محمد إموازي.. الرجل الأول في ذبح رهائن "داعش"

الأربعاء 20/يناير/2016 - 11:51 ص
طباعة محمد إموازي.. الرجل
 
بعد محاولات دامت قرابة عام على شن التحالف الدولي هجماته على التنظيم الإرهابي "داعش"، أصدرت مجلة دابق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مساء أمس الثلاثاء 19 يناير 2016 نعياً للجهادي جون العضو البارز بالتنظيم الذي اشتهر على مستوى العالم لظهوره في مقاطع فيديو يعدم فيها رهائن، وأكد التنظيم مقتل "جون" في غارة جوية استهدفت معقله في سوريا.

ذباح "داعش"

ذباح داعش
كان الجيش الأمريكي أعلن في وقت سابق وبالتحديد في نوفمبر من العام الماضي أنه "متأكد بدرجة كبيرة" من مقتل الجهادي جون في غارة نفذتها طائرة بدون طيار.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت في 12 نوفمبر 2015 عن شن غارة على الرقة، استهدفت جون الملقب بسفاح "داعش"، الذي كان قد ظهر مقنعًا في مقاطع فيديو لذبح داعش لرهائن بريطانيين وأمريكيين، من بينهم الصحفيان ستيفن سوتلوف وجيمس فولي.
وقالت مجلة دابق آنذاك: إن "أبو محارب" نال أخيراً الشهادة في سبيل الله التي لطالما سعى إليها بعد استهداف سيارة كان يستقلها في غارة بطائرة بدون طيار في مدينة الرقة.
واعتاد جون في عملياته الدموية على ذبح الرهائن المحتجزة لدى "داعش" بطريقة وحشية منذ أن ظهر التنظيم الإرهابي؛ حيث تولى العديد من العمليات الإرهابية.

من هو جون؟

هو محمد جاسم عبد الكريم علينان الظفيري، هو مواطن بريطاني من أصل عربي اسمه الحقيقي محمد إموازي، ولقب بجون حيث وصفته مجلة دابق التي يصدرها التنظيم بكنيته وهي "أبو محارب المهاجر"، لقب جون بـ"السجَّان"، وهو اسم مستعار ويعتقد أنه محمد جاسم إموازي.
ولد في 17 أغسطس من 1988 بالكويت من والدين محسوبين على البدون، هاجر وعائلته إلى المملكة المتحدة عام 1994 وهو بريطاني الجنسية، وله شقيقة تدعى أسماء، وهي مهندسة معمارية موظفة حاليًا لدى شركة في لندن.
وقد وضحنا من قبل في "بوابة الحركات الإسلامية"، من هم البدون، وأشرنا إلى أنهم فئة غير محددي الجنسية أو مقيمون بصورة غير شرعية.. وهم فئتان: الأولى تشمل من لا يحملون جنسية من أي دولة أخرى، وكانوا متواجدين قديماً، لكن لظروف ولأسباب معينة لم يتم تجنيسهم، أما الثانية فتشمل من ينتمون إلى دول إقليمية أخرى، لكنهم أخفوا كل الوثائق القانونية التي تثبت أنهم ليسوا عديمي الجنسية.
للمزيد عن بدون الكويت اضغط هنا
التحق "إموازي" بمدرسة سانت ماري مجدلين لكنيسة إنجلترا الابتدائية، وأكاديمية كويتنت كيناستو المجتمعية.
وفي عام 2006 ذهب إلى جامعة ويستمنستر، ودرس أنظمة المعلومات وإدارة الأعمال، وأمن شهادة بكالوريوس بعدها بثلاث سنوات، وعندما وصل عمره 21 عامًا، عمل كمسوّق في شركة تقانة في الكويت، واعتبره مديره أفضل موظف حصلت عليه الشركة.
وعاد إلى موطنه الكويت عام 2010 وعمل لمدة 3 أشهر في شركة كمبيوتر في الكويت كمندوب مبيعات براتب يعادل 300 دينار كويتي شهريًا، وفق مقربين.
ووفق مقربين، فقد وصفه والده "جاسم إموازي" بالحيوان والإرهابي، ودعا عليه بأن يذهب إلى جهنم، وبعد يومين تغيّر وصفه لابنه، وذكر أنه ليس كما يزعمون "ولا يوجد ما يثبت في ما جرى تداوله إعلاميًا، خصوصًا عبر شرائط للفيديو والأفلام المعروضة، أن المتهم هو ابني محمد.
وذكرت تقارير صحفية أن والد "جون" هرب من الكويت إلى بريطانيا بعد أن اتهمته السلطات الكويتية بالتعاون مع النظام العراقي السابق، خلال غزو الكويت في العام 1990.
ويتوقع مراقبون أن جاسم إموازي مختبئ بالكويت مع أفراد أسرته، بعد أن تم الكشف عن أن ابنه هو "جزار" داعش، بعد ظهوره في عدة أشرطة فيديو تبين أنه ذباح الرهائن.

