بعد دعوة الظواهري.. السعودية هدف "القاعدة" في المرحلة القادمة

الخميس 14/يناير/2016 - 12:34 م
طباعة بعد دعوة الظواهري..
 
يواصل تنظيم القاعدة فرع "جزيرة العرب"، تهديداته للمملكة العربية السعودية، بعد تاريخ من المواجهات، وبالأخص في أعقاب الموجهة الشرسة التي وجهتها المملكة للتنظيمات الإرهابية عن طريق تدشين تحالف إسلامي عسكري لمواجهة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيمي القاعدة وداعش، ودعا زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في تسجيل صوتي إلى شن هجمات على المملكة العربية السعودية وحلفائها الغربيين ردًّا على إعدام 47 عضوًا بالتنظيم.
بعد دعوة الظواهري..
وحذر الفرع العالمي للتنظيم من أن السعودية ستدفع الثمن عن عمليات الإعدام. التي طالت أعضاء بالتنظيم بالإضافة لأربعة من الشيعة، منهم رجل الدين البارز نمر النمر الذي أثار إعدامه توترات إقليمية.
فيما دعا أتباع التنظيم في كل مكان إلى إلحاق الضرر بالمملكة من خلال شن هجمات على حلفائها الغربيين، بحسب التسجيل.
وحث الظواهري في التسجيل الصوتي السعوديين على الإطاحة بأسرة آل سعود الحاكمة، ودعا أتباع التنظيم في كل مكان إلى إلحاق الضرر بالمملكة من خلال شن هجمات على حلفائها الغربيين.
وقال الظواهري: "أما آن لكم أن تتخلصوا من هذا النظام المتعفن الذي أفسد عليكم الدين والدنيا، والذي لن يدافع عنكم أمام الخطر الصفوي ولا الخطر الأمريكي، بل سيفر مجرموه."
وأضاف الظواهري: "خير ثأر لإخوانكم أن تنكوا في التحالف الصليبي الصهيوني فتتبعوا مصالحه حيث استطعتم؛ لأن أكثر ما يؤلم آل سعود أن يضرب أسيادهم فيبحثوا عن خادم جديد لهم."
وكانت أعلنت وزارة الداخلية السعودية مطلع يناير الجاري 2016، تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 مدانًا "بالإرهاب"، بينهم أربعة شيعة أبرزهم الشيخ السعودي نمر النمر، بينما الباقون مرتبطون بتنظيم القاعدة.
وأدين 43 شخصًا بالمشاركة في هجمات نفذها تنظيم القاعدة في المملكة بين عامي 2003 و2006 وأسفرت عن مقتل المئات من المحليين والأجانب.
ويعد تنظيم جزيرة العرب فرعًا من القاعدة في المملكة، ونشأ بأمر مباشر من قائدها أسامة بن لادن آنذاك، وكانت ولادته على أيدي محاربين سابقين من السعوديين الأفغان، الذين لم ينقصهم التدريب ولا الأداء التنظيمي سواء في التجنيد أو في إدارة العمليات. كما انفرد التنظيم بآلية إعلامية مكنته من الانتشار في بيئة كانت جاهزة لإفراز متعاطفين ومن ثم أعضاء فاعلين معه. وربما كان للجانب التمويلي أهمية؛ حيث استفاد ذلك التنظيم من عمليات مشروعة وأخرى غير مشروعة لضخ التمويل اللازم لتنفيذ عملياته والإنفاق على حملاته. كذلك فإن قصر دورة نشاط التنظيم- نسبيًّا- حيث إن عمر عملياته لم يتجاوز من السنوات عدد أصابع اليد الواحدة، يعد خصيصة أخرى انفرد بها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وقام تنظيم القاعدة نفذ في الأعوام الماضية، تفجيرات وهجمات لإخراج سجناء مرتبطين به في دول عدة مثل اليمن والعراق وأفغانستان.
بعد دعوة الظواهري..
وبدأ الإرهاب في السعودية تسعينيات القرن الماضي، فقد تم تنفيذ تفجيرات في العاصمة الرياض في عام 1995 وتفجيرًا آخر في مدينة الخبر عام 1996.
وفي 18 مارس 2003 انفجرت في منزل بحي الجزيرة شرق الرياض عبوة ناسفة أعدها فهد الصاعدي لتبدأ بعدها حملة من الأعمال الإرهابية طالت مختلف مناطق المملكة.
