روسيا و"حزب الله" بين تحالف المصالح ودعم الأسد

الثلاثاء 12/يناير/2016 - 11:44 ص
طباعة روسيا وحزب الله بين
 
 تتمازج العلاقة بين حزب الله وروسيا في سوريا بين الحفاظ على مصالحهما داخل الصراع السوري وبين دعم نظام الرئيس بشار الأسد.. طبيعة هذه العلاقة المتداخلة كشف عنها مسئولان في الحزب يقودان مجموعات تقاتل إلى جانب النظام السوري بالتأكيد على أنهم تلقوا أسلحة ثقيلة من روسيا.
روسيا وحزب الله بين
وأوضح الضابطان اللذان رفضا الإفصاح عن اسميهما الحقيقيين واستخدما اسمين مستعارين خلال حديثهما لموقع "ديلي بيست" الأمريكي أن هناك تحالفاً كاملاً بين نظام بشار الأسد وإيران وروسيا وحزب الله، وأن العلاقة بين حزب الله وروسيا "آخذة في التطور". وإن الحزب تلقى من روسيا صواريخ بعيدة المدى وأخرى موجهة بالليزر وأسلحة مضادة للدروع والدبابات، وإن روسيا حلف استراتيجي لنا؛ لأنها تقدم لنا الأسلحة، وأن الغارات الروسية غيرت قواعد الاشتباك على الأرض، على الرغم من أن القتال حول اللاذقية كان صعباً جداً بالنسبة لنا، لكن عندما بدأ التدخل الروسي أصبح العمل على الأرض أسهل؛ لأنهم يعتمدون على معلومات حزب الله الاستخباراتية في اختيار أهدافهم على الأرض، وأنهم لا يستطيعون إعطاءنا الدعم الجوي بدون أن نقدم لهم المعلومات أن الروس وضعوا جنوداً على الأرض في اللاذقية، لا سيما حول المطار الذي تستخدمه طائرات موسكو.
روسيا وحزب الله بين
وتابع القائدان اللذان سمى أحدهما نفسه "بكر"، ويقود 5 وحدات مقاتلة بسوريا مكونة من 200 عنصر تقاتل في المنطقة من اللاذقية إلى إدلب وفي جبال القلمون والأخر أسير، ويقود وحدة مقاتلة للحزب في سوريا الذي قال: "إن موسكو تعتمد على عناصر الميليشيات لحراسة مستودعات الأسلحة الروسية في سوريا، كما أن الحزب استفاد من العتاد داخل هذه المخازن، وأن عناصره تدرب جيش النظام السوري على استخدام تلك الأسلحة الجديدة كما انها لم تضع قيوداً على استخدام حزب الله تلك الأسلحة حتى لو كانت ضد إسرائيل إذا اقتضت الضرورة؛ لأن الحزب لا يتلقى توجيهات من أحد، وأنه انخرط في مهمة تدريبية للحزب في العراق مع كتائب حزب الله (العراقي) في 2014، ومع المتمردين الحوثيين باليمن في 2015، وأن للحزب أيضًا برامج تدريب لقوات النخبة بالنظام السوري والحوثيين، وميليشيات شيعية عراقية".
روسيا وحزب الله بين
 ما كشفه الضابطين يؤكد على أن نظرة "حزب الله" إلى روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي التي اتسمت بالعداء المطلق باعتبار الشيوعية بنظرهم لم تكن مجرد خطر عابر، بل مصادمة مع الدين والعقيدة، وعليه تم تشبيهها بالسموم التي تفسد الدين، بل وانتقل الأمر إلى لبنان على شكل صراع مفتوح، بين "حزب الله" والشيوعيين اللبنانيين لأسباب دينية وسياسية وعسكرية، خصوصاً أن عدداً كبيراً منهم كان ينتمي للطائفة الشيعية، وبما أن "حزب الله" كان يسعى لإحكام قبضته على الطائفة واحتكار المواجهة مع إسرائيل، رأى أن العدو الأول هو "الفكر الضال"، وعليه مارس كل أنواع الاضطهاد والتهجير، وصولاً إلى الاغتيال، ولكن التطورات الجيوبوليتيكية والاستراتيجية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وتطوير علاقة متوازنة بين إيران وروسيا الاتحادية كوريث شرعي وقانوني للاتحاد على الصعيد الدولي والتعاون بين البلدين لحل أزمات بلدان كثيرة كالبوسنة والهرسك وأرمينيا- أذربيجان وغيرها، فرضت على "حزب الله مراجعة نظرته وموقفه الأيديولوجي من روسيا وإلغاء "الشيطنة"، وفتح صفحة جديدة تميزت بالتهدئة والابتعاد عن المواقف السلبية  ليتوج الموضوع بالمصلحة السياسية لكلا الطرفين حول سوريا تحديدا بعد تدخلهما بشكل مباشر في الصراع السوري؛ حيث أعلن حزب الله في 29 أبريل 2013م أن أمينه العام السيد حسن نصر الله التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، واستعرض معه تطورات الأوضاع السياسية في المنطقة، خاصة في لبنان وسوريا، وهو الأمر الذي دفع روسيا إلى التأكيد على أن موسكو توثق العلاقة مع الحزب ولا يمكن اعتباره إرهابياً" وهو الأمر الذي يعد امتدادًا للنظرة الروسية لحزب الله في عهد بوتين وميدفيديف ما بين عامي 2000 إلى 2010م. 
روسيا وحزب الله بين
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن العلاقات بين حزب الله وروسيا تتجه للتوثق باعتبار أن مصالحهما المشتركة تهدف إلى حفظ التوازن في منطقة الشرق الأوسط لصالحهما ومن خلفهما إيران، باعتبار الحزب امتدادًا للجمهورية الإسلامية الداعم الأكبر للنظام السوري المستفيد الأول من هذا التقارب، ولكن على الجانب الآخر تجارب العلاقة مع موسكو وحزب الله مليئة بالمفاجآت؛ لأن المصلحة كما تقارب بين الأطراف من الممكن أن تباعد بينهم بسهولة. 

شارك