خسائر فادحة للحوثيين.. والأمم المتحدة تؤجل المفاوضات

الثلاثاء 12/يناير/2016 - 05:18 م
طباعة خسائر فادحة للحوثيين..
 
اقتربت القوات الوطنية في اليمن من العاصمة اليمنية صنعاء، وسط تقدمها في عدة جبهات بدعم من غارات التحالف العربي، فيما أرجأت الأمم المتحدة جولة الحوار بين الفرقاء في اليمن التي كانت مقررة في 14 يناير الجاري.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى الصعيد الميداني، هزت انفجارات ضخمة منطقة مكيراس بمحافظة البيضاء على حدود محافظة أبين عقب غارات جوية لمقاتلات التحالف العربي اليوم الثلاثاء.
 وأفادت مصادر خاصة لـ "المشهد اليمني" أن مقاتلات التحالف استهدفت مخازن أسلحة للحوثيين وقوات صالح بعقبة مكيراس بالبيضاء؛ ما أدى إلى حدوث انفجارات ضخمة هزت أرجاء المنطقة وتصاعد كثيف لأعمدة الدخان جراء الغارات المركزة.
أكدت مصادر ميدانية يمنية مقتل 63 عنصرًا من مسلحي ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح وجرح عشرات آخرين منهم في مواجهات عنيفة شهدتها عدة محافظات.
وفي هذا السياق أكدت المصادر مصرع 20 حوثيًّا في معارك خاضتها ضدهم المقاومة الشعبية بمحافظة الجوف على عدة جبهات.
ووفقًا للمصادر فإن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مسنودين بقوات من التحالف باتوا يسيطرون على موقع عروم بن رغوة في الجبهة الغربية الجنوبية ويتقدمون في وادي هراب أسفل جبل العقبة.
وفي محافظة إب بوسط اليمن استهدفت المقاومة الشعبية تعزيزات لميليشيات الحوثي والمخلوع في نقيل الخشبة؛ ما أسفر عن إحراق طقمين بشكل كامل ومصرع 17 وإصابة 25 آخرين من عناصر الميليشيا.
وفي محافظة تعز جنوب غرب البلاد لقي 4 من عناصر الميليشيات مصرعهم، فيما جرح 3 آخرين في كمين نصبه رجال المقاومة الشعبية في مديرية مقبنة.
وبحسب المصادر فقد هاجم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تعزيزات لميليشيا الحوثي وصالح في الطريق العام بالمدينة؛ ما أسفر عن سقوط 5 قتلى من عناصر الميليشيات وتدمير عربة.
وفي محافظة ذمار إلى الجنوب من صنعاء قامت المقاومة الشعبية في إقليم آزال بنصب كمين لتعزيزات ميليشيات الحوثي والمخلوع في منطقة بيت راشد على الطريق العام في مدينة معبر نتج عنه مصرع 6 من عناصر الميليشيات.
وفي محافظة البيضاء بوسط اليمن أكدت مصادر ميدانية مقتل خمسة وجرح آخرين من عناصر الميليشيات خلال معارك عنيفة مع المقاومة الشعبية التي تمكنت من السيطرة على جبل العرقوب في منطقة العقلة بمديرية الصومعة.
كما تمكن رجال المقاومة الشعبية في منطقة طياب بمديرية ذي ناعم من السيطرة على مواقع جديدة كانت تخضع لسيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع وذلك بعد مواجهات بالأسلحة الثقيلة سقط فيها 6 قتلى من عناصر الميليشيات، فيما جرح عشرات آخرون منهم.
وقام مجهولون باغتيال ضابط أمن بمطار عدن، العقيد أمين شايف، أمام منزله بحي المنصورة. وكان العقيد مسئولاً عن التحريات في مطار عدن.
وعقد محافظ عدن، العميد عيدروس الزبيدي، ومدير أمن عدن، العميد شلال شائع، موتمراً صحفياً حول الأوضاع الأمنية في المدينة واستعرضوا خططاً أمنية جديدة للحفاظ على المحافظة من الهجمات الإرهابية.
وقام مسلحون مجهولون، في وقت سابق، باغتيال العقيد علي صالح الناخبي مسئول جهاز المخابرات في مطار عدن، وذلك أثناء مروره بسيارته في حي المنصورة وسط عدن. وأكد شهود عيان أن المسلحين كانوا يستقلون دراجة نارية وتمكنوا من الهرب.
كما تفقد الرئيس اليمني، اليوم الثلاثاء قوات الجيش الوطني بقاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج جنوبي اليمن، وحضر الرئيس هادي حفل تخرج دفعة جديدة من قوات الجيش الوطني التي أخذت دورات عسكرية مكثفة على يد القوات الإماراتية والسودانية المتواجدة بالقاعدة. وفي الحفل الذي حضره قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء "أحمد سيف اليافعي" وقائد القوات الإمارتية والبحرينية والسودانية ووحدات عسكرية أخرى تخرجت قبل أيام ضمن خطة عسكرية تقودها قوات التحالف لإعادة تأهيل قوات الجيش الوطني بغرض إعادة الشرعية الكاملة إلى اليمن برئاسة الرئيس عبدربه منصورهادي. 