بداية تطرفه

بداية تطرفه
كنت قد أشارت "بوابة الحركات الإسلامية" في تقرير سابق لها أن هناك تقارير إعلامية تفيد بأن السفاح "جون" كما لقب، اندفع إلى التطرف بعد توقيفه من قبل السلطات البريطانية عقب رحلة إلى تنزانيا، واتهامه من قبل الاستخبارات المحلية، التي قامت باستجوابه، بأنه يحاول التوجه إلى الصومال؛ حيث تنشط حركة الشباب المتشددة.
وذكرت التقارير عن كون الاستخبارات البريطانية استجوبته بشأن وجهة نظره في تفجيرات لندن 2005 والحرب في أفغانستان ورأيه في اليهود، كما أفادت أنه انتقل إلى سوريا في 2013 وأسندت له في البداية مهمة حراسة الرهائن.
وتقدر الاستخبارات البريطانية أن هناك نحو 500 ناشط بريطاني يحاربون إلى جانب تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.
وكانت أكدت صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن "عدد عناصر "داعش" الناشطين في سوريا والعراق يبلغ نحو 31 ألف عنصر تدفقوا من جميع أنحاء العالم، موضحة أن ثلاثة أرباع الأجانب في صفوف التنظيمات المتطرفة أتوا من أوروبا الغربية، لافتة إلى أن عدد البريطانيين المتواجدين بين صفوف التنظيم يقدر 760 بريطانيًا ذهبوا للقتال في سوريا، بحسب مجموعة سوفان".
ويجيد "جون" اللغة الإنجليزية البريطانية؛ كونه قادم من المملكة المتحدة للانضمام لتنظيم داعش، ورصدت التحالف الدولي 10 ملايين دولار، في حال القبض على سفاح داعش.
للمزيد عن الجهادي جون.. سفاح "داعش".. اضغط هنا 

عمليات جون الإرهابية

عمليات جون الإرهابية
يعتبر السفاح جون هو القيادي رقم واحد في تنفيذ عمليات الذبح البشعة التي راح ضحيتها رهائن غربيون.
وعُرف جون، منذ ظهوره في عدة فيديوهات وهو ينفذ عمليات إعدام رهائن؛ حيث ظهر في فيديو للمرة الأولى في 2014 وهو يقطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي البالغ من العمر 40 عامًا، وأثارت الجريمة استنكارًا واسعًا عبر العالم.
وقتل بنفس الطريقة الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف والعامل الإنساني الأمريكي عبد الرحمن كاسيغ والعاملين الإنسانيين البريطانيين ديفيد هاينس وألن هيننغ والصحفيان اليابانيان، هارونا يوكاوا، وكينجي غوتو ورهائن آخرين، كما قام جون بإعدام جنود موالين للرئيس بشار الأسد، ويظهر "جون" في تسجيلات الفيديو وهو ملوحًا بسكين في يديه ويتوشح بغطاء أسود من قمة رأسه إلي أخمص قدميه، ويطلق خطابات ضد الغرب.
في ليلة 12 نوفمبر 2015، أعلن مسئولون أمريكيون استهداف جون الجهادي بصاروخ هيلفاير من درون وهو في سيارة في مدينة الرقة، في اليوم التالي قال مسئولون إنهم على يقين كبير أن جون الجهادي قُتِل.

مريض نفسي

مريض نفسي
كانت "واشنطن بوست"٬ أجرت مقابلة مع شخص قال إنه أحد أصدقاء اموازي المقربين، وأنه استطاع التعرف على هويته، من خلال مقاطع الفيديو التي ظهر فيها خلال قيامه بذبح ضحاياه، وهي المقابلة التي قال فيها ذلك الصديق: "ليس لدّي أدنى شك في أن محمد (اموازي) هو نفسه الجهادي جون، لقد كان كأخ لي.. أنا على يقين من أنه هو ذاته".
كما نقل تقرير عن مدير الأبحاث في جمعية حقوق الإنسان البريطانية عاصم قريشي٬ والذي كان على اتصال مع اموازي قبل أن يغادر إلى سوريا٬ قوله إنه يعتقد أيضًا أن اموازي هو ذاته جون٬ وهو اللقب الذي أطلقه عليه بعض الرهائن المفرج عنهم.
قريشي قال عقب أن شاهد أول مقاطع فيديو لجون: "هناك تشابه قوي للغاية، هذا الفيديو يجعلني أشعر بأنني على يقين من أن هذا جون٬ هو الشخص ذاته محمد اموازي".
وكان أحد رهائن داعش المحررين من يديه، كشف أن جون، أجبره على رقص التانجو خلال احتجازه في سوريا، وذكر ديل راي أوتسون ذو الـ26 عامًا وهو آخر رهينة يطلقها "داعش"، في حديث نشرته صحيفة "ديلي تليجراف" أن "الجهادي جون سأله بسخرية: هل تستطيع الرقص، ومن ثم أمسك بيدي حتى أقوم وأرقص"، مضيفَا في تعليق للإذاعة الوطنية الدنماركية: "كنت أتجنب النظر مباشرة في عينيه حتى لا يتم ضربي بشكل أعنف، وعندما قمت لأرقص التانجو دفعني على الأرض واستمر في ضربي وركلي، ومن ثم هددني مقاتلو التنظيم بأنهم سيقطعون أنفي".

العمليات القادمة

من المتوقع أن يسعى التنظيم الإرهابي في الفترة القادمة إلى تدريب أحد عناصره القوية للقيام بنفس دور جون، وبنفس البشاعة التي كان يظهر بها من خلال فيديوهاته الدموية.

شارك