بأربع منظمات إرهابية.. "الفلبين" وجهة "داعش" القادمة

الثلاثاء 12/يناير/2016 - 12:27 م
طباعة بأربع منظمات إرهابية..
 
يبدو أن التنظيم الإرهابي "داعش"، بات يبحث عن معقل جديد بعيدًًا عن الأماكن التي استُهدف فيها، في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث توجه التنظيم الدموي إلى قارة آسيا ليزيد من نفوذه في العالم، وأعلنت أربع منظمات متطرفة في الفلبين إقامة ولاية تابعة لتنظيم "داعش" في جزيرة مينداناو جنوبي البلاد.
بأربع منظمات إرهابية..
وذكرت تقارير صحفية بأن مقاتلين تابعين لـ4 منظمات إرهابية فلبينية اتحدوا وأعلنوا ولاءهم لتنظيم داعش، وسيتزعم هذه الولاية "إسنلون حابيلون" أحد قادة جماعة أبو سياف الإرهابية، حسبما قالت وكالة تاس.
للمزيد عن جماعة أبو سياف اضغط هنا
ويرى خبراء أن ما يحدث الآن في الفلبين يدل على تغيير داعش استراتيجيته، مشيرين إلى أنّ الصراع الصعب والطويل الأمد في العراق وسوريا يجبره على البحث عن أراض بديلة للقيام بنشاطه الإرهابي.
 كما يشدد الخبراء على أن إنشاء ولاية في الفلبين خاضعة لداعش يشكل خطرًا جسيمًا على بلدان أخرى في جنوب شرق آسيا وأستراليا التي- كما يفترضون- يمكنها التعرض في المستقبل القريب لهجمات إرهابية يكون مصدرها الولاية الجديدة للتنظيم المتطرف في الفلبين.
ويسعى داعش باستماتة إلى فرض السيطرة على العديد من دول العالم، في ظل تناميه بالمنطقة العربية، في العراق وبلاد الشام، وليبيا وبعض الدول الأوروبية.
وقد حذرت التقارير من توسع تنظيم داعش إلكترونياًًّ، لا سيما بعد إصداره مجلة متخصصة في الحرب الإلكترونية، كما حذر من تمدد التنظيم في دولة الفلبين، بالإضافة إلى تجنيده الكثيرين من العناصر من دول جنوب شرق آسيا، ووفق التقرير فإن تمدد داعش في الفلبين يعكس قدراته في استغلال نفوذه وتوسعه في دول العالم.
وكانت كشفت أجهزة الأمن المصرية عن عدة خلايا تابعة لتنظيم داعش، داخل البلاد، تضم عددًا من الشباب الذين تم تجنيدهم وربطهم فكريًّا بالتنظيم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة "الإنترنت".
وتوصلت أجهزة الأمن إلى هذه الخلايا عقب التحريات في أعقاب قيام شابين بالهجوم على إحدى المنشآت السياحية بمدينة الغردقة الساحلية على البحر الأحمر جنوب العاصمة المصرية.
وأسفر الهجوم عن إصابة ثلاثة من السياح بطعنات وجروح جراء قيام المهاجمين بالاعتداء عليهم بأسلحة بيضاء كانا يحملانها؛ ما دفع الشرطة إلى المبادرة بإطلاق النار على المهاجمين فَأَرْدَت أحدهما قتيلًا، وأصابت الآخر بطلق ناري في القدم.
وقالت مصادر أمنية: إن جهودًا تبذل حاليًا لتعقب عدد من الأشخاص تكشف من تتبع الاتصالات الهاتفية للمهاجمين، ومن خلال الاعترافات التي أدلى بها المهاجم المصاب.
بأربع منظمات إرهابية..
ونفذت داعش العديد من العمليات الإرهابية الإلكترونية أبرزها الهجوم على شبكة "تي في 5 موند" الفرنسية مؤخرًا على أيدي أفراد يقولون إنهم ينتمون إلى تنظيم داعش، وهو ما أدى لتوقف جميع قنواتها التلفزيونية عن البث، وفقدانها السيطرة على مواقعها الإلكترونية لساعات، وقد نشر التنظيم عدة رسائل تهديد وتحذير من مشاركة فرنسا في الهجوم على التنظيم. وفي شهر نوفمبر قامت مجموعة تابعة للتنظيم تطلق على نفسها "الخلافة الإلكترونية"، بقرصنة حساب مجلة "نيوز ويك" على "تويتر"، لتنشر صوراً لمقنّع كتب فوقها "أنا داعش" أو "JE SUIS ISIS" مع عبارة "CYBERCALIPHATE". 
