بعد الهجوم على ميناء رأس لانوف.. أطماع "داعش" تتوسع للسيطرة على النفط الليبي

الخميس 21/يناير/2016 - 12:42 م
طباعة بعد الهجوم على ميناء
 
عاد مجددًا وفي أقل من شهر التنظيم الإرهابي "داعش"، ليركز على حقول النفط الليبي، بعدما هاجم منذ أسبوعيين ميناءي رأس السدر ولانوف؛ حيث أكد أحد المهندسين أن اليوم الخميس 21 يناير 2016، تم الهجوم على ميناء رأس لانوف الليبي من قبل عناصر فيما يبدو انتماؤها لتنظيم "داعش".
بعد الهجوم على ميناء
وأضاف، أن النيران اشتعلت في اثنين على الأقل من صهاريج التخزين، التابعة لشركة الهروج للعمليات النفطية بالقرب من رأس لانوف، التي شهدت هجمات هذا الشهر.
إلى ذلك، هدد تنظيم الدولة اليوم الخميس، بشن هجمات على منشآت نفطية ليبية أخرى عقب هجوم قرب ميناء رأس لانوف.
وقال متشدد من داعش، يدعى أبو عبد الرحمن الليبي، في فيديو نشر على موقع تابع للتنظيم المتشدد: "اليوم ميناء السدرة ورأس لانوف، وغدًا ميناء البريقة، وبعدها ميناء طبرق والسرير وجالو والكفرة".
من ناحية أخرى أصيب 4 جنود من قوات الجيش الليبي جراء الاشتباكات مع "قوات مجلس شورى ثوار بنغازي" خلال محاور القتال المختلفة في بنغازي.
وقالت مسئولة الإعلام في مستشفى الجلاء للجراحة فاديا البرغثي في تصريح صحفي: "إن المستشفى استقبل 4 جرحى من قوات الجيش الليبي خلال اليومين الماضيين، جراء الاشتباكات مع ثوار مجلس شورى بنغازي، في محاور الصابري والليثي وبوعطني".
وأضافت البرغثي: "الجرحى إصابتهم بين الخفيفة والمتوسطة والحرجة"، لافتة إلى أن الإسعافات الأولية قدمت لهم وغادر المستشفى جنديان ويوجد آخران تحت المراقبة الطبية.
وفي 4 يناير الجاري شن التنظيم الإرهابي ولأول مرة هجماته على ميناءي السدر ولانوف النفطي، وقتلوا اثنين من حراسه وأضرموا النيران في خزان للنفط، وقد أصاب الخزان صاروخًا أثناء الاشتباكات فاشتعلت فيه النيران، وكان يحتوي الخزان وفق مصادر على 420 ألف برميل من النفط.
 وغرقت ليبيا في الفوضى بعد سقوط حكم معمر القذافي في 2011، حيث دخلت البلاد في نزاعات على السلطة بين حكومتين وبرلمانين واحدة في طبرق وأخرى في طرابلس، ما أدى إلى انقسام البلاد.
 واستغل تنظيم داعش الإرهابي الفراغ الأمني للسيطرة على أراضٍ، والتهديد بالتقدم من سرت التي تسيطر عليها لمناطق أخرى. وفشل التنظيم حتى الآن في السيطرة على أي منشأة نفطية ليبية مثلما فعل في سوريا.
 وذكر التنظيم أنه هاجم ميناء السدر بعد الاستيلاء على مدينة بن جواد، لكن لم يتسن التأكد من مصدر مستقبل عن سقوط المدينة، وتحرس ميناء السدر قوة مسلحة لحراسة المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجضران التي تدعم الحكومة المعترف بها دوليًّا في الشرق، لكنها أيضًا تخوض صراعًا مع فصائل مسلحة أخرى.
 وتبذل الأمم المتحدة جهودًا منذ الشهر الماضي لإبرام اتفاق في المغرب لتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا.
 وفي سياق منفصل قال فضل الحاسي وهو قائد عسكري بارز: إن طائرة عسكرية كانت تستهدف جماعات مسلحة في بنغازي أُسقطت لكن الطيار تمكن من القفز منها.
بعد الهجوم على ميناء
 وتخوض القوات المسلحة المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليًّا التي تتخذ من شرق البلاد مقرًّا لها- معاركَ مع المقاتلين المتمركزين في مدينة بنغازي منذ أشهر. 
