هل تؤجج "الموصل" الصراع بين الأكراد والحكومة العراقية؟

السبت 16/يناير/2016 - 09:49 م
طباعة هل تؤجج الموصل الصراع
 
كأنَّ الأكراد يريدون تأجيج الصراع مع الحكومة والجيش العراقي للحفاظ على مكاسبهم في المناطق الكردية  بل وتوسيع نفوذهم في مناطق جديدة داخل العراق من خلال الإيحاء بأن الجيش العراقي غير قادر على تحرير الموصل بدون مساعدتهم مع قوات  "البيشمركة"

هل تؤجج الموصل الصراع
نيجيرفان برزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان العراقي صدّر هذه الفكرة ويحاول إثباتها بتأكيده على أن معركة الموصل لن تكون سهلة لعدد من الاعتبارات، منها أنها المدينة التي أعلنت منها ما يسمى "دولة الخلافة"، وهي مهمة للغاية بالنسبة لتنظيم داعش، وإنه من وجهة نظره ليس متأكدا أن الجيش العراقي سيكون جاهزا قبل 6 أشهر من الآن وأن القوات الكردية بمساعدته تمكنت من استرجاع كل الأراضي الكردية وحتى السيطرة على أخرى نيابة عن الجيش العراقي مثل سد الموصل.

هل تؤجج الموصل الصراع
هذا الحديث يؤكد على أن  الأكراد  يتعاملون مع مدينة  الموصل على أنها بوابة جديدة  لتحقيق مزيد من المكاسب،  وهو الأمر الذى  روج له مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق  بالقول بأنه لم يتقرر بعد ما إذا كانت قوات البيشمركة ستشارك في معركة استعادة الموصل من تنظيم الدولة أم لا، وأن اللجان المشتركة بين الإقليم وبغداد ستبحث الموضوع للوصول إلى قرار بشأن مشاركة البيشمركة أم لا؟ ولكنه في المقابل  حرص على التنسيق مع  حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي،  للتغلب على العقبات التي قد تقف أمام المطامع الكردية في المدينة وعلى رأسها: 
1- مدى إمكانية مشاركة الميليشيات الشيعية (الحشد الشعبي) في هذه المعركة
2- رفض أهالي وعشائر الموصل مشاركة الميليشيات الشيعية في عملية تحرير الموصل. 
3- وضع هذه الميليشيات الشيعية داخل البلدات العربية في محافظة كركوك وخاصة مدينة الحويجة ونواحيها التي تقطنها عشائر عربية خالصة آل عبيد والجبور.
4- وضع ميليشيات الحشد الوطني التي شكلها سكان الموصل. 
5- وضع الأتراك الذين يشرفون على تدريب آلاف من أهالي الموصل. 
6- من يتكفل بالسلاح والذخيرة والمعدات اللازمة لعملية تحرير المدينة.
7- وضع الميليشيات التركمانية من السنة والشيعة خلال المعركة وبعدها.
هل تؤجج الموصل الصراع
وهو الأمر الذى أكد عليه النائب عن التحالف الكردستاني سرحان أحمد بضرورة مشاركة البيشمركة إلى جانب القوات العراقية، وتبادل الخبرات في معركة الموصل؛ لأن معركة الموصل من أولويات شعب كردستان، باعتباره جزءا من الشعب العراقي، وأن قوات البيشمركة لها خبراتها في التصدي  لتنظيم "داعش"، وعلى مساحة 1500 كم، وهم حريصون على مشاركة تلك الخبرات مع القوات الأمنية العراقية.
 هذه الاشتراطات الكردية دفعت العديد  من السياسيين العراقيين  الى التخوف على مستقبل مدينة الموصل من قوات البيشمركة  التى تحاول السيطرة على أراضيها وضمها إلى إقليم كردستان  مع بداية  المعركة المنتظرة لطرد "داعش" من المدينة    حيث قال  إسكندر وتوت عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية العراقية ، قائلا  البيشمركة  تقوم باحتلال أراضي الموصل بدلاً من تحريرها،  و تقوم بالدفاع عن أراضي الإقليم الكردي في العراق بعد التقدم الذي أحرزه تنظيم "داعش" في الموصل المحاذية للإقليم، وشكل خطراً على الأكراد، وأثبتت وجودها في معارك سنجار، وطردت "داعش" منها لحماية المكون الكردي والمدينة تمثل أهمية استراتيجية للأكراد، فهي تعد شريان محافظة نينوى لمرور نهر دجلة فيها، وكونها أهم المدن الزراعية في العراق، واحتوائها على أهم الحقول النفطية، مثل حقل نفط النجمة والحقل النفطي القيارة.  بالإضافة الى انه يسكن بها العديد من الأكراد في الجانب الشرقي من المدينة المحاذي لمدينتي تل أعفر وسنجار أو ما يسمى الساحل الأيسر.

هل تؤجج الموصل الصراع
هذا الأمر ينفيه بشدة كوسرت رسول علي، نائب رئيس إقليم كردستان شمال العراق قائلا: "لم ندّع يوماً أن مدينة الموصل جزء من إقليم كردستان ولن نحاول ضم المدينة إلى الإقليم في أية مرحلة؛ لأننا نقول دائماً إن الموصل هي مدينة «كردستانية» بـ «هوية عراقية» فنسبة 39 في المئة من سكانها هم أكراد لكن المدينة ليست جزءاً من الإقليم، ولم نقدم على أي عمل يمكن أن يفسر باعتباره محاولة للمطالبة بالمدينة. الجميع في العراق يعلم أن علاقات التعايش التاريخية التي تجمع الموصل بدهوك وآربيل الكرديتين أقوى من تلك التي تجمعها مع تكريت، وهذا نابع من عمق الأخوة بين جميع المكونات التي تقطن المدينة البيشمركة لا تتواجد في المدينة إلا كحراسات محدودة لبعض مقار الأحزاب الكردية، كما أن قوات الجيش والشرطة هناك تتبع قانوناً وتتلقى الأوامر من وزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين.

هل تؤجج الموصل الصراع
مما سبق يمكن التأكيد أن تواجد الأكراد ومكاسبهم الكبيرة بعد دخول "داعش" إلى الموصل دفعتهم إلى التعامل مع المدينة على أنها بوابتهم لتحقيق مزيد من المكاسب، ففي جميع الأحوال هم الرابحون من تحرير الموصل، فحتى إذا فشلوا في ضم المدينة لإقليم كردستان فسيكونون قد نجحوا في الإبقاء على نفوذهم بها واستمرار نفوذهم عليها في ظل غياب الدولة العراقية وكأنهم  الأكراد يريدون تأجيج الصراع مع الحكومة والجيش العراقي للحفاظ على مكاسبهم في المناطق الكردية  بل وتوسيع نفوذهم في مناطق جديدة داخل العراق من خلال الإيحاء بأن الجيش العراقي غير قادر على تحرير الموصل بدون مساعدتهم.

شارك