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، قال قيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح- جماعة الإخوان المسلمين باليمن- بمحافظة حجة (شمال غرب اليمن) اليوم الثلاثاء، إنه يرفض قرار تعيينه من قبل ما يُسمى اللجنة الثورية للحوثيين في منصب وكيل مساعد للمحافظة. وأضاف ناجي الخزاعي في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بأن أي اتفاق للمكونات السياسية سقط منذ اللحظة الأولى للانقلاب؛ لأنه فقد شرعية التوافق وما بني عليه. ونوه الخزاعي أن ترشيحه كان ضمن عدد من قيادات حجة، ورُفع ذلك سابقاً إلى الرئاسة للموافقة عليه، إلا أن ذلك لم يتم، وصدوره اليوم وفي هذا التوقيت ليس له أي جدوي لما يحمله من أهداف أخرى لن نقبل بها. وهذه هي المرة الأولى التي ينتهج الحوثيون فيها نهجاً مغايراً ويتم تعيين أحد قيادات حزب الإصلاح في منصب وظيفي، فالحوثيون وصالح درجوا على نعت الإصلاحيين بـ«الخونة والدواعش والعمالة لأمريكا واسرائيل». 
كما نعت جماعة الحوثي أحد قياداتها ويدعی عبد الخالق المداني والذي توفي في ظروف غامضة وتتواجد جثته الآن في المستشفی الجمهوري بصنعاء. وأكدت مصادر مطلعة أن المداني كان في مهمة إقناع قبائل الزرانيق التهامية بإرسال عدد من أبنائها للقتال في تعز وحماية العاصمة صنعاء على حد قول المصدر. وفور عودته إلى صنعاء وبعد يوم واحد أعلن عن وفاته في ظروف غامضة. ولم يعرف بعد حتى اللحظة سبب الوفاة فيما إذا كانت طبيعية أو تعرض للاغتيال وعرف عن المداني وسطيته واعتداله في كثير من المواقف.
فيما قال محافظ عدن جنوبي اليمن أن حظر التجوال في المدينة سيستمر شهرًا كاملًا، داعيًا المواطنين للالتزام بالحظر من أجل فرض الأمن. وأضاف المحافظ، العميد عيدروس الزبيدي، في مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء أن "الرئيس السابق علي عبد الله صالح" والحوثيين يعملون عبر خلايا نائمة لزعزعة الأمن، وذلك لمنع عودة الحياة إلى طبيعتها في المحافظات المحررة، وفي مقدمتها عدن".   وأشار الزبيدي إلى "اتخاذ مجموعة من الإجراءات الأمنية الحازمة منذ بداية العام الجاري، أمام كل من تسول له نفسه العبث بالأمن والاستقرار".  وعن المنشآت الحكومية التي كانت تحت سيطرة المسلحين، قال الزبيدي: "تسلمنا في هذا الشهر أهم المرافق الخدمية وهي ميناء عدن بفروعه الثلاثة (الدكة وميناء الزيت وكالتكس)، وتم تسليم المطار، كما بدأت مرافق عديدة تستعيد عافيتها". 

