هجمات بوركينا فاسو.. القاعدة توسع نفوذها في وسط إفريقيا
السبت 16/يناير/2016 - 03:08 م
طباعة

سلطات بوركينا فاسو تعلن عن تحرير 126 رهينة بينهم عشرات الجرحى ومقتل ثلاثة جهاديين وعشرين آخرين.
القاعدة تضرب قلب مالي

أعلن وزير الداخلية البوركينابي سيمون كومباوري السبت تحرير 126 شخصًا من بينهم 33 جريحًا، بينما قتل ثلاثة جهاديين في تدخل لقوات الأمن ضد منفذي الاعتداءات على فندق "سبلنديد" ومقهي "كابوتشينو" في وسط واجادوجو، مشددًا على استمرار الهجوم.
وصرح كومباوري، قائلًا: "تم تحرير 126 شخصًا من بينهم 33 جريحًا على الاقل. وقتل ثلاثة جهاديين هم عربي وإفريقيان"، موضحًا اأ "الهجوم على فندق سبلنديد ومقهى كابوتشينو المقابل له انتهيا لكن هناك هجومًا لا يزال جاريًا في فندق ييبي" بالقرب من المقهى.
وشنت مجموعة من عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الهجوم على المطعم والفندق اللذين يرتادهما غربيون وأوقع عشرين قتيلًا على الأقل، كما احتجزوا رهائن في اعتداء تبناه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بعد أقل من شهرين على اعتداء مماثل في مالي.
وتبنى "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" الاعتداء الجمعة على فندق ومطعم يرتادهما غربيون في واجادوجو.
وحسب مجموعة (سايت انتليجنس) التي تتابع مواقع الإسلاميين، فإن التنظيم نشر رسالة تنسب الاعتداء لمجموعة "المرابطون"، التي أعلنت مؤخرًا انضمامها إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
وحسب سايت، فإن بيان القاعدة أشار إلى أن عناصر من كتيبة "المرابطون" دخلوا مطعم أحد أكبر فنادق عاصمة بوركينافاسو، وهم متحصنون الآن.. والمعركة مستمرة.
وتوعد من يعتقد أنه أحد منفذي هجوم فندق "سبلانديد" في العاصمة واجادوجو، فرنسا بالقتال "ما بقيت فيه روح"، معلناً أن الهدف من العملية "الثأر" للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
جاء ذلك في تسجيل صوتي بثته مؤسسة الأندلس التي تمثل الجناح الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبارة عن مقطع من مكالمة هاتفية مع من قالت إنه أحد منفذي الهجوم.
وتنظيم "المرابطون" الذي أعلن مسئوليته عن تفجيرات بوركينا فاسو، وهو تنظيم له امتداداته العشائرية داخل حدود موريتانيا ونفذت عناصره عددًا من الهجمات الإرهابية الناجحة فى باماكو عاصمة مالي التي تقع فى وسط البلاد؛ حيث نطاق عمليات هذا التنظيم، كما تحالف "تنظيم المرابطون" مع تنظيم إرهابي أشد، لا يقل خطورة عنه، وهو تنظيم الملثمون بقيادة الإرهابي مختار بالمختار.
للمزيد عن تنظيم المرابطون اضغط هنا
كما هناك "جماعة أنصار الدين" التكفيرية المتطرفة، وتأتي تحت زعامة الإرهابي الخطر المعروف باسم "اياد حاج غالى".
وأنصار الدين هى الجماعة التى صعدت من عملياتها المسلحة فى مالي ووسط افريقيا اعتبارًا من 2011 متعاونة مع منظمات تكفيرية أخرى متحالفة مع تنظيم القاعدة كانت تسعى لتوسيع نطاق أنشطتها العنيفة فى مناطق غرب إفريقيا انطلاقًا من جنوب مالى فيما كان مقاتلو الطوارق فى شمال مالي يخوضون قتالًا مع القوات الحكومية سعيًا لإقامة منطقة نفوذ مستقلة لهم.
للمزيد عن أنصار الدين اضغط هنا
تفاصيل الهجوم