ويسعى التنظيم الإرهابي داعش باستماتة للسيطرة على مدينة إجدابيا شرقي البلاد، والتي تقع ضمن الهلال النفطي الليبي؛ حيث تعد المنطقة البوابة الخارجية الكبرى للنفط، مما يعني بسط التنظيم قبضته على مصب النفط من حقول الخام جنوبي إجدابيا.
وتدور معارك طاحنة في المدينة التي تقع على هضبة صخرية تشرف على موانئ التصدير النفطية المحيطة، والتي تحولت في أواخر السبعينيات من بلدة هامشية خلف الساحل إلى مدينة أنعشت بقطاع صناعة النفط.
ويرى محللون أنه حال ما سيطر داعش على المنطقة فإن ذلك يعني نفوذه بالكامل على حوض سرت النفطي الذي يضم أكبر مجموعة من حقول النفط الليبية، امتدادًا لهلال نفطي للسواحل الليبية من مدينة سرت إلى الجنوب عبر حقول الذهب الأسود.
ويقول متابعون: إن نجاح داعش في ذلك يعني تمكنه من نسخ الأنموذج "الداعشي" في سوريا والعراق، والذي يسعى وراء مكاسب المنتجات النفطية.
وتتربع منطقة "الهلال النفطي" على طول يبلغ 250 كيلومترًا يمتد بين بنغازي وطرابلس، والتي تحوي المخزون الأكبر من النفط، وتشمل عدة مدن من بينها سرت، إضافة إلى مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة.
وتشير الأنباء إلى ازدياد التكهنات حول احتمال شن ضربات جوية ضد أهداف التنظيم في ليبيا بعد أنباء استخباراتية تفيد بأن ليبيا أصبحت بديلًا لتنظيم داعش في العراق وسوريا، إلا أن مدينة سرت تعتبر نموذجًا للرقة من حيث صعوبة إعادة السيطرة عليها، خاصة وأن التنظيم يتبع ذات الأسلوب باستخدام المدنيين كدروع بشرية. فلا يحسم الموقف سواء في رقة سوريا أو رقة ليبيا إلا بحرب برية.
بعد الهجوم على ميناء
ويخشى مسئولون غربيون أن يؤدي القصور عن استهداف الميليشيات المتشددة في ليبيا، إلى انعكاسات سلبية على النجاحات التي يتم تحقيقها في القصف المكثف لداعش في العراق وسوريا، فضلًا عن تمكين تنظيم داعش من تشكيل معاقل قوة له في شمال إفريقيا.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، فقد أشارت تقارير إلى وصول قوة جوية خاصة بريطانية إلى ليبيا، لوضع حجر الأساس لتدخل القوات الغربية المتحالفة، تشمل القوة حوالي 1000 جندي من سلاح المشاة البريطاني، كما تشير التقارير إلى أن حجم القوة المشاركة قد يصل إلى 6000 جندي من البحرية الأمريكية وقوات من دول أوروبية- تقودها إيطاليا وبدعم من فرنسا وربما من إسبانيا أيضًا.
ووفقًا لوسائل إعلام فإن القوات البريطانية والفرنسية والأمريكية ستنتشر على الأراضي الليبية للتمهيد لعملية عسكرية وصفت بأنها أكبر إنزال حربي منذ الحرب الكورية في عام 1952.
وتتحرك إحدى القوات غربًا نحو طرابلس لتحريرها من الميليشيات المتطرفة وتسليمها للحكومة المركزية الليبية، أما الوحدات الأخرى فستتحرك إلى الشرق للسيطرة على مدينة بنغازي.
وبحسب مراقبين، فإن الحرب في ليبيا ستشهد تغييرًا في التكتيك الأمريكي وسياستها تجاه الشرق الأوسط؛ حيث ستتولى واشنطن مهمة رأس الحربة في هذه الحملة العسكرية.
ويهدف التدخل العسكري إلى السيطرة على حقول النفط والغاز في ليبيا، وتجفيف منابع داعش ليبيا والحد من قدرته على تنفيذ هجمات في تونس والجزائر والمغرب وأوروبا.

شارك