وفي أغسطس 2015، قامت مجموعة تطلق على نفسها اسم "قسم القرصنة بالدولة الإسلامية" بنشر معلومات قالوا إنها لعناصر في الجيش الأمريكي ومدنيين يتعاملون مع الأجهزة العسكرية؛ وهو ما أثار الرعب في الأوساط الحكومية الأمريكية. 
ويرى متابعون أن التنظيمات الإرهابية تستفيد بشكل واضح من التقدم التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، وأن تنظيم داعش يدير نحو 14 ألف صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومئات المواقع الإلكترونية، ويعمل فيها شباب تقدر أعدادهم بالآلاف أيضاً. 
يشار إلى أن إقدام تنظيم داعش على التجنيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يعد تكرارًا لذات النهج الذي اتخذه تنظيم القاعدة قبل أكثر من عشر سنوات، إذ كان يتم تجنيد العناصر عبر شبكة الإنترنت، قبيل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال المواقع الإلكترونية التي كانت مرتبطة بالتنظيم آنذاك.
رأتْ الصحيفة الفرنسية "لوبرزيان" في وقت سابق، أن تنظيم "داعش" يتجه في توسعاته نحو عدة دول وذلك بعد انحسار مناطق النفوذ الخاصة به في كل من العراق وسوريا.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها: إن نفوذ داعش انحسر في مناطق عديدة في سوريا والعراق، تحت تأثير ضربات التحالف الدولي في الأشهر الأخيرة؛ حيث خسر التنظيم ما يقارب 14 في المئة من المجال الذي كان يسيطر عليه في سنة 2014.
بأربع منظمات إرهابية..
وأضافت أن تراجع تنظيم الدولة في مناطق الشمال السوري؛ رافقه في المقابل توسع تدريجي في الجنوب الشرقي على الحدود السورية اللبنانية، وهو ما يطرح تساؤلات حول إمكانية اعتبار هذا التراجع مجرد تغيير استراتيجي.
واعتبرت الصحيفة أنه يمكن القول بأن انحسار نفوذ تنظيم الدولة في الشمال السوري ليس إلا رد فعل طبيعي للتنظيم، الذي أصبح يبحث عن متنفس من الضربات الجوية المكثفة، ولكن مناطق نفوذه على الحدود السورية التركية لن تكون الخيار الأفضل بالنسبة له.
وذكرت الصحيفة أن تنظيم الدولة خسر أكثر من 12 ألف كيلومتر مربع من مناطق نفوذه، لينحسر مجاله الحيوي من 90 إلى 78 ألف كيلومتر مربع، مقسمة بين مناطق مختلفة في سوريا والعراق.
ويؤكد المتابعون للوضع السوري أن تنظيم الدولة لا يسعى من خلال التوسع في الجنوب الشرقي لسوريا إلى البحث عن مصادر تموين بديلة، بقدر ما يسعى إلى زعزعة الوضع السياسي في لبنان، من خلال إحراج حزب الله لإجباره على وقف عملياته في سوريا.
وذكرت تقارير أن عدد المقاتلين في صفوف داعش تضاعف خلال سنة 2015، حيث تشير التقارير إلى أن التنظيم يضم في صفوفه قرابة 31 ألف مقاتل من جنسيات مختلفة، وبالتالي لا يمكن اعتبار الضربات الجوية حاسمة ضد تنظيم الدولة في سوريا العراق، وربما تكون هذه الضربات قد ساهمت في دفع التنظيم لتغيير استراتيجيته في المنطقة، إلا أنها لم تؤثر- على حد تعبير كريم بيطار- على معنويات عناصر التنظيم وقياداته.
يأتي ذلك في ظل المواجهات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي عجز طوال المرحلة الماضية عن التصدي له.

شارك