الأطفال الإيزيديون.. ورقة "داعش" القادمة في المواجهة

الأربعاء 13/يناير/2016 - 03:10 م
طباعة الأطفال الإيزيديون..
 
في خطوة معتادة من التنظيم الإرهابي "داعش"، والذي يقوم باستقطاب أكبر قدر ممكن من العناصر الشبابية للانضمام بين صفوفه، أكد مصدر عراقي أن تنظيم "داعش" يدرب منذ أشهر الأطفال الإيزيديين المختطفين لديه على استعمال الأسلحة وتنفيذ العمليات الانتحارية.
الأطفال الإيزيديون..
يأتي ذلك في الوقت الذي يدرب "داعش" الفتيات اللاتي ينضممن إليه كذلك على استخدام السلاح، معتبرًا أن السيدات ستكون ورقة رابحة في مواجهة الخصم؛ وذلك كون النساء لديهم قدرة على استعطاف الطرف الآخر.
وصرح مدير مكتب المخطوفين الإيزيديين في محافظة دهوك حسين كورو هناك حوالي 800 طفل إيزيدي تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 18 عامًا يتم تدريبهم في 3 معسكرات لتنظيم داعش في مناطق البعاج والموصل والرقة السورية على كيفية قطع رءوس البشر والأعمال الانتحارية والقتال.
وبحسب كورو، يبدأ المدربون بغسل أدمغة الأطفال الإيزيديين أول الأمر ومن ثم تعليمهم اللغة العربية وتلاوة القرآن وحفظه.
وأوضح أنه تم الحصول على هذه المعلومات من الأطفال الذين تم تحريرهم عندما كانوا يأتون في زيارات إلى أمهاتهم المخطوفات لدى التنظيم، وتم الاتصال بنا من قبل أمهاتهم، وقمنا بتحريرهم عن طريق بعض العشائر العربية أو إعطاء الفدية لوسطاء بعد عودة هؤلاء الأطفال، وبعد التحقيق معهم حصلنا على هذه المعلومات الخطيرة، وذكر المصدر أنه تم تحرير 1148 طفلة وطفلا حتى الآن بطرق مختلفة من قبضة التنظيم الإرهابي.
وتشير تقارير إلى أن تنظيم داعش يسعى لإقحام الطفولة في المعارك التي يخوضها على الأراضي السورية والعراقية.
وتلجأ "داعش" إلى التودد للأطفال الذي يدرسون في مدارسها في مدينتي البوكمال والميادين من خلال إغرائهم بالمال وحمل السلاح وتعليمهم قيادة السيارات، لتعمل بعد ذلك على إقناعهم بالانتساب إلى معسكراتها.
أما من نجحت في استمالتهم من الأطفال، فتجندهم "داعش" للعمل كمخبرين يجمعون لها المعلومات، ويحرسون المقار، كما تعمد إلى استقبال الأطفال ممن يعانون من تشوهات خلقية.
يذكر أن "داعش" أرسلت في يناير 2015 وقبل سيطرة المقاتلين الأكراد على عين العرب بيوم واحد كتيبة مؤلفة من 140 طفلاً دون سن الـ 18، ومن المنضمين حديثاً إلى معسكرات التدريب التابعة لها، بحسب المرصد.
وفي يوليو الماضي فجر 3 أطفال أنفسهم بعربات مفخخة خلال، اثنان منهم فجرًا نفسيهما في الـ6 من يوليو الجاري، في محيط جبل عبد العزيز في ريف الحسكة الغربي والآخر في محيط منطقة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي.
وفجّر الطفل الثالث نفسه في الريف الجنوبي لمدينة عين العرب "كوباني"، مستهدفين مواقع وتمركزات لوحدات حماية الشعب الكردي في المناطق آنفة الذكر، كما قتل ما لا يقل عن 10 أطفال من عناصر "أشبال الخلافة" في تنظيم "داعش" خلال القصف من قبل طائرات التحالف الدولي والاشتباكات التي دارت في نهاية العام الماضي مع الوحدات الكردية في محيط جبل عبد العزيز ومنطقة عين عيسى ومحيط بلدة صرين.