وعاشت مدينة واجادوجو، عاصمة بوركينافاسو، ليل الجمعة/السبت على وقع هجوم دموي تبناه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، شبيه الهجوم الذي قض مضجع جارتها باماكو قبل شهرين.
الهجوم الأول من نوعه في العاصمة البوركينابية استهدف مطعمين في قلب المدينة النابض بالحياة، واشتهر المطعمان بروادهما من الرعايا الغربيين وموظفي الأمم المتحدة؛ حيث يقعان في الحي الفاخر وسط المدينة.
بدأ الهجوم مساء الجمعة عند حوالي الساعة السابعة والنصف مساءً، عندما قام ثلاثة أشخاص مسلحين بإطلاق النار بشكل عشوائي على مطعم "كاباتشينو" ومطعم "تاكي بروس"، وسمع شهود عيان أصوات أعيرة نارية وعدة انفجارات.
المهاجمون الذين وصلوا إلى المكان راجلين، أضرموا النيران في سيارتين كانتا مركونتين على ناصية شارع "كواميه نكروماه"؛ حيث وقع الهجوم، ما أسفر عن انفجارات هائلة هزت المنطقة المحيطة بالشارع.
انتقل المهاجمون بعد ذلك إلى فندق "سبلانديد" حيث أكد شهود عيان أن "ثلاثة أشخاص ملثمين" دخلوا الفندق رافعين أسلحتهم، قبل أن يحتجزوا عدداً من الرهائن لم يعلن حتى الآن عن عددهم ولا جنسياتهم، فيما اشتهر الفندق برواده من الرعايا الغربيين وعمال منظمة الأمم المتحدة.
وقبيل الشروع في عملية اقتحام الفندق من طرف قوات الأمن سمعت أصوات صراخ صادرة من الفندق، فيما كانت ألسنة اللهب ترتفع من بهو الفندق، فيما بدا أنه حريق لم تعرف حتى الآن أسبابه.
بعد ساعات قليلة من بداية الهجوم بث تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بياناً مقتضباً على عدة منتديات جهادية أعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم الذي هز العاصمة البوركينابية.
وكتب السفير الفرنسي جيل تيبو في تغريدة انه قبيل الساعة 02:00 (بالتوقيتين المحلي وجرينتش) "بدأ هجوم" قوات الامن على المسلحين المختبئين في فندق "سبلنديد" الفاخر في وسط عاصمة بوركينا فاسو .
وأوضح السفير "تقاسمت مختلف فئات الأمن والجيش المهام بينها" في الوقت الذي انتشر فيه عسكريون فرنسيون في المكان.
وتتمركز قوات فرنسية خاصة في ضواحي واجادوجو في إطار مكافحة التنظيمات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل. كما تملك واشنطن 75 عسكريًّا في البلاد وقالت إنها تقدم الدعم للقوات الفرنسية في العملية.
وأشار شاهد إلى سماع إطلاق نار كثيف لمدة خمس دقائق صباح السبت في الطوابق العلوية للفندق. والفندق يضم 147 غرفة ويرتاده غربيون وموظفو وكالات الأمم المتحدة.
وهناك مراقبة في مدخل الفندق لكن ذلك لم يمنع دخول المهاجمين حين سمع دوي إطلاق نار وانفجارات.
كما استهدف المهاجمون مطعم "كابوتشينو" المجاور الذي يرتاده أيضًا أجانب، وقال موظف في المطعم: "إن الهجوم أوقع العديد من القتلى".
وأعلن وزير الداخلية سيمون كومباوري: "لقد شاهد رجال الإطفاء العديد من الجثث في شرفة المطعم".
وتحدث مدير المستشفى الرئيسي في العاصمة عن حصيلة أولية من "عشرين قتيلا" على الأقل في الاعتداء ونقل عن إحدى الجريحات أن "البيض أكثر من السود" بين القتلى.
وعلى الفور، أشارت السفارة الفرنسية إلى "اعتداء إرهابي" وخصصت رقمًا للطوارئ لرعاياها في بوركينا فاسو، في حين تم تحويل رحلة الخطوط الفرنسية باريس-واجادوجو إلى النيجر المجاورة.
الإرهاب في وسط إفريقيا

ويشكل هذا الاعتداء غير المسبوق في العاصمة واجادوجو تحديًا لنظام الرئيس روش مارك كابوري المنتخب حديثًا بعد عملية انتقالية صعبة على رأس هذا البلد ذي الأغلبية المسلمة.
لكن بوركينا فاسو التي شكلت "نقطة ارتكاز دائمة" لعملية برخان الفرنسية في مالي، سبق أن تعرضت لهجمات جهادية.
وسجلت هجمات عدة من النوع ذاته في الأشهر الأخيرة وتم في أبريل 2015 خطف مسئول أمن روماني في منجم في تامباو (شمال مالي) في عملية تبنتها كتيبة "المرابطون".
كما يأتي اعتداء مساء الجمعة بعد أقل من شهرين من اعتداء على فندق "راديسون بلو" في عاصمة باماكو أسفر عن سقوط 20 قتيلا بينهم 14 أجنبيا في 20 نوفمبر؛ حيث احتجز مسلحون لعدة ساعات نحو 150 نزيلًا وعاملاً في الفندق قبل تدخل القوات المالية مدعومة من القوات الخاصة الفرنسية والأمريكية ومن مهمة الأمم المتحدة. وقتل مهاجمان.
للمزيد عن الجماعات الإرهابية في مالي اضغط هنا
القاعدة تهدد بوركينا فاسو

لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تواجد كبير، ومن وقت لآخر يدشن تواجده عبر عمليات دموعية وفاجعة، تمثل إعلاناً أن التنظيم لم ينته، وتؤدي إلى أزمات في البلدان المستهدفة.
ويرى المراقبون أن الجماعات الإرهابية فى بوركينا فاسو بعد إعلان باريس وهجمات العاصمة المالية باماكو والعاصمة "واجادوجو" باتت أكثر تسلحًا وعنفًا فى تنفيذ عملياتها الأخيرة؛ حيث تستخدم مدفعية المورتار والقنابل المرتجلة الصنع؛ مما يشير إلى أن القاعدة في شمال ووسط إفريقيا تهدد الأمن والسلام المجتمعي، وبحاجة إلى استراتيجية قوية للقضاء عليه وتجفيف منابعه.