بعد وصول قوات أمريكية وروسية وبريطانية.. هل بدأ التدخل العسكري في ليبيا؟

السبت 23/يناير/2016 - 01:41 م
طباعة بعد وصول قوات أمريكية
 
عقب إعلان تشكيل حكومة الوفاق الوطني الليبية، باتت بعض الدول الأوروبية على أتم الاستعداد للتدخل العسكري في البلاد، لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي تنامت وتوغلت في معظم المناطق الليبية، ووصلت اليوم السبت 23 يناير 2016، فرق عسكرية أمريكية وبريطانية وروسية إلى ليبيا لدعم الحكومة الجديدة، بحسب ما أفادت وكالة "سبوتنيك" الروسية، متوقعة وصول قوات فرنسية أيضًا للغرض نفسه.
فيما نفى المكتب الصحفي لقيادة الجيش الليبي نبأ وجود قوات أجنبية في ليبيا لدعم حكومة الوحدة الوطنية.
بعد وصول قوات أمريكية
وكانت بوابة الحركات الإسلامية تناولت في تقرير لها أول أمس الخميس بعنوان "بعد تشكيل حكومة الوفاق.. تدخل عسكري "وشيك" على أعتاب ليبيا"، أن هناك مساعي غربية لتدشين تحالف دولي للتدخل في ليبيا، مماثل للتحالف الدولي بقيادة أمريكا، بالأخص عقب هجمات داعش على حقول النفط الليبي، وتسعى هذه الدول إلى تضييق الخناق على تنظيم داعش الذي بات يجاري بسرعة الأحداث المتوالية ويسعى للتواجد في منطقة الهلال النفطي .
ووفق المصادر فقد وصل الجزء الأكبر من العسكريين إلى قاعدة "جمال عبد الناصر" الجوية القريبة من طبرق، وحسب أحد المصادر وصل العسكريون من ثلاث دول "بمهمة استطلاعية ولتقديم الاستشارة للجيش الوطني الليبي".
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن الجيش الليبي أن الجيش الليبي وحده يقوم بحماية حكومة الوحدة الوطنية.
وكانت اعتبرت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير ليين، أن النجاحات التي حققها داعش في ليبيا تمثل تهديداً جديداً لأوروبا، قائلة، "إنها لا تستبعد نشر قوات ألمانية في ليبيا"، من دون أن تقدّم أي إيضاحٍ عن طبيعة التدخل العسكري.
وأفاد شهود عيان أن الجنود الذين وصلوا طيلة الأسابيع الثلاثة الأخيرة بلغ نحو 500، فيما أوضح مسئول عسكري ليبي، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن عدد الذين وصلوا لا يتعدى بضع عشرات، مضيفاً أنهم جاءوا في مهام استطلاعية ولتقديم استشارات للجيش الوطني.
وكان رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد أكد أن هناك حاجة لتحرك عسكري حاسم لوقف انتشار تنظيم "داعش" في ليبيا، محذرًا من أن التنظيم يريد أن يستغل ليبيا لتكون منصة لتنسيق الأنشطة في إفريقيا، مضيفاً أن التحرك العسكري يجب أن يتم بطريقة تدعم عملية سياسية طويلة المدى.
وأشارت تقارير إلى وصول قوة جوية خاصة بريطانية إلى ليبيا، لوضع حجر الأساس لتدخل القوات الغربية المتحالفة، تشمل القوة حوالي 1000 جندي من سلاح المشاة البريطاني، كما تشير التقارير إلى أن حجم القوة المشاركة قد يصل إلى 6000 جندي من البحرية الأمريكية وقوات من دول أوروبية- تقودها إيطاليا وبدعم من فرنسا وربما من إسبانيا أيضًا.
ووفقًا لوسائل إعلام فإن القوات البريطانية والفرنسية والأمريكية ستنتشر على الأراضي الليبية للتمهيد لعملية عسكرية وصفت بأنها أكبر إنزال حربي منذ الحرب الكورية في عام 1952.
