هل ينجح التنظيم الإرهابي في إقامة دولة "داعشية" في ليبيا؟

الأحد 17/يناير/2016 - 04:33 م
طباعة هل ينجح التنظيم الإرهابي
 
في ظل تنامي التنظيم الإرهابي "داعش" في ليبيا، بات الوضع في غاية الخطورة، خاصة وأن الحكومة الجديدة تواجه عراقيل منذ أن تم الموافقة عليها في 17 ديسمبر الماضي، وأعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر عن مخاوفه إزاء إمكانية تشكيل تحالف بين تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وإرهابيين آخرين في شمال إفريقيا يكون مركزه ليبيا.
مارتن كوبلر
مارتن كوبلر
وقال كوبلر في تصريحات صحفية اليوم الأحد 17 يناير 2016: "إن داعش يهدف إلى البحث عن تحالف مع تنظيمات متشددة مثل بوكو حرام في نيجيريا، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك للحيلولة دون حدوث مثل هذه التحالفات".
وحذر من أن تصبح ليبيا معقلا ومنطقة عمليات للإرهابيين في حال عدم تأسيس نظام دولة فعال في البلاد، مؤكدًا على ضرورة السعي من أجل منع سقوط الدولة في ليبيا وسد الخنادق السياسية، وإلا ستكون الدولة مهددة بأن تصبح "حاضنة للإرهاب".
وكان كوبلر قد حذر في تصريحات سابقة من أن كل يوم يمر من دون المصادقة على الاتفاق السياسي الليبي يصب في مصلحة تنظيم داعش الذي يسعى إلى الاستيلاء على الموارد النفطية في ليبيا.
ويحاول التنظيم الدموي "داعش" منذ أسابيع التقدم نحو الشرق، انطلاقًا من سرت لبلوغ منطقة "الهلال النفطية"؛ حيث تقع أهم موانئ تصدير النفط الليبي.
ووقع الاتفاق السياسي برعاية الأمم المتحدة في 17 ديسمبر في مدينة الصخيرات المغربية بين أعضاء من البرلمانيين المتنافسين وممثلين عن المجتمع المدني الليبي.
وقال كوبلر في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية، إنه من المعروف أن "داعش" يبحث عن تحالف مع تنظيمات وجماعات إرهابية مثل بوكو حرام الموجود في جنوب ليبيا. داعيًا المجتمع الدولي إلى أن يحول دون حدوث ذلك.
هل ينجح التنظيم الإرهابي
ولا تزال ليبيا تعيش حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والأمني وصراع على السلطة منذ سقوط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي.
ويرى مراقبون أن تجنيد العناصر المسلحة في ليبيا بدأ يتنامى بشكل مخيف، بالأخص عقب إيقاف 3 فتيات جزائريات كُن سيلتحقن بالتنظيم في ليبيا، إضافة إلى نشر وباء التشدد في مختلف المناطق الليبية، لا سيما بوجود أجيال تنمو وسط هذا التفكك وغياب الدولة، وسموم الإرهاب.
ويتوقع متابعون أن الخطر الحقيقي بدأ يكبر اليوم في ليبيا، وقد يكون هناك احتمال في ولادة "دولة" داعشية ثانية، وهو خطر يهدد العمق الإفريقي، والشواطئ الأوروبية.
وكان رأى الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، مايكل موريل، أن مجموعات تنظيم "داعش" يمكن أن تستخدم أسلوب "الحرب الخاطفة" في ليبيا، كما فعلت في العراق عام 2014.
وقال موريل، في أحد تصريحاته: إن تنظيم "داعش"، يستولي على المزيد من الأراضي في ليبيا، وهناك المزيد من المقاتلين الأجانب الذين يتوافدون إلى البلاد للقتال إلى جانبه. ولن أتفاجأ إذا استيقظنا صباح ذات يوم، لنرى نفس الحرب الخاطفة في ليبيا، التي استخدمت سابقا في العراق.
في هذا الصدد، وفي ظل توغل وتنامي التنظيم، نشر الأخير إصدارًا مرئيًّا، يستعرض من خلاله قوته في ليبيا، بعد تعرضه لخسائر فادحة خلال الأسابيع الماضية.
ونشر المكتب الإعلامي لتنظيم الدولة "ولاية برقة" عبر الإنترنت أمس السبت، شريط فيديو حمل عنوان "بنغازي معاني الثبات"، يظهر عناصر التنظيم وهم يخوضون معارك ضد قوات الجيش الليبي في ثاني أكبر المدن في البلاد، بالإضافة إلى عمليات قتل قوات الجيش والتمثيل بجثثهم عبر قطع رءوسهم.
هل ينجح التنظيم الإرهابي
وجاء في الفيديو الذي يبلغ طوله 15 دقيقة، عمليات تفخيخ وتفجير بعض المنازل بوسط أحياء بنغازي، بجانب نشر تفاصيل عملية قادها انتحاري يدعى "أبو يقين التونسي"، عبر تفجير سيارة ملغومة، هاجم بها بوابة عسكرية للجيش.
كما نشر التنظيم، عملية مقتل القائد البارز في القوات الخاصة بالجيش الليبي "سالم النايلي" والملقب بعفاريت، وكيف تعرض لكمين من قبل عناصر داعش، ومهاجمة سيارته المصفحة بوابل من الرصاص والقذائف في محور حي الليثي الشهير ببنغازي.
واختتم الإصدار المرئي للتنظيم الإرهابي، بكلمة خاطب فيها أحد قادة التنظيم ويدعى أبو عمر المهاجر، لم تعرف جنسيته أو ملامحه؛ حيث يظهر ملثماً، ويقوم بدعوة المسملين للانضمام إلى دولة الخلافة، كما هاجم قوات الجيش الذين وصفهم بالطواغيت، والمتطوعين بـ صحوات الردة، ووعدهم بجعل دمائهم تسقي الأرض.
وأكد المهاجر، على أن دولة الخلافة باقية، وأن النصر سيتحقق في نشرها في شتى أصقاع الأرض، على حد وصفه.
وعلي الرغم من تنامي التنظيم الإرهابي في ليبيا إلا أن كافة الدول العربية والأوروبية تقف "محلك سر" بين التصريحات الفاشية، التي لا تقدم ولا تؤخر، وفق مراقبين، ويستدعي من العالم أجمع تناول الملف الليبي بجدية أكبر، سواء بحسم الاتجاه نحو الحلول السلمية، أو بتوحيد العمل الوطني والدولي تجاه مكافحة داعش، ووقف تدفق المتسللين والإرهابيين، وقطع خطّ التواصل القائم بين دواعش العراق وسوريا ودواعش ليبيا.

شارك