"الإخوان" و"الجبهة السلفية" يحاولان استمالة الشباب للتظاهر في "يناير"

السبت 16/يناير/2016 - 10:00 م
طباعة الإخوان والجبهة السلفية
 
مع قرب حلول الذكرى الخامسة لثورة يناير التي تحل خلال الأيام المقبلة،
عادت ما تسمى بـ"الجبهة السلفية" الأشبال – إلى الواجهة مرة أخرى، وهي ائتلاف شبابي تبنى الفكر السلفي في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وضم وقتها دعاة سلفيين بينهم حسن أبو الأشبال، وكانت "الجبهة السلفية" قد دعت إلى تظاهرات في 28 فبراير 2014، وحملت وقتها اسم "ثورة الشباب المسلم"، ودعت فيها إلى رفع المشاركين المصاحف خلال تظاهراتهم، وهو الأمر الذي لاقى اندهاش الكثير من المتابعين، وقالوا إنها تشبه واقعة "الخوارج" عندما رفعوا المصاحف على أسنة الرماح في واقعة التحكيم الشهيرة، إلا أن التظاهرات لم تلق أي استجابة شبابية.        
ودعت الجبهة إلى المشاركة، والنزول في ذكرى الثورة، وأكدت أنها مستمرة فيما أسمته النضال الثوري، ودعت إلى استمراره وتحدي ما زعمت أنه حملة القمع والاعتقال، التي تنفذها السلطة الحالية.
اللافت أن التيارات الدينية تنتظر حلول ذكرى الثورة، في محاولة لاستغلال حشد الائتلافات الشبابية، وقد حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي، من دعوات ثورة جديدة، وقال وقتها إنهم يسعون من خلالها إلى تضييع "البلاد والعباد".

الإخوان والجبهة السلفية
في السياق، وقبيل أيام من حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، دعا القائم بأعمال المرشد العام لجماعة "الإخوان"، محمود عزت، إلى المشاركة فيما سمّاه الموجة الثورية المُقبلة (في إشارة إلى التظاهرات المفترض أن يدشنها أنصار الجماعة في ذكرى الثورة).
المثير للدهشة، أن عزت، المقيم حالياً في تركيا، بدا في بيانٍ نشره الأربعاء الماضي، متناقضاً، حيث استشهد بآيات قرآنية تحث على الجهاد في ذكرى الثورة، في الوقت الذي شدد فيه على ضرورة سلمية التظاهرات، ما اعتبره خبراء محاولة من الجماعة لغسل يدها من دماء متوقّعة، في أحداث الذكرى، فضلاً عن اعتبار "دار الإفتاء المصرية"، البيان إهانة للدين، لكونه استخدم مصطلحات نبيلة لتحقيق أغراض سياسية.
وفي الوقت الذي رفعت فيه قوات الأمن درجة استعدادها لمواجهة التحركات الميدانية المتوقعة في ذلك اليوم في عدد من ميادين القاهرة، خصوصاً في ميدان التحرير، تعتبر دعوة عزت الهارب من مُذكرات توقيف وأحكامٍ بالسجن، هي أول دعوة يتم رصدها للتظاهر في ذكرى يناير، حيث لم يتم تسجيل أي دعوات للتحرك ميدانياً في ذلك اليوم من قبل الائتلافات الثورية والقوى الشبابية، ثم أعقبها بيان "الجبهة السلفية".

الإخوان والجبهة السلفية
عزت دعا أنصار الجماعة إلى المشاركة في تلك التظاهرات، وقال: "انزلوا في هذه الموجة الثورية خفافاً وثقالاً، يلقي الله السكينة في قلوبكم ويقذف الرعب في صدور عدوكم"، داعيًا القوى الثورية والائتلافات الشبابية إلى الاتحاد لتحقيق ما سماه "نصراً على الطغاة"، وأضاف: "لا يصبر عليه إلا أولو العزم من الرجال"، واختتم: "الإخوان يدركون أن النضال مرحلة من مراحل الدعوة، لها متطلباتها حتى تكون في سبيل الله".
"مرصد الفتاوى والآراء الشاذة" التابع لدار الإفتاء المصرية، دخل على خط الأزمة، بعدما اتهم "الإخوان" بإهانة الدين في البيان، باعتبارهم التظاهر في ذكرى يناير "جهاد شرعي"، واصفاً بيان الجماعة بـ"المُتطرف"، والذي يُخفي وراءه مصالح سياسية.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حذر في وقت سابق خلال حضوره الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، من الدعوات لثورة جديدة، وقال: "يريدون بها ضياع البلاد والعباد". 
خبراء قالوا إن عزت يسعى من خلال البيان الأخير إلى تسجيل موقف ثوري، يُحرك من خلاله من هم أقل من 25 عاماً، بغية الصدام مع الدولة وإرهاقها وتحميلها مسؤولية دماء جديدة، وفي ذات الوقت استخدم كلمات تهدئة مثل "السلمية" لعدم الصدام مع الغرب، وأن "الإخوان" لن يشاركوا في تظاهرات يناير تنظيمياً، لكونهم يدركون أن الصدام مع الدولة في الوقت الحالي كلفته عالية.        

شارك