وفي 12 مايو 2003، استهدفت 3 سيارات مفخخة 3 مجمعات سكنية يقطنها غربيون وعرب، في الرياض، قتل فيها 20 شخصًا و194 إصابة، وفي 3 يونيو 2003 توفي أمريكي أصيب بجروح خطيرة بالرصاص في قاعدة بحرية متأثراً بجروحه، والذي كان يعمل في قاعدة الملك عبدالعزيز في الجبيل المدينة الساحلية الصناعية.
وفي 8 نوفمبر 2003 تم تفجير مجمع المحيا السكني الذي يسكنه غالبية من المواطنين العرب والمسلمين، والذي توافق مع شهر رمضان الذي يعتبر حسب النصوص الإسلامية من الأشهر الحرم التي يحرم فيها سفك الدماء. كانت حصيلة هذا الهجوم 12 قتيلًا و122 جريحًا من الأبرياء.
وفي 21 أبريل 2004، استهدف انتحاريون مبنى الإدارة العامة للمرور في الرياض، بسيارة مفخخة، نتج عنها مقتل 4 من رجال الأمن، بالإضافة إلى مدني، وإصابة 148 شخصًا.
وبين العامين 2004 و2006 تعرضت السعودية لموجة من الهجمات الدامية شنها تنظيم القاعدة استهدفت مقرات أمنية ومنشآت حكومية، وأماكن سكن خاصة بالأجانب أوقعت العديد من القتلى.
وتعد أبرز عمليات القاعدة هي محاولة اغتيال وزير الداخلية وولي العهد السعودي الحالي الأمير محمد بن نايف، في 2009 والتي كان وقتها مساعد وزير الداخلية السعودية؛ حيث نفذها عبد الله طالع العسيري الذي كان يشكّل الرقم 85 على قائمة المطلوبين أمنيًّا، واستخدم فيها تقنية الجوال في محاولة الاغتيال الفاشلة قبل أن يُقتل.
وبحسب إحصائيات فإن عدد الحوادث الإرهابية التي تعرضت لها السعودية حتى عام 2011 بلغت حوالي 98 عملية إرهابية راح ضحيتها أكثر من 90 شخصاً من المدنيين إضافة إلى إصابة نحو 608 آخرين، فيما تكبدت الأجهزة الأمنية خسائر بشرية بين منسوبيها بلغت حوالي (65) وإصابة نحو (390) عسكرياً.
بعد دعوة الظواهري..
وفجر انتحاري يقود سيارة مفخخة نفسه في الرياض في 16 يوليو 2015 عند نقطة تفتيش على طريق مؤد إلى سجن الحائر الذي يخضع لحراسة مشددة، ويعتقد أن إسلاميين متشددين مسجونون فيه.
وواجهت السعودية تصاعدًا في هجمات المتشددين خلال العام المنصرم، وأعلن التنظيم مسئوليته عن سلسلة تفجيرات وإطلاق رصاص على مساجد.
يذكر أن الوحيدَيْن اللذين نفذ فيهما حكم الاعدام بعد إدانتهما في هجمات شنها تنظيم القاعدة في المملكة، وأسفرت عن مقتل المئات خلال العقد الماضي، كانا رجلين من تشاد وأعدما في وقت سابق من هذا العام.
ووفقًا لمنظمة العفو الدولية أعدمت السعودية 151 شخصًا على الأقل خلال هذا العام، وكثير منهم أجانب أدينوا بتهم تتعلق بالمخدرات.
وكانت آخر مرة نفذت فيها السعودية أحكام إعدام جماعية بتهم أمنية كانت لمجموعة من المسلحين اقتحموا الحرم المكي عام 1979.
ويرى مراقبون أن الجهود المبذولة من جانب المملكة العربية السعودية لمكافحة الفكر التكفيري، ومن ثم القضاء على تنظيم القاعدة يقوم على محورين رئيسين هما: لجان المناصحة، وحملة السكينة، وتستمد أهميتها من كون كل منهما آلية نوعية ومنظمة في حوار المتطرفين والإرهابيين، والذين يمثلهم في هذه الحالة أعضاء وعضوات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
فهل ستنجح السعودية في الوقوف أمام دعوات الظواهري التي يحث فيها على القيام بعمليات إرهابية ضد المملكة، أم أن تنظيم القاعدة له رأي آخر؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.

شارك