في حين تحركت إحدى القوات غربًا نحو طرابلس لتحريرها من الميليشيات المتطرفة وتسليمها للحكومة المركزية الليبية، أما الوحدات الأخرى فستتحرك إلى الشرق للسيطرة على مدينة بنغازي.
بعد وصول قوات أمريكية
وبينما قال شهود عيان في القاعدة الجوية: إن عدد من وصلوا طيلة الأسابيع الثلاثة الأخيرة بلغ نحو 500- أوضح مسئول عسكري ليبي، طلب عدم ذكر اسمه، أن عدد هؤلاء لا يتعدى بضع عشرات، و"جاءوا في مهام استطلاعية ولتقديم استشارات للجيش الوطني".
وكانت سعت الدول الغربية وعدد من دول الجوار الليبي إلى تنصيب حكومة السراج التي جرى اقتراح مجلسها الرئاسي من قبل الأمم المتحدة، في 17 ديسمبر الماضي، وسط عراقيل كبيرة واجهتها، إذ تنتشر في البلاد التي تعمها الفوضى عشرات الميليشيات المسلحة التي تعمل كجيوش صغيرة منفصلة، وتمتلك قدرات على التمويل المالي والحشد العسكري والعمل الاستخباراتي المحلي والعابر للحدود أيضًا.
وفيما قال مستشار رئيس برلمان ليبيا، عيسى عبد المجيد، إنه توجد ضغوط دولية كبيرة لتمكين الحكومة التي اقترحتها الأمم المتحدة في حوار الصخيرات قبل شهر، برئاسة فايز السراج، لكنه أكد أن أكثر من ثلث النواب وقّعوا على عريضة برفض الحكومة في حال تقدمت لنيل الثقة من البرلمان خلال الأيام المقبلة.
وتواجه الحكومة المقترحة رفضًا من غالبية الجماعات السياسية والعسكرية في شرق البلاد.
وأشار النائب في البرلمان الليبي المعترف به دولياً، طلال الميهوب في حوار له في "سبوتنيك" اليوم السبت، إلى أن هناك اتجاهًا داخل البرلمان الليبي لرفض حكومة الوفاق التي أعلنها المجلس الرئاسي قبل أيام برئاسة فايز السراج، مضيفًا أن هناك دعوة، اليوم السبت، لنواب برقة للتشاور بخصوص رفض الحكومة التي تم تشكيلها"، مشددًا على أن البرلمان الليبي لن "يمرر هذه التشكيلة المعيبة"، على حد وصفه.
بعد وصول قوات أمريكية
وعن المخاوف من تأزم الأوضاع السياسية في ليبيا إذا تم رفض الحكومة، قال الميهوب: "يجب أن يتم البناء على أساس صحيح… لن تبنى ليبيا بهذا الشكل".
 وحول أسباب رفض البرلمان تشكيل حكومة الوفاق الجديدة، أوضح: "سبب رفض الحكومة أولًا هو عدم وجود كفاءات.. ثانيًا هذا الكم الكبير من الوزرات التي شملتها الحكومة في ظل الظروف المالية التي تعاني منها الدولة"، قائلا: "إن هناك سيطرة كبيرة لتيار الإسلام السياسي والجماعات التكفيرية على الحكومة الجديدة"، في إشارة إلى ميليشيات فجر ليبيا التي تسيطر على طرابلس"، مضيفًا: "الحكومة لن تمر بهذا الشكل".
ووفق اتفاق الصخيرات، فإنه يتعين موافقة البرلمان الليبي المعترف به دوليًّا على الحكومة الجديدة، ورفض أعضاء من البرلمان الليبي، والمؤتمر الوطني المنتهية ولايته ومقره طرابلس اتفاق الصخيرات، باعتبار أنه يفرض وصاية على ليبيا.
وبحسب مراقبين، فإن الحرب في ليبيا ستشهد تغييرًا في التكتيك الأمريكي وسياستها تجاه الشرق الأوسط؛ حيث ستتولى واشنطن مهمة رأس الحربة في هذه الحملة العسكرية.
ويهدف التدخل العسكري إلى السيطرة على حقول النفط والغاز في ليبيا، وتجفيف منابع داعش ليبيا والحد من قدرته على تنفيذ هجمات في تونس والجزائر والمغرب وأوروبا.

شارك