بالتزامن مع زيارة كيري للرياض.. هل تتوسط أمريكا لإنهاء خلاف السعودية وإيران؟

السبت 23/يناير/2016 - 08:02 م
طباعة بالتزامن مع زيارة
 
مع استمرار واشنطن في سياسة الانفتاح على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، برفع العقوبات الاقتصادية عليها، استمرت في سياسة مسك العصا من المنتصف تجاه ما سمتهم شركائها في منطقة الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ومملكة البحرين، حيث بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اليوم (السبت) زيارة جديدة إلى الرياض بهدف طمأنة (الشركاء الخليجيين للولايات المتحدة) على حد وصفه، في حين رجّح مراقبون أن الزيارة تستهدف في الأساس الوساطة بين الرياض وطهران لإنهاء الأزمة بين البلدين. 
ومن المُقرر أن يحضر الوزير الأمريكي اجتماعاً لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ثم يُجري محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير وكذلك منسق الهيئة العليا للتفاوض باسم المعارضة السورية رياض حجاب.

بالتزامن مع زيارة
مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية عكست تصريحاته رغبة واشنطن إنهاء التوتر بين الرياض وطهران، حيث قال: "نريد أن نناقش مع وزراء مجلس التعاون الخليجي في أهمية الغضب السعودي الذي نجم عن الهجمات على بعثتيها في إيران، ونقف معهم بالكامل في هذه القضايا لكننا نرى أن خفض التوتر هدف مهم ليس للولايات المتحدة فقط بل للمنطقة".
وعبّر هذا الدبلوماسي الأمريكي عن الأمل في أن تفكر الرياض في احتمال إعادة فتح سفارتها في طهران، وقال من المهم أن يتوصل السعوديون والإيرانيون إلى طريقة للتعايش، الأمر الذي يعني أن أمريكا تسعى من خلال زيارة كيري للوساطة بين الرياض وطهران وتلطيف الأجواء بينهم.
سياسة أمريكا المُنفتحة على طهران لم كن وليدة الأيام الماضية، بل هي سياسة قديمة بدأت إلى ما هو قبل انطلاق شرارة ثورة الربيع العربي، حيث كانت تُخطط واشنطن وتمهد إلى ذلك بمحاولات تصعيد جماعة "الإخوان" في دول المنطقة بينها (مصر وتونس وليبيا وسورية)  كون تلك الجماعة لا ترى غضاضة في التعامل مع طهران وفتح علاقات قوية معها.

بالتزامن مع زيارة
وتحاول واشنطن منذ فترة الظهور بمظهر المخالف لطهران، وقد عكست تصريحات مختلفة لمسؤولين أمريكان تلك السياسة، فقد قال جون كيري، في تصريحات سابقة إن قسما من الأموال التي ستستعيدها إيران بعد رفع العقوبات الأمريكية، سيذهب لتمويل بعض المنظمات العسكرية التي تعتبرها واشنطن "إرهابية"، وتقدر وزارة المالية الأمريكية، قيمة الأموال التي ستستعيدها إيران إثر تخفيف العقوبات على اقتصادها، بعد بداية تطبيق الاتفاق بشأن برنامجها النووي في 16 يناير الحالي، بنحو 55 مليار دولار.
وبرر كيري أن يد واشنطن قد تكون مغلولة تجاه طهران كونها لا تُصنف "الحرس الثوري" كياناً إرهابياً، وقال: "لا يمكنني أن أجلس هنا، وأقول لكم أنه يمكن منع ذلك، وقانونيا لم تدرج وزارة الخارجية، جهة الاختصاص، الحرس الثوري الإيراني على لائحتها السوداء على الرغم من مطالبة الكونجرس بذلك"، وأكد أنه حال ضبطهم وهم يُمولون الإرهاب، فستكون لهم مشاكل مع الكونجرس الأمريكي ومع آخرين.

بالتزامن مع زيارة
وتكشف تصريحات كيري مدى اليف الذي تلجا إليه واشنطن في التعامل مع طهران حيث ان وزارة المالية "فيلق القدس" المُكلف بالعمليات الخارجية للحرس الثوري "كيانا أرهابيا" منذ 2007، هو وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
والدول الخليجية المُتحالفة تاريخياً مع الولايات المتحدة تختلف معها بشأن عودة إيران إلى الساحة الدولية بعد توقيع الاتفاق النووي في يوليو 2014 ودخوله حيز التنفيذ قبل أسبوع، حيث تخشى الرياض أن يحدث انفراج في العلاقات بين طهران واشنطن على حسابها وإن كان الأمريكيون ينفون رسمياً أي مشروع مصالحة مع إيران كدولة تُزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط.
كانت واشنطن فرضت عقوبات جديدة على إيران الاحد الماضي، مبررة تلك العقوبات أنها فرضتها على إيران بسبب برنامج الصواريخ البالستية، وهي في الحقيقة خطوة تستهدف مغازلة الدول الخليجية بشكل مباشر، وقال كيري "قلنا بوضوح إننا سنلجأ إلى العقوبات عندما نعتبرها مبررة، في مواجهة سلوك يخالف من وجهة نظرنا القانون، أو مجلس الأمن الدولي، أو يهدد أمن الولايات المتحدة".

بالتزامن مع زيارة
وانتقد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي شارك في منتدى "دافوس" الاقتصادي، قرار العقوبات الأمريكية الجديد، وقال "أجد تعبير الولايات المتحدة عن قلقها من برنامج الصواريخ الإيراني، غريباً، فوهو دفاعي ولا ينتهك أي قرار دولي".
في السياق، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر مشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري الذي يزور الرياض اليوم السبت، وجود تطابق كبير في وجهات النظر بين الجانبين السعودي والأمريكي في عدة ملفات، بينما أكد نظيره وقوف واشنطن مع الرياض في مواجهة التمدد الحوثي في اليمن.
وأوضح الجبير أنه بحث مع كيري ملفات سوريا واليمن والتدخل الإيراني في المنطقة، بالإضافة للعلاقات الثنائية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة.
 

شارك