الأطفال سلاح داعش.. والمخابرات الغربية ترصد

الأربعاء 13/يناير/2016 - 11:48 م
طباعة الأطفال سلاح داعش..
 
لا يزال تنظيم "داعش" يستحوذ على اهتمام أجهزة الاستخبارات العالمية لمعرفة مزيد من التفاصيل عن التنظيم وكيفية تجنيده لمقاتليه وخاصة الأطفال، وهو ما كشفت عنه أجهزة الاستخبارات الهولندية من خلال نشر تقرير لها بعنوان "الحياة بين عناصر تنظيم داعش، إزالة الغموض" في مسعى منها لتعريف العائلات والشرطة والعاملين في مجال الإغاثة بالمصاعب والمخاطر الحقيقية التي تواجه من يتوجه إلى سوريا والعراق. 
كشف التقرير عن صورة قاتمة للحياة في ظل التنظيم ويقول إن "العنف متأصل" هناك، وأن المجندين الجدد في صفوفه يخضعون لتحقيقات للتأكد من أنهم ليسوا جواسيس، كما يتم أخذ الأطفال بشكل روتيني لمشاهدة عمليات الإعدام التي ينفذها التنظيم بوحشية.

الأطفال سلاح داعش..
ويرصد التقرير توجه الآلاف من المقاتلين الأجانب من دول غرب أوروبا ودول الخليج إلى سوريا والعراق للانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي خلال العامين الماضيين رغبة منهم في دعم أهدافه بإقامة ما يفونها بـ "خلافة إسلامية تمتد في العراق وسوريا وما وراءهما". وبينهم أكثر من 200 مواطن هولندي، 50 منهم نساء.
أوضح التقرير إن ثلث الأطفال الهولنديين السبعين، الذين يخشى أنهم يعيشون في صفوف الجهاديين ولدوا إما في العراق أو سوريا، أما الباقي فقد اصطحبهم أهلهم إلى البلدين، والإشارة إلى  أن الدعاية الإعلامية التي ينشرها التنظيم "ترسم صورة مثالية (للخلافة) لا تتطابق مع الواقع". وقال إن "البحث الاستخباراتي أظهر أن الظروف الحقيقية مزرية بحق".
أوضح التقرير أنه منذ اللحظة الأولى، التي يصل فيها المجندون الجدد إلى مراكز التنظيم، مثل معقله في مدينة الرقة شمال سوريا، يتم فصل النساء عن الرجال. ويتعين على النساء تغطية وجوههن ابتداء من سن التاسعة، ولهن وظيفة واحدة بحسب التنظيم وهي إنجاب أكبر عدد من الأطفال بأسرع وقت ممكن.

الأطفال سلاح داعش..
نوه التقرير إلى أن الأطفال يذهبون إلى المدرسة من سن السادسة حيث يتعلمون اللغتين الإنجليزية والعربية، كما يأخذون دروسا في "عقيدة داعش" وتفسير تطبيق التنظيم "للجهاد". وقال التقرير إن "حياة الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها داعش ترتبط بالموت والخراب"، واصفا حياتهم اليومية بأنها "صعبة وتسبب الصدمات".
وتتعرض العديد من البلدات التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف إلى ضربات جوية مستمرة من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وقد يعاني الأطفال من وفاة أحد الوالدين أو قد يتعرضون للإصابات، كما يتعرضون دائما لمشاهد بشعة.
ولم تكشف متحدثة باسم أجهزة الاستخبارات الهولندية عن كيفية الحصول على المعلومات الواردة في التقرير من 16 صفحة، واكتفت بالقول إن "عملية جمع المعلومات الاستخباراتية هي عملنا". بيد أنها صرحت لوكالة فرانس برس بأن المعلومات موجهة إلى المتخصصين والأقارب لمساعدتهم على فهم ما يمر به المقاتلون الأجانب وأقاربهم.
وكانت "الديلي ميل" البريطانية كشفت عن  مقطع مرئي لطفل داعشي صغير ملثم وهو يمسك في يده دمية وسكينا ليقوم بقطع رأس تلك الدمية التي كانت تلبس زيا برتقاليا وقد قام التنظيم بإضافة التعليق التالي للتغريدة التي حوت المقطع المرئي وجاء فيها "علموا أولادكم جز الرقاب، غدا ستكون الكثير من الرؤوس العفنة علهم يساعدوكم".
أوضحت الصحيفة أن داعش حرصت على نشر صور للدمية المقطوعة الرأس وهي ملطخة بالدماء، وصور لعملية قتل الصحفي الأمريكي.
الأطفال سلاح داعش..
ورغم تأكيد العديد أن هذا المقطع المرئي ما هو إلا تقليد ساخر لذبح الصحفي الأمريكي "جيمس فولي" على يد أحد مقاتلي داعش، إلا أنهم أكدوا- كذلك- أنه انتهاك واضح وصريح لبراءة الأطفال، كما أن البعض عده- أيضا- بداية حملة إعلامية تشنها داعش من أجل نشر التفكير الإرهابي المتطرف بين الأطفال، وأفادت الصحيفة، أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها داعش بالترويج لفكره الإرهابي المتطرف بين الأطفال، إذ قام التنظيم في مطلع هذا الشهر بنشر صور لطفل داعشي أسترالي الجنسية وهو يحمل في يده رأس رجل سوري مقطوعا، الأمر الذي هال توني أبوت، رئيس وزراء أستراليا، وتطلب منه الإعراب عن إدانته لمثل تلك الأفعال.
وسبق أن كشفت تقارير سابقة استخدام التنظيم لأكثر أدوات العصر شعبية، وهي ألعاب الفيديو، التي يستخدمها أكثر من مليار ومئتي مليون شخص في العالم من أعمار مختلفة، خصوصاً الفئة العمرية التي تتراوح ما بين الثالثة عشر والخامسة عشر.
ويري مهتمون أنه قد تكون هذه الألعاب هي أقل أدوات داعش الإعلامية والتجنيدية التي ألقي عليها الضوء، وأكثرها خطورة لأنها أدوات فردية في النهاية، يتم فيها الترويج والتجنيد بشكل مباشر وفردي في آن، في غرف الأطفال والشباب الخاصة، بعيداً عن كل أشكال الرقابة من أسرية ورسمية.
وتم بث تقارير موثقة عن كيفية انتاج داعش أفلامه الدعائية كلها على طريقة ألعاب الفيديو، كي يجذب فئة المراهقين والأطفال، وكيف صممّ أيضاً ألعاباً إلكترونية خاصة ليجنّد من خلالها الأطفال والمراهقين.

شارك