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي في إفادة صحفية في جنيف اليوم الثلاثاء: "إن محادثات السلام بشأن اليمن التي كانت مقررة في 14 يناير، لن تجري في هذا الموعد، وقد تتأجل أسبوعاً أو أكثر".
وتابع: "الموعد كان محدداً يوم 14 لكني أعتقد أن هذا لم يعد مطروحاً، أعتقد أن يوم 14 لم يعد واقعياً الآن، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن يفكر في موعد بعد 20 يناير".
فيما أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الموقف التاريخي لدولة الإمارات تجاه دعم اليمن وشعبه والتزامها الداعم للشرعية بما يكفل عودة الأمن والاستقرار لليمن الشقيق وصون سيادته ووحدته، مشدداً في الوقت نفسه على متانة العلاقات بين الشعبين الشقيقين. 
جاء ذلك خلال لقاء الشيخ عبدالله بن زايد، نائب رئيس الوزراء وزير خارجية اليمن عبدالملك عبدالجليل المخلافي على هامش الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية العرب في القاهرة، والذي تم خلاله استعراض الأحداث والتطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وآخر المستجدات والأوضاع الإنسانية وتداعياتها على المتأثرين جراء أعمال العنف التي تنفذها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ضد المدنيين، كما تم تبادل وجهات النظر حول آخر المستجدات والتطورات الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي.
وأطلع وزير الخارجية اليمني، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اللقاء، على تطورات الأوضاع على صعيد المفاوضات السياسية والتصعيد الجاري من قبل الميليشيا الانقلابية واستمرار حصارهم ومنع وصول المساعدات الإغاثية والغذائية والدوائية للمدنيين في محافظة تعز.

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعلى الصعيد الإنساني، يتمسك سكان تعز بالحياة على ظهور الجمال وعبر الطرق الوعرة في الجبال، أسطوانات الأكسجين التي تحتاجها المستشفيات في طريقها الصعب والطويل إلى المدينة علها تنقذ حياة وتمنح بسمة في زمن عزت فيه الفرحة على سكان تعز.
المدينة التي تعاني من حصار خانق فرضته الميليشيات عليها مانعة وصول المواد الإغاثية والإنسانية إليها ليبحث أبناؤها ونساؤها عن حلول وطرق بديلة رافعين شعار لا يأس مع الحياة.
ومن المعروف أن الطرق هي شريان الحياة، لكنها في تعز وبوجود عناصر الميليشيات أصبحت مصدرًا للموت، فتحولت هذه الممرات الوعرة إلى شريان يمد تعز وسكانها بالمواد الأساسية في محاولة منهم للبقاء على قيد الحياة، آملين ألا تطال منازلهم قذائف المتمردين وصواريخهم التي جعلت من الموت الشيء الوحيد المتوفر في تعز.

المشهد اليمني

المشهد اليمني
 مع مساعي الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام في اليمن، يبدو الخيار العسكري رئيسياً لكل الأطراف في اليمن لفرض مشروعها، ففيما تقول الشرعية إنها ستواصل تحرير مناطق اليمن من الانقلاب، وإن معركة صنعاء تنتظر ساعة الصفر بعد سيطرة قواتها على أطرافها الشرقية ودعمها بقوات إضافية، تحاول ميليشيات الحوثيين وصالح في المقابل تعزيز تواجدها العسكري في تعز، ونقل المعركة بشكل كبير إلى الحدود مع السعودية.

شارك