القاعدة تكشف منفذي عملية وجادوجو.. وقوة أمريكية لمحاربة الإرهاب بمالي

الإثنين 18/يناير/2016 - 12:18 م
طباعة القاعدة تكشف منفذي
 
على طريقة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي، كشف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، عن منفذي عملية "وجادوجو" عاصمة بوركينافاسو، وهم ثلاثة من دولة مالي معقل كتيبة "المرابطون"، فيما كشفت تقارير إعلامية عن وجودة قوات أمريكية لمحاربة الإرهاب في دول الساحل والصحراء الإفريقي.

انتحاريو وجادوجو

انتحاريو وجادوجو
في بيان له، كشف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عن ألقاب منفذي عملية وجادوجو مساء الجمعة 15 يناير 2016، مؤكدًا أن منفذيها الثلاثة ينتمون لدولة مالي؛ حيث أطلق عليه صفة "الأنصاري"، وتعني في أدبيات القاعدة سكان الأرض التي ينشط فيها التنظيم.
وجاء ذلك في بيان أصدره التنظيم مساء أمس الأحد وبثه عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، في حساب تابع لمؤسسة الأندلس التي تعد الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وكان البيان تحت عنوان: "غزوة بوركينافاسو.. عندما تثأر إفريقيا المسلمة لضحاياها.. إن منفذيها هم: أبو محمد البوقلي الأنصاري، والبتار الأنصاري، وأحمد الفلاني الأنصاري".
وأضاف التنظيم، أن العملية جاءت في إطار مواصلتها لما وصفته بـ"استهداف أوكار الصليبين الناهبين لثرواتنا والمعتدين على حرماتنا والمنتهكين لمقدساتنا"، مشددًا على أنها جاءت "بعد دراسة وتخطيط وجمع للمعلومات ورصد للأهداف".
ووصفت القاعدة فندق "سبلانديد splendid" في وجادوجو بأنه "وكر من أخطر أوكار الجوسسة العالمية في غرب القارة الإفريقية"، معتبرة أنه منه تدار "الحرب على الإسلام وفيها تعقد صفقات نهب خيرات إفريقيا".
وأضاف التنظيم أن منفذي العملية هاجموا أولا مطعم "كابتشينو"، قبل أن يقصدوا هدفهم الرئيس الذي هو فندق (سبلانديد splendid) حيث استمرت العملية لعدة ساعات، مشيرة إلى أن هذه العملية تأتي "ضمن سلسلة من العمليات لتطهير أرض الإسلام والمسلمين من أوكار الجوسسة العالمية، وثأرًا لأهلنا في إفريقيا الوسطى ومالي وغيرها من بلاد المسلمين شرقا وغربا". حسب نص البيان.
ونفى السفير الفرنسي في وجادوجو جيليه تيبولت عبر تغريدة نشرها صباح السبت عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وجود نساء ضمن الانتحاريين، قائلا: "لا توجد امرأة ضمن المهاجمين الثلاثة الذين قتلوا". 
وأضاف السفير الذي واكب تغطية الهجوم عبر حسابه الشخصي منذ لحظاته الأولى، أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 27 قتيلاً، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم يتم تحديد هويات ولا جنسيات الضحايا.
للمزيد عن هجمات بوركينا فاسو.. اضغط هنا

فرنسا الهدف

فرنسا الهدف
وفيما يتعلق بالهدف من العملية قال التنظيم إنها تأتي "ضمن سلسلة من العمليات لتطهير أرض الإسلام والمسلمين من أوكار الجوسسة العالمية وثأراً لأهلنا في إفريقيا الوسطى ومالي وغيرها من بلاد المسلمين شرقا وغرباً". 
وأشار إلى أنها في نفس الوقت تعد "تذكيراً لفرنسا وحلفائها" بأن "الأمن في العالم اليوم مسألة كلية لا تقبل التجزئة، فإما تتركونا آمنين في ديارنا، وإما نهدر أمنكم وأمن رعاياكم، كما تهدرون أمننا"، وفق نص البيان الذي استشهد بأقوال مؤسس تنظيم القاعدة الأم أسامة بن لادن، وزعيمه الحالي أيمن الظواهري الذي وصفه البيان بأنه "شيخنا وأميرنا".
وخلص التنظيم في بيانه إلى القول موجهاً الخطاب لفرنسا ومن وصفهم بحلفائها: "كم من الحماقات ستجربون؟ وكم من دماء رعاياكم ستتسببون في سفكها؛ كي تقتنعوا أن سياساتكم تجاه أمتنا خاطئة وتحتاج إلى مراجعة.. فمتى تعقلون؟!". 
وتعرضت العاصمة البوركانية وجادوجو لهجوم من تنظيم القاعدة، مساء الجمعة 15 يناير 2016، أدى إلى مقتل ثمانية بوركينيين، وأربعة كنديين وثلاثة أوكرانيين وفرنسييْن وبرتغاليين وسويسريين وهولندي واحد، في حين لم يتم التعرف بعد على سبع جثث، بحسب وزير الداخلية البوركيني سيمون كومباوري.
وكان السفير الفرنسي بواجادوجو، قد حذر الرعايا الفرنسيين من التحرك في عاصمة بوركينا فاسو، خاصة المنطقة التي وقع فيها الهجوم، قبل أن يعلن عن إغلاق المعهد الفرنسي في وجادوجو وبوبديلاسو خلال عطلة نهاية الأسبوع.

