بعد تشكيل حكومة الوفاق.. تدخل عسكري "وشيك" على أعتاب ليبيا

الأربعاء 20/يناير/2016 - 02:36 م
طباعة بعد تشكيل حكومة الوفاق..
 
بالتزامن مع إعلان تشكيل حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، والتي تم تشكيلها أمس الثلاثاء برئاسة فايز السراج، بدأت بعض الدول الغربية تلوح باقتراب التدخل العسكري في البلاد، بحجة التصدي للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها التنظيم الإرهابي "داعش".
بعد تشكيل حكومة الوفاق..
ووفق متابعين فإن هناك مساعي غربية لتدشين تحالف دولي للتدخل في ليبيا، مماثل للتحالف الدولي بقيادة أمريكا، وبالأخص عقب هجمات داعش على حقول النفط الليبي، وتسعى هذه الدول إلى تضييق الخناق على تنظيم داعش الذي بات يجاري بسرعة الأحداث المتوالية ويسعى للتواجد في منطقة الهلال النفطي .
من جانبها اعتبرت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير ليين، أن النجاحات التي حققها داعش في ليبيا تمثل تهديداً جديداً لأوروبا، قائلة: "إنها لا تستبعد نشر قوات ألمانية في ليبيا"، من دون أن تقدّم أي إيضاحٍ عن طبيعة التدخل العسكري.
وأكدت فون دير ليين، على دور حكومة وحدة وطنية ليبية يعمل معها المجتمع الدولي "للحيلولة دون تطور الأحداث وفق سيناريو خطير جداً ممثل في مساعي داعش لتوحيد صفوفه مع مسلحي تنظيم بوكو حرام" الذي ربما يؤدي إلى انتصار الإرهاب في شمال إفريقيا وتدفق المزيد من المهاجرين إلى أوروبا.
من جانبه أعلن وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي باولو جينتيلوني عن استعداد بلاده للتعاون في أي عملية عسكرية في ليبيا .
وكشف جينتيلوني في حديث للتلفزيون الإيطالي عن مساعي حثيثة لإمكانية إطلاق عملية عسكرية في ليبيا قائلا: "ما ذكرته وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين قبل يومين من إمكانية إرسال بلادها قوات إلى ليبيا يعكس النقاش الدائر منذ أسبوع بين الدول الحليفة بشأن هذه البلاد"، مؤكدًا أن الوضع "بحاجة إلى خطوة أبعد وهذا ما نبحثه في الوقت الرّاهن مع ولادة حكومة ليبية قادرة على مخاطبة المجتمع الدولي".
وجاءت تصريحات جينتليوني بعد ساعات من إعلان السراج للحكومة الجديدة، التي جاءت استجابة لضغط دولي يضع ليبيا أمام خيارين لا ثالث لهما، وهما إعلان حكومة وحدة وطنية أو التدخل العسكري لإنهاء تهديد الإرهاب في البلاد، وفق مراقبين.
ومن جانب فرنسا فقد اعتبر رومان نادال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، أنه لا مفر من إنشاء تحالف دولي إن لم تشكل حكومة الوحدة، مطالبًا بضرورة الإسراع بتشكيل حكومة وفاق ليبية من أجل أن تكون شريكًا حقيقيًّا للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب وتمكنه من مساعدة الليبيين بشتى السبل .
بعد تشكيل حكومة الوفاق..
ويرى مراقبون أن تصريحات نادال لم تخف الرغبة الفرنسية الحقيقية للتدخل في ليبيا، والتي أكدتها مصادر من وزارة الدفاع الفرنسية نقلتها صحيفة لوفيجارو، قائلة: إن "التدخل في ليبيا أصبح لا غنى عنه ويجب أن يحصل في غضون 6 أشهر".
ووردت الصحيفة أن "صناع القرار في باريس بدءوا على يقين بوجوب محاربة داعش في الأراضي الليبية".
وأكدوا أن منطقة الهلال النفطي الذي هاجمها داعش تعتبر الأهم، إذ تطل على شبكة طرق صحراوية وساحلية تمكنها من الوصول بسهولة إلى أكبر مواقع النفط "السدرة وراس لانوف" بالهلال النفطي، إضافة لتوفرها على شاطئ ممتد يتوفر على خلجان كثيرة يستغلها مهربو البشر طيلة الفترة الماضية لما توفره من حماية طبيعية بعيدة عن المراقبة، وستوفر للتنظيم طرقا أكثر أمنًا لوصول مقاتليه عبر البحر وعبر الطرقات المرتبطة بعمق الصحراء.
ولفتت بوابة الحركات الإسلامية من قبل إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا يستعدون لشن هجوم على تنظيم داعش في ليبيا مطلع هذا العام، خاصة بعد أن كثف تنظيم داعش في ليبيا هجومه على مناطق نفطية في البلاد يطلق عليها اسم "الهلال النفطي" والتي تقع على امتداد الساحل الشمالي لليبيا.
وأوردت أنباء عن أن حوالي 5000 من تنظيم داعش أمنوا بالفعل أكثر من 10 حقول نفط رئيسية، ليضيف الملايين من الدولارات لتمويل حربه المتطرفة.
بعد تشكيل حكومة الوفاق..
كانت أشارت تقارير إلى وصول قوة جوية خاصة بريطانية إلى ليبيا، لوضع حجر الأساس لتدخل القوات الغربية المتحالفة، تشمل القوة حوالي 1000 جندي من سلاح المشاة البريطاني، كما تشير التقارير إلى أن حجم القوة المشاركة قد يصل إلى 6000 جندي من البحرية الأمريكية وقوات من دول أوروبية- تقودها إيطاليا وبدعم من فرنسا وربما من إسبانيا أيضًا.
ووفقًا لوسائل إعلام فإن القوات البريطانية والفرنسية والأمريكية ستنتشر على الأراضي الليبية للتمهيد لعملية عسكرية وصفت بأنها أكبر إنزال حربي منذ الحرب الكورية في عام 1952.
وتتحرك إحدى القوات غربًا نحو طرابلس لتحريرها من الميليشيات المتطرفة وتسليمها للحكومة المركزية الليبية، أما الوحدات الأخرى فستتحرك إلى الشرق للسيطرة على مدينة بنغازي.
وبحسب مراقبين، فإن الحرب في ليبيا ستشهد تغييرا في التكتيك الأمريكي وسياستها تجاه الشرق الأوسط؛ حيث ستتولى واشنطن مهمة رأس الحربة في هذه الحملة العسكرية.
ويهدف التدخل العسكري إلى السيطرة على حقول النفط والغاز في ليبيا، وتجفيف منابع داعش ليبيا والحد من قدرته على تنفيذ هجمات في تونس والجزائر والمغرب وأوروبا.

شارك