الأطفال الإيزيديون..
وكان نشر "داعش"، لقطات مروعة لطفل صغير يعدم مجموعة من السجناء على ضفاف نهر دجلة، في واحدة من أكبر المجازر التي ارتكبها تنظيم "داعش" المتطرف والمعروفة باسم مجزرة "سبايكر".
وظهر التسجيل المصور والطفل يطلق النيران على اثنين من الرجال السجناء في الرأس، بعد أن سحب مقاتلو "داعش" السجناء أمامه لقتلهم، وقبض الطفل المسدس بكلتا يديه متجاهلًا نداءات الأسرى بالرحمة، وضغط الطفل على الزناد ليقتل الرجال ويقعون في ماء النهر الذي أصبح يتدفق بلون الدم الأحمر، وتعد صور الطفل ضمن مقطع فيديو مدته 22 دقيقة تم نشره بواسطة عناصر "داعش".
وراح ضحية مجزرة "سبايكر" ما يقرب من 1700 قتيل، وتعتبر واحدة من أسوأ المعارك التي وقعت في العراق خلال العقد الماضي، ويظهر الفيديو مجموعات من الرجال يتم إلقاؤهم من شاحنة كبيرة في مقابر ضحلة، يتوسلون من أجل حياتهم، ثم يمطرون بوابل من الرصاص، فيما يتم إعدام بعضهم على نحو فردي.
ويتوقع مراقبون أن التنظيم الدموي، قام بإقحام الأطفال في القتال، في أعقاب التضييق الذي قامت به السلطات التركية على الحدود مع سوريا، في العام الماضي، ومنع تسلل المقاتلين غير السوريين، عبر الحدود إلى مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في سوريا.
وكان التنظيم الإرهابي دفع بعشرات الأطفال في منتصف العام الماضي، تحت شعار "أشبال الخلافة" للقتال في مدينة عين العرب "كوباني" وقتل منهم 6 عناصر في حينها، وكانوا قد خضعوا لدورات تدريبية مع أطفال آخرين في معسكرات التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي.
الأطفال الإيزيديون..
وقام التنظيم بتلويث أيدي الأطفال من عناصر "أشبال الخلافة" في تنفيذ عمليات الإعدام بحق ضحاياه، في مناطق سيطرته داخل الأراضي السورية، وكانت أول عملية إعدام معلنة يقوم بها أطفال، وذلك بإعدام طفلين من "الأشبال" لعنصرين من التنظيم "اعترفا" بأنهما "عملاء للمخابرات الروسية"، وفي نهاية مارس 2015، شارك 9 أطفال من "أشبال الخلافة" في عملية إعدام نفذها عناصر تنظيم "داعش" في مناطق سيطرته في محافظة حماة، دون سن الـ 18؛ حيث حمل العناصر الأطفال حينها بنادق آلية، واقتادوا الرجال والشبان التسعة، وأجثوهم على الأرض، ومن ثم قام أحد عناصر "أشبال الخلافة" بتوزيع سلاح أبيض (سكاكين)، على عناصر آخرين من تنظيم "داعش" الذين قاموا بدورهم بذبح التسعة وفصل رءوسهم عن أجسادهم.
كما أعدم 25 عنصرًا من "أشبال الخلافة" بوساطة مسدسات حربية، 25 عنصرًا من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها على المسرح الروماني الأثري في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي.
وكشف المرصد السوري عن انضمام أكثر من 1100 طفل، إلى ما يعرف بـ "أشبال الخلافة" في تنظيم "داعش"، منذ مطلع عام 2015، وحتى مطلع، حيث تم تجنيدهم من خلال مكاتب "أشبال الخلافة" التي افتتحها التنظيم في مناطق سيطرته في محافظات حمص وحماة ودير الزور والحسكة والرقة وحلب، وتم إرسال جزء منهم من قبل التنظيم إلى العراق.

شارك