قوات أمريكية

قوات أمريكية
عملية استهدفت فندقًا ومطعمًا في وجادوجو عاصمة بوركينا فاسو، ثم عملية رهائن في فندق راديسون في العاصمة المالية باماكو، (نوفمبر 2015)، وسرعة التعامل مع الهجمات كشفت عن وجود قوة أمريكية متخصصة في مكافحة الإرهاب تتمركز في قاعدة غير معروفة في دولة مالي.
وذكرت تقارير إعلامية جزائرية عن مشاركة قوة مكافحة الإرهاب الأمريكية، المتخصصة في تحرير الرهائن والعمليات الخاصة، في عمليات اقتحام فندق راديسون في باماكو، ثم عملية وجادوجو، يوم السبت 16 يناير 2016، مع قوات فرنسية.
وتدخلت القوة الأمريكية بسرعة غريبة في العمليات الأمنية مع قوات محلية، ووحدات عسكرية فرنسية في فندق راديسون، ثم في فندق ومطعم في عاصمة بوركينا فاسو. وكشفت هذه السرعة عن أمر جوهري ومهم، وهو أن الأمريكيين وضعوا قوة متخصصة في عمليات مكافحة الإرهاب على أعلى مستوى في دولة مالي؛ لأنه من المستحيل نظريًّا وعمليًّا- حسب خبراء في الأمن والشئون العسكرية- أن تتحرك قوة خاصة أمريكية إلى موقع العملية في غضون 3 أو 4 ساعات، إلا إذا كانت في موقع قريب جدًّا من مكان التدخل، أي في شمال مالي.
ومن خلال تتبع تفاصيل العمليات الأخيرة، يلاحظ أمران على قدر كبير من الأهمية؛ الأول هو أن حكومات الدول التي وقعت فيها العمليات الإرهابية أعلنت عن مشاركة قوات أمريكية في عمليات مكافحة الإرهاب الأخيرة مع القوات المحلية والفرنسية، ما يعني وجود اتفاق على مشاركة قوات أمريكية في مكافحة الإرهاب في دول الساحل القريبة من الجزائر، الأمر الثاني هو مشاركة قوات فرنسية إلى جانب قوات أمريكية في العمليات التي لا تحتاج لكل هذه القوة للتدخل.

توحد لمواجهة الإرهاب

توحد لمواجهة الإرهاب
وعقب هجوم وجادوجو، استنفرت كل من الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر قواتها الموجودة على الحدود المشتركة، في حين بدأت بوركينا فاسو الأحد 17 يناير 2016، حدادًا وطنيًّا على الضحايا.
وذكرت مصادر إعلامية أن قيادات الجيوش وأجهزة المخابرات بالدول الأربعة التي لها حدود مشتركة، قررت رفع مستوى التنسيق الأمني بينها، وزيادة الدوريات العسكرية على طول الحدود، وتشديد الإجراءات الأمنية في مواقع يعتقد أنها مستهدفة من قبل جماعات تنشط بشكل أساسي في شمالي مالي.
للمزيد عن هجمات القاعدة في الجزائر اضغط هنا
واتفقت بوركينا فاسو ومالي على التعاون للتصدي للخطر المتزايد الذي يشكله الإسلاميون المتشددون في غرب إفريقيا، من خلال تبادل معلومات المخابرات وتسيير دوريات أمنية مشتركة في أعقاب هجومين داميين جرى تنسيقهما بشكل جيد في المنطقة.
والتقى رئيسا وزراء البلدين أمس الأحد، وذلك بعد يومين من استيلاء مسلحين من تنظيم القاعدة على فندق "سبلنديد" في مدينة وجادوجو، عاصمة بوركينا فاسو، وإطلاقهم النار على مطعم ومهاجمة فندق آخر قريب، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 28 قتيلا من سبع دول على الأقل و50 جريحا.

القاعدة.. محاربة الإرهاب

القاعدة.. محاربة
استفحال الإرهاب في منطقة شمال ووسط إفريقيا هو أمر يهدد ليس إفريقيا فقط ولكن العالم، خاصة أوروبا والمصالح الأمريكية في القارة السمراء؛ لذلك وجود قوات أمريكية وفرنسية لمحاربة الإرهاب هو جزء من خطة كبيرة لمواجهة الجماعات المتشددة في إفريقيا، مع سعي قادة القارة السمراء من أجل تحسين الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي لمواجهة أي جماعات متشددة.. فهل ستنجح المساعي المحلية والإقليمية والدولية في الحد من الإرهاب والجماعات المتطرفة في القارة السمراء؟

شارك