على الرغم من أن التحرشات الإيرانية تجاه الولايات المتحدة  دائما ما تمر بدون خسائر تذكر  لكن طهران تحاول دائما تحقيق أي مكاسب ولو على سبيل الشو الإعلامي من هذه الأعمال وهو ما قمت به ايران مؤخرا  عند احتجازها زورقين أميركيين كانا يبحران بين الكويت والبحرين وعلى متنهما 10 بحارة أميركيين مسلحون في الساعة 16:30 قرب جزيرة فارسي، و احتجزتهما وحدات حربية تابعة للقوات البحرية في الحرس الثوري، واقتادتهما إلى الجزيرة ".

الواقعة أكد عليها جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض قائلا "  10 بحارة على متن زورقين تابعين للبحرية الأمريكية احتجزتهم إيران في الخليج، وإن طهران أبلغت الولايات المتحدة أن أفراد الطاقم سيعودون على الفور وتلقينا تأكيدات من الإيرانيين أن البحارة بخير وأنه سيسمح لهم بمواصلة الرحلة على الفور  وإن الإدارة الأميركية تعمل على حل الموقف، وكلها أمل في ذلك "  وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، إن إيران احتجزت زورقين أميركيين كانا يبحران بين الكويت والبحرين وعلى متنهما 10 بحارة أميركيين وأن خططا وضعت لإيران لإعادة أفراد طاقم الزورقين لسفينة تابعة للبحرية الأميركية في المياه الدولية  وأن القيام بعملية تسلم البحارة أثناء النهار أكثر أمناً.

 أيران حاولت الاستفادة من الواقعة على الأقل إعلاميا بمطالبة   واشنطن بالاعتذار عن انتهاك مياهها الإقليمية حيث قال الأميرال علي فدوي قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني إن حاملة طائرات أميركية تصرفت بشكل "مستفز وغير مهني" لمدة 40 دقيقة بالقيام بمناورات في الخليج بعد أن احتجزت إيران البحارة الأميركيين  وأن قيام  وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بأجراء  اتصالا هاتفيا بنظيره الإيراني و إن  ظريف اتخذ موقفاً حازماً لأن البحارة انتهكوا مياه إيران الإقليمية وطلب من الولايات المتحدة تقديم اعتذار" ليكمل الحرس الثوري الإيراني الاستعراض بالتأكيد على لسان متحدثه الرسمى رمضان شريف،  على أن إن "ما يقوله الآخرون بشأن الإفراج السريع عن البحارة هو توقعاتهم ولا أؤكد ذلك ولا أنفيه".

 وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تعاملت مع الأمر على انه مجرد محاولة ايرانية لتحقيق مكاسب إعلامية فأعلنت  أن "الزورقين الأميركيين كانا يبحران باتجاه البحرين قبل فقدانهما وأن الولايات المتحدة فقدت الاتصال بزورقين حربيين صغيرين كانا في رحلة بين الكويت والبحرين  أن واشنطن تلقّت من طهران ضمانات بأنها ستسمح لهما سريعاً بإكمال طريقهما. وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية: "اتصلنا بالسلطات الإيرانية التي أكدت لنا أن عناصرنا بخير وعلى ما يرام. لقد حصلنا على ضمانات بأنه سيتم السماح سريعاً لبحارتنا بإكمال رحلتهم و إن وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، أكد لنظيره الأميركي جون كيري أنه سيتم السماح للبحارة الأميركيين الذين احتجزتهم إيران بمواصلة رحلتهم فوراً و أن البحارة يتلقون معاملة جيدة، وأنه لم تلحق بهم أي إصابات.

هذه المحاولة الاستعراضية الايرانية تأتي  بعد نحو أسبوعين من اتهام واشنطن لطهران بإطلاق صواريخ قرب حاملة طائرات أمريكية بالخليج،  وردت عليها البحرية الأمريكية ببث  شريط يؤكد الواقعة و يظهر سفينة تابعة للحرس الثوري الإيراني تطلق صواريخ غير موجهة في 26 ديسمبر 2016م  قرب سفن حربية غربية إحداها حاملة طائرات أمريكية في مضيق هرمز وأظهر الشريط  الذى تبلغ مدته 30 ثانية صورته مروحية أمريكية من طراز سي هوك عملية إطلاق الصواريخ قرب حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس. ترومان وقالت البحرية الأمريكية، ، إن صور الرادار التي ألتُقطت بالأشعة تحت الحمراء أظهرت "سفن هجوم سريعة" تطلق عدة صواريخ "من مسافة قريبة" على ترومان والمدمرة بلكيلي المزودة بصواريخ موجهة والفرقاطة بروفنس التابعة للبحرية الفرنسية وسفن تجارية في ذلك الممر المائي المزدحم و أن الصواريخ أُطلقت " داخل ممر لحركة الملاحة البحرية معترف به دوليا" أثناء عبور ترومان والسفن الأخرى مضيق هرمز إلى الخليج.

 لترد القيادة المركزية الأمريكية  على هذه الواقعة باعتبارها "استفزازية وغير آمنة ولا تمتاز بالاحتراف بشكل كبير و إنها تشكك في التزام إيران بأمن ممر مائي مهم للتجارة العالمية لانها لم تعط إخطارا مبكرا بنيتها إطلاق صواريخ إلا قبل 23 دقيقة من قيامها بعملية الإطلاق و أن ترومان والسفينتين الحربيتين الأخريين جزء من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم الغارات الجوية ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا لترد ايران هذا الاتهام  كاذب وبمثابة حرب نفسية".