملية عسكرية جوية في سوريا تلبية لطلب الرئيس السوري، بشار الأسد، بتقديم الدعم الجوي للجيش السوري على الأرض في حربه ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي هناك.

استمرار تدفق الإرهابيين
جهود روسيا المبذولة لتطهير سورية من الجماعات الإرهابية، سبقتها جهود لم تكن حقيقية قامت بها الولايات المتحدة، في أغسطس من العام الماضي 2015، بشن غارات جوية على مواقع تنظيم "داعش" في العراق وسورية، وحصل التحالف على دعم السلطات العراقية، إلا أن عملياته العسكرية في سوريا، تجري من دون طلب أو تنسيق مع سلطات البلاد ومن دون تفويض من مجلس الأمن الدولي، الأمر الذي يتعارض والقانون الدولي. ولم تسفر تلك العملية عن إضعاف أو تراجع الحركات الإرهابية، بل توسعت تلك الحركات مسيطرة على مساحات أكبر من الأراضي.
كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا إن أنقرة تسعى للهروب من المسؤولية المباشرة عن وفاة العديد من اللاجئين السوريين، وجاءت تصريحاتها تعليقا على خطاب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، 6 يناير الجاري، حين حمل روسيا مسؤولية وفاة اللاجئين، الذين يحاولون عبور البحر المتوسط على قوارب، فقالت زاخاروفا: "حاول داود أوغلو مرة أخرى إلقاء اللوم على بلدنا "بمساعدة النظام السوري" وحاول تحميل روسيا ومجلس الأمن الدولي المسؤولية عن غرق اللاجئين السوريين قرب السواحل التركية".

استمرار تدفق الإرهابيين
وقالت زاخاروفا: "نرى هنا منطقا معكوسا يخلط بين السبب والنتيجة، وهذه الاتهامات السخيفة ليست إلا محاولة من قبل أنقرة للتهرب من المسؤولية عن وفاة هؤلاء السوريين وغيرهم".
على صعيد العمليات الروسية في سورية، أعلن رئيس إدارة العمليات العامة في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، تصفية اثنين من القادة الميدانيين في سوريا، بشار محمد الناطور ومحمد إسماعيل، وقال بيان هيئة الأركان: "حسب المعطيات التي لدينا، تمت، خلال القتال، تصفية القياديين الميدانيين، بشار محمد الناطور ومحمد إسماعيل".
وذكر رودسكوي، أن القوات الحكومية السورية تقدمت باتجاه جنوب الشرق في محافظة حماة لمسافة 12 — 15 كلم، وحررت الجرنية والرملية وجرجيسة، ووصلت إلى نهر العاصي، وفي محافظة حمص حررت وحدات الجيش السوري بلدة مهين، وواصلت تقدمها باتجاه الشرق حتى الوصول إلى بلدة القريتين".
استمرار تدفق الإرهابيين
وقالت تقارير إعلامية إن القوات الحكومية السورية تخوض معارك عنيفة في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، وتحرر منطقة بعد أخرى هناك. وأن التقدم الأكبر يسجل حالياً باتجاه البلالية والنشابية وحوش خرابو، بالإضافة إلى أن القوات السورية في مدينة الشيخ مسكين في محافظة درعا تتقدم بسرعة، وأنها سيطرت على الجزء الأكبر منها.
في السياق، بدأ الجيش السوري، اليوم الاثنين، عملية عسكرية، وصفت بأنها واسعة، بغية إحكام السيطرة على منطقة خان العسل في غرب مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، وأكد مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية (سانا)، مشاركة وحدات من الجيش السوري، في العملية، وأن العملية بدأت من عدة محاور، من أجل تحقيق الهدف العسكري.
وتشهد المعارك تقدماً كبيراً للوحدات العسكرية السورية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، التي عادة ما تترك مواقعها وتفر باتجاه البادية السورية، كما أكدت مصادر عسكرية.


شارك